محاولات مستمرة لقتل أى معارضة، هكذا وصف نواه فيلدمان، الباحث السياسى فى جامعة هارفارد الأمريكية، بمقاله فى شبكة «بلومبرج» الأمريكية، ما يسعى إليه الرئيس محمد مرسى وجماعة الإخوان المسلمين منذ توليه الحكم. وقال فيلدمان، فى مستهل مقاله: «أكره حقيقة أن أتفق فى الرأى مع الجنرال المصرى، لكن كل ما قاله وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى عن انهيار الدولة صحيح بنسبة 100%، فالمواطنون العاديون باتت لهم أسباب كثيرة تجعلهم محبطين من حكومة مرسى ومن إمكانية إنقاذها البلاد من المنحدر الخطير الذى يهددها منذ فترة، سواء كان سياسيا أو اقتصاديا».
وتابع قائلا «الكثير من الشعب يرون أن مرسى وجماعته أسرعوا نحو الاستحواذ على السلطة دون أن يهتموا بوضع حجر أساس لنظام جديد قائم على المشاركة، مما دفع الكثيرين يخرجون للاحتشاد ضدهم لإسقاط تكوين ديكتاتورية جديدة، بعدما كانوا يحلمون بحكومة ثورية ديمقراطية، وكان آخر ما يتمنونه حقيقة هو إسقاط حكومة منتخبة ديمقراطية».
واستمر المحلل السياسى الأمريكى: «الاحتجاجات التى انطلقت من القاهرة ووصلت إلى محافظات القناة وأكثر من مدينة آخر، توضح وتبرز عدم الرضا الواضح تجاه حكومة مرسى وأنصاره من جماعة الإخوان وحلفائه من الإسلاميين بشكل عام، وإنجازاتهم الضئيلة منذ توليهم الحكم».
وأضاف فيلدمان: «لنكن منصفين، حكومة مرسى لم تغير كثيرا من الأوضاع المذرية التى يعانى منها المواطن المصرى، حتى الدعاوى التى كان يقولها أنصار مرسى من أنه لم يأخذ فرصته، واهية، فهو أخذ فرصته كاملة منذ إطاحته بالعسكر والجيش الذى حرمه منذ أدائه اليمين من أى سلطة حقيقية، وبدلا من طمأنة الجماهير اتجه للانتهاء من الدستور على عجل، أملا فى يفرض استقرار فى البلاد».
واستمر: «لكن هذا جعل الكثيرين يشعرون أنه يتجه بالبلاد إلى ديكتاتورية إسلامية جديدة وتخريب الثورة لأهم ديمقراطية فى الربيع العربى، مما أكدها هو سعيه لفرض الطوارئ، بدلا من استخدام آليات تسهم فى تعزيز التوافق، حتى الأساليب القمعية لم تجد نفعا معه».
ولكن المحلل السياسى يرى أن المعارضة الديمقراطية فى مصر قد تقع فى خطأ تكتيكى كارثى إذا ما اعتنقت فكرة أن الفوضى قد تجبر مرسى على الاستقالة، وهو الأمر الذى ينبذونه حتى الآن، وهو أمر جيد، وفقا للكاتب، فعليهم أن يدركوا أيضا أن مرسى أتى بانتخابات حرة نسبيا، ودستوره حظى بأغلبية حتى لو ضئيلة للغاية.
واختتم قائلا «على الديمقراطيين أن يأخذوا حذرهم جيدا نحو تجنب الوقوع فى باكستان أخرى، الديمقراطية التى باتت على بعد خطوات من إما معركة تصفية وإما ديكتاتورية عسكرية، وأن يضعوا حجر أساس لعملية تحول ديمقراطى حقيقية، وعليهم أن يسألوا أنفسهم، إن كنتم لا تحبون حقا مرسى.. هل تودون أن يكون الجيش بديلا له؟».