محلل سياسي: استبعاد المرشحين غير ديمقراطي.. والرئيس القادم سيخضع للجيش

نشرت وكالة «بلومبرج» الإخبارية تقريرًا كتبه نوا فيلدمان، أستاذ القانون بجامعة «هارفارد»، يحلل الانتخابات في مصر ومدى ديمقراطيتها، حيث أوضح أن الديمقراطية لا يمكن أن تتحقق باستبعاد مرشح في الوقت الذي تؤكد فيه اللجنة المسؤولة عن الانتخابات أنها انتخابات حرة.
وقال فيلدمان إن مصر تأخذ خطوات واسعة بعيدًا عن مسار الديمقراطية، وظهر ذلك واضحًا في استبعاد ثلاثة من أهم مرشحي الانتخابات الرئاسية، وهو ما ألقى العملية الانتخابية بأكملها في مهب الفوضى، موضحًا أن كل ذلك لا يؤكد سوى أن الرئيس القادم لمصر سوف يكون ضعيفًا، محتم عليه أن سيخضع للجيش، حتى لو أعلن المجلس العسكري تسليمه السلطة.
إلا أن فيلدمان عاد ليقول إنه رغم كل ذلك، ربما تكون اللجنة العليا قد أسدت مصر معروفًا على المدى الطويل، مشيرًا إلى استبعاد المرشح حازم أبو إسماعيل، «المرشح السلفي الذي لم يتلق، هو أو أنصاره، أي إشارة تشرح لهم ضرورة أن يكون الديمقراطيين الإسلاميين معتدلين للفوز بالانتخابات»، مضيفًا أن خطاب أبو إسماعيل عفى عليه الزمن واستهلك في الخطاب الإسلامي السلفي الذي يتشدد في تطبيق الشريعة وفي مسألة حقوق المرأة.
وأضاف أن أبو إسماعيل، لا يفرق عن السلفيين الذين فازوا «بشكل مثير للإعجاب» بعدد كبير من مقاعد البرلمان في الانتخابات الماضية، حيث يلقى شعبيته لدى الفقراء والمحرومين، بالإضافة لأنه أعلن رفضه لمعاهدة «كامب ديفيد»، وهجومه على أمريكا وإسرائيل بشكل عام.
وأكد أستاذ القانون أن تعليق أبو إسماعيل على المعونة السنوية الأمريكية لمصر، وقدرها 1.6 مليار دولار تقريبا، بالإضافة للمعونة المدنية، باعتبارها «تتعلق بقبول الإسلاميين السلام مع إسرائيل» أثار الجدل، «كما إنه يهدد المصريين الذين لا يريدون قطع التحالف الاستراتيجي المستمر منذ أكثر من 30 عامًا مع الولايات المتحدة».
وأضاف أنه بهذه الطريقة يكون استبعاد المرشحين في صالح الجيش الذي يحاول الحفاظ على استمرار معونته العسكرية السنوية من أمريكا، واستبعاد إسماعيل يحوله من اتجاه مزعج إلى مجرد منبوذ، لكن التكلفة الحقيقية تدفعها اختيارات المصريين الديمقراطية.
وأوضح فيلدمان أنه ربما تكون جماعة الإخوان المسلمين مرتاحة لقرارات استبعاد مرشحها خيرت الشاطر، فهي لم تكن حسبما أعلنت من قبل تنوي ترشيح أي من أعضائها للرئاسة، وعلى هذا الأساس طردت عبد المنعم أبو الفتوح القيادي الإخواني المخضرم بعدما أعلن خوضه سباق الرئاسة. إلا إنها بعدما رأت المرشح السلفي يحوز على شعبية كبيرة بالإضافة لترشيح رجل مبارك السابق عمر سليمان، قررت اللجوء لخطة جديدة والدفع بالشاطر، ولكن بعد خروج الشاطر وسليمان من السباق، لم يعد أمام الجماعة ما تخشاه، بل يمكن القول إن قيادات الإخوان يشعرون بارتياح للعودة لخطتهم الأصلية.
واعتبر المحلل السياسي أن استبعاد عمر سليمان أيضا خطوة غير ديمقراطية، لكنه كان في الغالب سيطبق نموذج فلاديمير بوتين عن الديمقراطية من داخل النظام القديم، لو حدث واستمر في سباق الرئاسة وفاز، مما يعني عودة النظام السابق، وربما حدوث تزوير في الانتخابات.
واختتم بالقول إن الخلاصة تكمن في أنه بغض النظر عن الرئيس القادم لمصر، فإنه غالبًا سيأتي عن طريق تلاعب اللجنة العليا للرئاسة، ولن يكون ممثلا عن أحد الأحزاب السياسية، ما يعني أنه سيفتقر للخلفية السياسية التي تمكنه من تحدي المجلس العسكري، وتظل في الوقت نفسه خاضعة له وللبرلمان.