النظام السابق ودول جوار تحاول إفشال التجربة الإسلامية بمصر لأن النموذج المصري لو نجح سيقود العالم الإسلامي " حسين " : لماذا تتحمل الرئاسة أو الوزير مشكلات السكة الحديد خلال 30 سنة من الفساد
قال الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين أن هناك انجازات عظيمة للرئاسة نحن ننساها أهمها الانتقال بمصر من حكم عسكري إلى حكم مدني و لو كان برنامج الرئيس مرسي خلال الأربع سنوات هذا الانتقال لكفى و إنهاء الحصار الجاثم على قطاع غزة بشكل حقيقي منذ 6 سنوات مشيراً إلى أن هناك العديد من الإنجازات الأخرى التي نتناسها ..... جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمه إخوان ديروط بالجامع البحري مساء أمس / الاثنين /وتابع أننا لم نسمع طرق أنابيب الغاز في الشوارع و كنا نعاني من أزمة شديدة في هذا الوقت طوال العشر سنوات الماضية.
وأضاف " حسين " أن هناك مؤسسات مازالت تعمل كما كانت تعمل في النظام البائد و هناك عناصر من النظام السابق و دول تحاول إفشال التجربة الإسلامية في مصر لأن النموذج المصري لو نجح سيقود العالم الإسلامي.
و قال أن الإخوان المسلمين ليسو مصدر السلطة في مصر لأنهم ليسوا أغلبية الحكومة أو المحافظين أو أغلبية رؤساء المدن أو أغلبية الشرطة أو أغلبية الجيش أو القضاء نحن أقلية في كل المؤسسات لماذا نتحمل كل المشكلات لماذا تتحمل الرئاسة أو الوزير مشكلات السكة الحديد خلال 30 سنة من الفساد.
ودعا الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين خلال اللقاء إلى دراسة سيرة النبي صلى الله عليه و سلم من حين لآخر وإسقاطها على واقعنا الذي نعيشه بما يتناسب مع طبيعة المرحلة ووفقًا لمتغيراتها.
و ذكر – خلال اللقاء – أن مرحلة المدينةالمنورة بعد الهجرة اختلفت عن مرحلة ما قبل الهجرة و كانت مرحلة توطيد الدعوة و بداية إنشاء المجتمع المسلم والدولة المسلمة قل فيها إيذاء المسلمين لكن كانت أصعب من سابقتها و كثر فيها النفاق حتى أن ثلث الجيش رجع يوم أحد.
و أكد أن هذه المرحلة - ما بعد الهجرة - اتسمت بالجهاد و التضحية و البذل ولم تكن مرحلة راحة و سكون بل أن من استشهد في مرحلة المدينة كانوا أكثر بكثير ممن استشهدوا في مرحلة مكة مشيراً إلى أن البعض يتصور أن المرحلة الحالية - مرحلة ما بعد الثورة - مرحلة رغد من العيش و راحة و كون و هذا غير صحيح بل مرحلة حركة و ضحية و بذل و عمل.
و قال أن هذه الأحداث لن تنقلنا إلى راحة بل تنقلنا إلى مرحلة بذل و تضحية وتمحيص مذكراً بقوله تعالى " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ " البقرة 214 ، و قوله " مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ " آل عمران 179.
و أوضح أن الصحابة بعد الهجرة و مع تطور مجريات الأمور وتغيرها بشكل سريع وأثناء غزوة الخندق كانت هناك نظرات مختلفة للمستقبل بناءً على الواقع حتى أن المنافقين كانوا يقولون في غزوة الأحزاب ما وعدنا الله و رسوله إلا غرور إلا أن نظرة المؤمنين اختلفت مع أنهم ينظرون لنفس الواقع إلا أنها كانت نظرة ثقة وإيمان ويقين بنصر الله و أن الله سيحقق و عده وينصر عباده و يمكن لدينه وينصر المستضعفين في الأرض وكان الصحابة أمام أحداث مختلفة و متباينة لكن تفاعلوا معها وفق ما يرو هم مع بذل و عطاء غير عادي.
و تابع محمود حسين نحن على أننا على يقين أن الله عز وجل لن يخلف و عده و لكن السؤال الأهم هو هل نحن الفئة التي تستحق نصر الله و تأييده أم لا مؤكداً أنه لن يكون هناك نصر للباطل أبداً و إنما سيأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه و يستبدلنا إن لم نكن من هذه الفئة التي تستحق نصر الله أما النصر و التمكين فهي قضية منتهية لأن الله حسمها.
و قال أن صحفية أمريكية سألته هل كنتم تتوقعون في يوم من الأيام هذا التغيير الذي حدث، فأجبتها كنا على يقين أن ذلك سيحدث لكن متى لا نعلم ، هل سنراه نحن أم يراه أولادنا لا نعرف.
و سرد محمود حسين قصية الصحابي الجليل حذيفة ابن اليمان عندما أرسله النبي ليأتي بخبر المشركين في غزوة خيبر و كان الصحابة في حالة شديدة من الخوف و الجوع و البرد ذهبت عن حذيفة أثناء أداء هذه المهمة ببركة الطاعة ، مذكراً بأن حذيفة جلس بين عمرو بن العاص و معاوية ابن أبي سفيان اللذان اشتهرا بالذكاء و المكر و مع ذلك استطاع حذيفة أن يتغلب على مكرهم عندما أمسك بيد كل واحد و سأله عن أسمه مشيراً إلى أن المسلم إذا أخلص النية أعطاه الله إمكانات لا يملكها الآخرون.
و ذكر أن المسلمون في غزوة أحد رغم ما بهم من جراح لم يتخلف منهم أحد و لم يقولوا أننا انشغلنا في المعارك و ابتعدنا عن التربية أو العبادة لأنهم لم يفهموا تصنيف الأعمال و تقسيمها كما فهمناه، بل فهموا أن كل عمل يعمله المسلم يعطيه جرعه إيمانية ثقافية تعبدية و ينقله للأمام نقله بشكل كبير.
و ذكر بأن الني صلى الله عليه و سلم سب في بداية الرسالة و كانوا يؤذون أصحابة ، و لما قوية الدعوة بدء الإيذاء يصل إلى التآمر لقتل النبي صلى الله عليه و سلم ، بعدها بدأت تجيش الجيوش لمحاربة النبي صلى الله عليه و سلم ، و كان أول جيش للعرب ، بل أول جيش يجمع قبائل العرب ، و أول جيش يشترك فيه اليهود مع المشركين، مشيراً إلى أن الله لا يمكن للكافرين ضد المؤمنين إلا إذا كان الصف المؤمن قادراً على تحمل هذا الإيذاء موضحاً أنه لم يتم التآمر على قتل النبي إلا عندما تكونت نواة المجتمع المسلم في المدينة وأن مكر المشركين رغم أنه تزول منه الجبال إلى أنه لا يصنع شيئاً للمؤمن لأن الله هو الذي يدبر له.