أنا شاب خطبت فتاة أخت صديق لي، دخلت البيت عندهم بصفتي صديق لأخوها، وبعد ذلك تم التعارف بيني وبينها، وأنا شغلي في مكان حساس، وكان والدها بائع تمر، وكانت الحالة الاجتماعية تحت المتوسط، ولكن حبي لها كان لا يضع فكري في ذلك من رغم ضغط والدي وأمي ورؤسائي في العمل، وخطبتها، وكانت عيني وروحي، ولكن أختها كانت حقودة عليها، وكانت توقع ما بيننا برغم إني وقفت بجنبها هي وزجها بصفة شغلي، وبرغم ذلك دمروا حياتنا وتركتها بسبب إن أخو جوز أختها عايزها، وهو أولى بيها، وده كان كلام جوز أختها واتضح إنه كان قال عليّ إني وِحِش وهاعاملها وحش، وعرفت كده بعد ما سبتها.. أنا لحد وقتنا بحبها لدرجة مش قادر أركز في شغلي، وتركته لخطورة ذلك، وبعد فترة ما قدرتش أنساها إلى أن قررت أن أترك صديقي؛ لكي أنساها، وتركته، اختلقت له سبباً، وبعد ذلك بشهر لم أنسها إلى أن وصلت إلى أن أخطب واحدة أخرى وفعلا حسيت إن أنا ظالمها، كلمة بحبك بتطلع مني بصعوبة، وحسيت إني باظلمها ولسه ما نسيتهاش، وخطيبتي الحالية أهلها كويسين، وهي أجمل منها بس لسه بحبها لدرجة إني فكرت إني أسافر للخارج، هل ده حل؟ ولا أعمل إيه؟ أرجو الرد. cobra
أخي العزيز: من الواضح من خلال قراءتي لرسالتك أنك أحببت هذه الفتاة حباً كبيراً، ولكن من خلال الأسطر السابقة أجد أنك لم تفعل شيئاً كي تدافع عن حبك هذا، وأنك استسلمت أمام أول رياح واجهت هذا الحب، وسمحت لتدخل الآخرين أن يفسد حياتكما، وهذا ما يجعلك حتى هذه اللحظة غير قادر على النسيان؛ لأنك تشعر في قرارة نفسك، أنك تنازلت عن إنسانة غالية على قلبك، دون أي عناء للمحافظة عليها أو على حبك لها، فكان يجدر بك بدلاً من أن تتنازل عنها لأخي زوج أختها هذا، والذي تعلم جيداً أنها قد تكون لا تحبه، ولا ترغب في الارتباط به، كان يجب أن تغلق عليه الطريق تماماً، وأن تسرع في الزواج في أسرع وقت ممكن، خاصة أنني أجد أن الضغط كان من قبل أختها وزوج أختها، ولم يكن من أخيها، أو من أي أحد آخر من أسرتها. لهذا فإن ما عليك فعله ليس أن تهرب من عملك، ومن خطيبتك، ومن بلادك، فالمسألة ليست مكاناً أو زماناً، وكان بالطبع من الخطأ أن ترتبط بإنسانة وأنت تعلم أنك في قرارة نفسك تحب أخرى، وهذا ليس من العدل في شيء، فضع نفسك أنت مكانها ماذا لو كانت هي من خطبت إليك, وهي تحب شخصاً آخر، أعتقد أنك كنت ستشعر بشعور سيئ للغاية، وستشعر بالخداع، ولن تغفر لها فعلتها. لهذا عليك أن تفعل شيئاً من اثنين: الأول هو أنها إن كانت فتاة طيبة وحسنة الخلق كما ذكرت فعليك أن تعطيها فرصة، وأن تعطي أنت أيضاً لنفسك فرصة بأن تتقرب منها، وأن تحاول أن تعطيها المجال لكي تدخل قلبك وحياتك، ولا تضعها في مقارنة مع الإنسانة الأولى بأي شكل من الأشكال، بل اعتبر أن كلاً منهما حالة خاصة ينبغي أن تتعامل معها دون أن تحدث أي نوع من التداخل. والحل الآخر هو أن تخبرها بطريقة مناسبة ولطيفة أنك لن تستطيع أن تكمل معها المشوار، وأعتقد أنك إن تركتها الآن سيكون أفضل بكثير من أن تتركها فيما بعد، وتكون قد تعلقت بك أكثر من هذا وتصعب عليها الأمر بشكل أكبر. أما فيما يتعلق بمحاولتك السفر فأرى أن هذا أمر خاطئ جداً، بل عليك أن تعود إلى عملك، وتجعله هو كل همك، وأن تركز كل تفكيرك وكل جهدك أن تتفوق في عملك، وأن تصل إلى أفضل المناصب؛ حتى تتدرج في عملك وتصل إلى القمة بجهدك، وبقوة شخصيتك، وعليك أن تحاول أن ترفع مستواك الاجتماعي والمادي، لكي تكون مناسباً إذا فكرت في التقدم لفتاة أخرى، وأعتقد أن انشغالك في العمل وإعمال تفكيرك فيه سوف يجعلك أقل تفكيراً في الأمر، وسوف يأخذك من التفكير في الفتاة التي كنت تحبها، وعليك أن تعمل على شغل كل وقت فراغك؛ لأن وقت الفراغ هو الذي يجعلك تفكر كثيراً في الماضي وتعيش فيه. وأنصحك أيضاً بالتقرب من الله بالصلاة والدعاء أن يخرجك مما أنت فيه على خير، واعتبر أن ما مررت به درساً يعلمك عدم التنازل عن الأشياء الغالية في حياتك بهذه البساطة، بل عليك أن تقاتل من أجل الحفاظ عليها، وأن تفعل كل ما بوسعك، وتترك الأمر في النهاية للمولى عز وجل.