حالة من الغضب تسود بين أهالي قرية "الأمراء" الواقعة بين الإسكندرية والبحيرة خاصة أن القرية غير معترف بها في المحافظتين "علي حد وصف الأهالي" حيث تحصل علي بعض الخدمات المرافق من الإسكندرية والبعض الآخر من البحيرة. القرية تكمن مشكلاتها في نقص الخدمات الأولية التي تصل إليها بالرغم من قربها من منطقة خورشيد بالإسكندرية بمسافة تقترب من ال 5 كيلومترات وبالرغم من قصر المسافة إلي أن هناك فرقاً كبيراً بين المنطقتين من حيث الخدمات مثل انعدام الصرف الصحي ودوام انقطاع التيار الكهربي وضعف تدفق مياه الشرب فضلاً عن انعدام الصرف الصحي بالقرية وعدم توافر الأمان بها لعدم وجود كشافات بالطرق للإنارة ليلاً. أهالي القرية يتجاوز عددهم الثلاثة آلاف. يقول محمد مجاهد من أبناء القرية: الأمراء تعتبر امتداداً لمنطقة خورشيد لوقوعها علي ترعة قنال المحمودية وبالرغم من ذلك إلي أننا نعيش منذ سنوات طويلة مع الانقطاع الدائم لمياه الشرب مما يجبر الأهالي علي استخدام مياه ترعة المحمودية لسد حاجتهم اليومية من الغسيل وتنظيف الأواني المنزلية وخلافه. أضاف أن انقطاع مياه الشرب يمتد بالأسبوع ويحدث هذا الانقطاع بصفة مستمرة تصل إلي مرتين في الشهر الواحد. ويشكو نصر الجيش عبدالرازق 55 سنة من عدم وجود كشافات للإنارة بالقرية قائلاً: بمجرد غياب الشمس تصبح القرية غير آمنة حتي علي أهلها بسبب الظلام الذي يسود طرقها ليلاً والذي يستغله الخارجون علي القانون للقيام بأعمالهم الإجرامية من الإدمان والسرقة المتكررة التي تحدث بسبب عدم الأمان. ويضيف محمود مصطفي الريفي 47 سنة أن الأهالي يعانون بسبب عدم وجود مشروع للصرف الصحي مما يجبرهم علي القيام بحفر "بيارات" بجوار المنازل بدلاً من الصرف الصحي موضحاً أن هذه البيارات تكلف الأهالي مبالغ باهظة في حفرها وتنظيفها بصفة مستمرة وتهدد بانهيار المنطقة لوصول المياه إلي جدران المنازل. أوضح أن تنظيف الأبيار يحتاج إلي معدات وسيارات تكلف صاحبها 30 جنيهاً بمعدل مرتين شهرياً. يواصل الحديث محمد السيد القصاص قائلاً: الأبيار تتسبب في انتشار الحشرات مثل الذباب والناموس بالإضافة إلي الفئران. ويضيف محمد عبدالحميد جاد عثمان أن الأهالي جمعوا 40 ألف جنيه لإنشاء مشروع للصرف الصحي بالقرية ولكنهم لا يعرفون الجهة أو المرفق المسئول عنهم هل هو مرفق الإسكندرية أم مرفق محافظة البحيرة؟ حيث يلقي كل طرف المسئولية علي الاخر ولا يعترف أي منهما بتبعية القرية له بالرغم من وجود الميزانية المحصلة بالجهود الذاتية من الأهالي. ويقول محمود عبدالحليم أبوالسعود 61 سنة ان القرية تعيش حياة بدائية والطرق ووسائل المواصلات تعتبر من المشكلات التي يعاني منها الأهالي فالطرق غير ممهدة وهذا ما يجعل عملية التنقل داخل القرية أو الذهاب إليها صعبة موضحاً أن معظم أهالي القرية يعملون بالإسكندرية وموظفون بأكثر من قطاع حكومي. أحمد علي 18 سنة يشكو من عدم وجود أغطية لكثير من البالوعات مما يسبب أخطاراً جسيمة لمارة ولقائدي السيارات. يوضح محمود بركات 40 سنة أن الخدمات بأنواعها الإسعاف والمدارس وأقسام الشرطة والرعاية الصحية بعيدة عن القرية وأن أقرب مدرسة ثانوي تبعد عن القرية بأكثر من 12 كيلو متراً وأقرب قسم شرطة تتجاوز مسافته ال 10 كيلو مترات بينما أقرب مستشفي فيبعد عن القرية ب 15 كيلو متراً. ويتمني حسني حسين 47 سنة أن تعترف إحدي المحافظتين بالقرية لكي تصل إليها الخدمات الإنسانية.