تنازلت طواعية عن لقب الأمومة من أجل زوجها، فسارت وراءه مغمضة العينين، تنفذ كل ما يقوله لها دون تفكير، حتى كان الثمن أن دفعت حياة أحد من أبنائها، رضاء له، فاشتركت مع زوجها فى تعذيب ابنها وكيّه بالنار حتى فارق الحياة، ثم تسترت على الجريمة البشعة، وادعت أن هناك من قام بخطف ابنها. الزوجة وافقت على خطة الشيطان الذى سلبها أمومتها، وذهبت لتبلغ الشرطة عن اختفاء نجلها، ثم عثورها عليه جثة هامدة أمام المنزل، لكن العدالة الإلهية شاءت أن تكشف ستر الأم وزوجها، وأن ينالا جزاءهما وينكشف أمرهما على يد ابنتها، شقيقة المجنى عليه، التى اعترفت على والدتها وزوج أمها، وكشفت كل تفاصيل الجريمة البشعة التى بدأت ببلاغ تلقاه قسم شرطة الواحات من سوسن.ع، 42 سنة، ربة منزل مقيمة بقرية البويطى، يفيد حضور مجموعة من الأشخاص إلى منزلها حاملين نجلها وإلقاء جثته أمام المنزل جثة هامدة، ثم فروا هاربين.
اللواء محمود فاروق، مدير مباحث الجيزة، انتقل إلى مكان البلاغ، وتبين من المعاينة والفحص وجود جثة أحمد عزت، 22 سنة، عامل، مغطاة ببطانية، وبكشفها تبين أن بها إصابات عبارة عن سحجات بالوجه، وآثار تعذيب وكى بالنار بالظهر والفخذ اليسرى وأسفل الركبتين والكتفين وخدوش بالبطن والصدر، وآثار توثيق باليدين والقدمين، كما عثر رجال المباحث أيضا بمكان وجود الجثة على سكين عليه آثار حريق، وبسؤال شقيقة المجنى عليه، 16 سنة، قالت إن زوج والدتها عرفة.م، 44 سنة، عاطل، مقيم معهم فى المنزل كان دائم التعدى عليها وعلى شقيقها المتوفى بالضرب دون سبب، وإجبارهما على العمل والإنفاق على المنزل، وأنه قام باحتجاز شقيقها المجنى عليه بإحدى غرف المنزل التى خصصها لتعذيب أبناء زوجته، وحولها إلى غرفة للتعذيب، واعتدى عليه بالضرب لمدة 8 ساعات متواصلة بالكرابيج، ثم تناوب على صعقه بالكهرباء، إلى أن أصيب المجنى عليه بإغماء شديد، وأخذ بعد ذلك فى حرق جسده بسكين، ثم قيده بالحبال فى تمثال صنعه خصيصا من الجلد لتعذيبهم وإيهامهم بأن هذا التمثال يراقب تصرفاتهم، حتى فارق المجنى عليه الحياة، فقام بنقله بمساعدة والدتها إلى غرفة نومه وقام بتلقينها وشقيقها الأصغر إبراهيم، 14 سنة، تفاصيل الحكاية التى اختلقها المتهمان أمام الشرطة.
رجال المباحث من جانبهم ألقوا القبض على المتهمة، وبمواجهتها بما جاء على لسان نجلتها، اعترفت بجريمتها، فألقى القبض على زوجها الذى أنكر ما جاء على لسان زوجته ونجلتها، وبتفتيشه عُثر معه على موبايل، وبفحصه تبين أن عليه مقاطع فيديو تصورّه وهو يقوم بتعذيب الطفل المجنى عليه، وبمحاصرته اعترف بارتكابه الجريمة، فتحرر محضر ضد المتهمين، وأحيلا إلى عبد العزيز عثمان مدير نيابة ثان أكتوبر الذى أمر بحبسهما على ذمة التحقيقات، وعرض جثة المجنى عليه على الطب الشرعى.