عبد الواحد هو نجم الزمالك الأول ليس لأنه حارس ممتاز صاحب إنقاذات رائعة ولكن لأنه زملكاوي حتي النخاع يتبرع بأموال للاعبين الناشئين في نادي الزمالك حتي يتعمق انتماؤهم إلي ناديهم الحضري و عبد الواحد في تدريب المنتخب يعلم الجميع داخل الزمالك من هو النجم الأول للفريق. ليس شيكابالا أو هاني سعيد، ولكنه عبد الواحد السيد، ومع ذلك يصر بعضهم داخل النادي الأبيض علي المغامرة بدفعه إلي النادي الأهلي من خلال مفاوضات غير ذات جدوي مع عصام الحضري. عبد الواحد السيد هو نجم الفريق الأول، ليس لأنه حارس ممتاز صاحب إنقاذات رائعة وكأنه أخطبوط بثماني أذرع فحسب، ولكن لأنه زملكاوي حتي النخاع. لم يسبق له محاولة لي ذراع النادي للحصول علي ميزة إضافية أو طمعا في مزيد من الأموال، قائد للفريق يستطيع السيطرة علي شطحات اللاعبين الكبار ويساند الصغار منهم، لم يتقاعس إطلاقا عن الوجود في أوقات الأزمات قبل اللقاءات السهلة، ما جعله الأقرب إلي قلوبهم، فيما كانوا يهتفون ضد شيكابالا وجمال حمزة وطارق السيد وباقي النجوم. عبد الواحد السيد لم يدخل يوما في شجار مع المشجعين الغاضبين، كان دائما يلتمس إليهم العذر، ويؤكد أن الخطأ من اللاعبين الذين لا يقدرون اسم الزمالك أو يستطيعون وضعه بين الكبار حيث ينتمي. في أوقات الإصابة، يشجع الفريق أمام التليفزيون كجماهير الدرجة الثالثة وينفعل مع كل كرة ويغضب عند الخسارة ويقفز فرحا للمكسب والأهداف. عبد الواحد السيد يساعد الحارس الصاعد عماد السيد ويؤكد في كل مكان أنه مستقبل الزمالك، ويتبرع بأموال يحتاجها اللاعبون الناشئون في نادي الزمالك حتي يتعمق انتماؤهم إلي ناديهم ويجدون نموذجاً إيجابياً يحتذون به مستقبلا. وكما قلت في البداية، هو أيضا حارس ممتاز، والعرض الذي قدمه أمام الجونة، مواصلا إنقاذ مرمي فريقه من أهداف محققة مثلما يفعل منذ بداية الموسم، والمواسم الماضية، التي كان يخسر الفريق الأبيض فيها بهدف أو هدفين من أصل عشر فرص، خير دليل علي ذلك. ولكن يبدو أن كل ما سبق ليس كافيا لمسئولي الزمالك كي يوفروا له الدعم المطلوب، ويعاملونه كقيمة كبيرة ورمز للكرة في النادي خلفا للنجم المعتزل حازم إمام، بل يسيرون علي طريق «تطفيشه» حتي ولو بصورة غير مباشرة بالتفاوض مع عصام الحضري. وأمر هذه المفاوضات لم يعد سرا، فالحضري أفصح عنه، وإبراهيم حسن اعترف به، والجميع الآن يترقب إذا ما كان الطرفان سيتوصلان لاتفاق رسمي بدءا من الموسم المقبل. وبالطبع لا خلاف علي الحضري كأفضل حارس مرمي في تاريخ منتخب مصر، بل ربما في أفريقيا باعتراف الجميع داخل القارة نفسها، ولكن السؤال: هل يحتاج الزمالك إليه في ظل وجود السيد وبجانبه محمد عبد المنصف، وخلفهما الصاعد عماد السيد؟ الجميع يعلم أن المنافسة الشديدة بين عبد الواحد وعبد المنصف كانت سببا في تأمين مرمي الزمالك من جهة، وخوض الحارسين أوقاتا صعبة من جهة أخري بسبب عدم استمرارهما في اللعب بصورة أساسية مع ما يمتلكانه من مهارات عالية، فهل يريدون إضافة ثالث إليهما والتضحية بالحارس الشاب أم إبعاد أحد الحارسين الكبار - وهو غالبا عبد الواحد السيد - من أجل الحضري؟ في كلا السيناريوهين، الزمالك خاسر لا محالة. فالتفريط في حارس شاب من أجل ثلاثة حراس فوق ال32 عاما ليس قرارا حكيما، والجميع يعلم أيضا أن عبد الواحد السيد قد يرضي بالجلوس بديلا للحضري مع منتخب مصر، لكنه لن يرضي بأن يضحي بمكانه الأساسي في بيته الذي أعطي له كل عمره من أجل الحضري، لاسيما أنه لم يقصر إطلاقا مع الزمالك طوال مشواره. وفي هذه الحالة يمهد الزمالك الطريق لحصول الأهلي علي خدمات عبد الواحد السيد علي طبق من ذهب، خاصة أن الأهلي لايزال يعاني أزمة في هذا المركز منذ رحيل الحضري، رغم التعاقد مع رمزي صالح وشريف إكرامي ومنح الفرص تلو الأخري لأمير عبد الحميد ثم أحمد عادل عبد المنعم. ومع كامل الاحترام للحضري، فإن انتقاله للزمالك لا يضمن له أو للفريق النجاح، خاصة مع رغبات الحضري المتجددة في الاحتراف خارجيا، ووضع مستحقاته المالية علي رأس أولوياته، وهو أمر لم ولن يحدث أبدا مع عبد الواحد السيد. كما أن صفقة الحضري ليست لها جدوي فنية أيضا، لأنه لاعب يتقاضي مبلغا ضخما في مركز لا يحتاج الزمالك فيه إلي تدعيم، وسيكون عبارة عن صفقة استعراضية لمجلس الزمالك، ولا يعبر عن احتياجات الفريق في الملعب والتي يراها الجميع وأولهم بالطبع حسام حسن. فهل يساند الزمالك حارسه الأساسي ويتعامل معه بما يستحقه قائد الفريق من ثقة وتدعيم بسبب ما قدمه طوال السنوات الماضية للفريق، والمستوي الذي لايزال يقدمه إلي الآن... أم يقدم هدية العمر للأهلي ويضرب بحب جماهير الزمالك لعبد الواحد السيد عرض الحائط؟ الإجابة فقط عند ممدوح عباس ورفاقه. نقلا عن موقع "في الجول"