وعدم اعتراف محافظتي الإسكندرية والبحيرة بهم حالة من الغضب والاستياء تسود أهالي عزبة «زرزارة» الواقعة بين الإسكندرية والبحيرة خاصة أن العزبة غير معترف بها في المحافظتين (علي حد وصف الأهالي) حيث تحصل العزبة علي بعض المرافق من الإسكندرية والبعض الآخر من البحيرة حتي عجز الأهالي عن الوصول إلي مسئول مباشر يمكن أن يتقدموا بالشكوي إليه. وأكد أهالي العزبة التي يبلغ سكانها قرابة الثلاثة آلاف ونصف نسمة أنهم يعيشون فوق بحيرة من الصرف الصحي لعدم وجود مشروع صرف صحي في المنطقة من الأساس، وهو ما أوضحه عزت نصر - بائع متجول - قائلاً: العزبة لا يوجد بها مشروع صرف صحي حكومي ولا يقدر الأهالي ماديًا علي عمل مشروع بالجهود الذاتية فبدأت كل أسرة في النظام البدائي وهو حفر «البيارات» للصرف. ذكر الأهالي أنهم يستغلون الأراضي التي يتركها أصحابها بغرض «التسقيع» ويقومون باستخدامها كمصرف لمنازلهم الأمر الذي أدي إلي تكوين بحيرات من مياه الصرف الصحي أسفرت عن غرق الأطفال فيها حيث لقي ثلاثة أطفال مصرعهم غرقًا في هذه المياه. لم يقتصر الأمر علي وجود بحيرات الصرف فقط، حيث أكد الأهالي أن الأمر تفاقم إلي حد خروج مياه الصرف من أسفل البيوت، وأشار خالد لطفي - مدرس - إلي أنه غادر منزله هو وأسرته بعد أن وجد مياه الصرف تخرج عليه «من تحت البلاط». واتهم الأهالي شركة المقاولون العرب بسرقة حصة المياه الخاصة بهم حيث إن الأزمة الكبري التي طرأت علي الأهالي مؤخرًا هي اختفاء المياه التي كانت تصل إليهم بانتظام قبل أن يتم افتتاح فرع جديد للشركة - الخاص بتخليط وتجهيز ألواح الخرسانة بغرض التركيب في مواقع العمل مباشرة - وأوضح الأهالي أن الشركة قامت بسحب المياه من العزبة الأمر الذي أدي إلي انقطاع المياه عن العزبة طوال اليوم ولا يتحصل الأهالي علي المياه إلا بشكل ضعيف من الساعة العاشرة مساء إلي الخامسة فجرا، وأوضح منصور عبده - عامل بشركة المياه - أن خط المياه الخاص بالأهالي في العزبة تابع لمحافظة الإسكندرية فيما تعاقدت شركة المقاولون العرب مع قطاع المياه في محافظة البحيرة وقال: كان يجب علي الشركة أن تقوم بسحب حصة المياه الخاصة بها من خط كفر الدوار إلا أنها تسحب المياه في فرع الإسكندرية أيضًا الخاص بأهالي عزبة زرزارة وعدد من العزب الأخري المجاورة لها، مشيرًا إلي أن طبيعة عمل الشركة تحتاج إلي كميات مياه كبيرة. وكشف الأهالي عن أن العزبة تفتقر إلي مقومات الحياة الأساسية حيث تفتقر العزبة للخدمات الصحية والتعليمية، كما أنها بعيدة بشكل كبير عن أقرب قسم شرطة لها وهو ما أدي إلي انتشار حالة من الفلتان الأمني بالمنطقة. وأوضح محمد أحمد عبد الرحمن - مزارع - أن أهالي العزبة قاموا بالتبرع بقطعة أرض مساحتها 1600 متر إلي هيئة الأبنية التعليمية بغرض إنشاء مدرسة لأبنائهم منذ عشر سنوات ولم يتم البناء حتي الآن، مشيرًا إلي أن الأهالي فوجئوا بعدد من المفاجأت أثناء التبرع بالأرض حيث رفضت محافظة البحيرة تسلم الأرض بحجة تبعية القرية إلي محافظة الإسكندرية، كما رفضت محافظة الإسكندرية تسلم الأرض بزعم محمد صلاحعدم إدراج المنطقة ضمن أحياء الإسكندرية، الأمر الذي اضطر الأهالي إلي تسليم قطعة الأرض إلي هيئة الأبنية التعليمية مباشرة.