السلام عليكم، أنا نفسي رسالتي دى تتنشر، وألاقي آراءكم وتفيدوني بالحل. أنا اسمي حازم، داخل على اتنين وعشرين سنة، باشتغل مدير حسابات في شركة أوراق مالية والحمد لله، باحاول جاهداً إني أقف على رجلي بنفسي، عرفت إنسانة من خمس سنين بالتمام كانت العلاقة في الأوّل صداقة، وكانت هيّ أقرب صديقة وأقرب صديق ليّ، كنت دايماً باخد رأيها في كل حاجة؛ بس كنت باحس بإنها بتخدع وتتلون عليّ؛ بس كنت كل ما أحس بالإحساس ده أهرب منه بأني أقرب ليها أكتر؛ لحد ما حبيتها بعد سنتين ونصف من معرفتي بيها. وأنا فاكر أول يوم صارحتها فيه ما حستش بنفسي، وكان بالنسبة ليّ أوقاتها أجمل أيام حياتي. عدا شهر واحد من بداية اعترافنا بحبنا لبعض، وكان زي ما تقولوا أجمل شهر عسل حقيقي، بعد الشهر اتقلبت الآية وبدأت تظهر شخصيتها الحقيقية وإنها إنسانة كدابة ومش كويسة، ومرت الأيام وكل يوم تبان على حقيقتها أكتر وأنا أهرب من كده بالتقرب ليها أكتر. استحملت منها ما لا يقدر أحد أن يتحمّله من كل معاني الظلم، وقدّمت علشانها تنازلات ما كانش ينفع إني أتنازل عنها؛ دست على كرامتي علشانها، فعلاً بتبقى قدامي حنينة وتيجي من ورا ظهري وتضربني بمجموعة سكاكين مع بعض؛ عودتني إني ما اعرفش أكلّم أي حد غيرها، وإني أفضفض مع أي حد غيرها هي. وعلشان بحبها حاولت أغيّرها بشتى الطرق؛ بالذوق بالعافية مش عارف، وكنت هابوس إيديها وأقول لها هنضيع من بعض إنتِ ممكن تقسي عليّ؛ لكن أنا مش هاقدر أبعد عنك. كانت بتطلع منها مواقف تدل على إنها إنسانة خاينة وما لهاش أمان، وكل الناس كانت تقول لي أبعد عن الإنسانة دي وأنا كنت برضه أقرّب، كانت هي تقول لي والله اتغيرت؛ لكن كل تصرفاتها كانت تدل على إنها خاينة؛ لكن أنا بغبائي مش هاقدر أقول لأ. من حبي كنت باشوف الحقيقة بعين مزيّفة اللي هي عينها. لما كلمت أهلي قالوا لي ابعد عنها قلت لهم لا أنا مديها وعد وما اقدرش أخلفه؛ فلما جينا نخطبها اكتشفت حاجات من بره كانت مخبياها عني وما كانش ينفع إنها تخبيها؛ فقلت لها أنا هأجل الخطوبة لحد ما ألاقيكِ فعلاً تستاهلي وإنك اتغيرتِ زي ما بتقولي، أنا هافضل معاك لحد الآخر لحد ما تتغيري، لكن أنا عمري ما هاخطبك وإنتِ كده، وجينا بعدها مع بعض عادي، وكانت برضه تصرفاتها مش تتغير. تتخيلوا كانت بتكدب عليّ في كل حرف وأنا أصدقها لحد ما قلت أنا هاحاول أفوّقها بأهلها كلمت والدها، وقلت له خد بنتك تحت جناحك، أنا مش عارف أغيّرها، أنا اتأذيت منها كتير، ومش عارف برضه وهي مش راضية تحس. وفي سحور تاني يوم في رمضان جالي خبر خطوبتها من صديق أخوها. شفتم بقى مع إنها كانت مواعداني بحاجات كتير وعملت عكسها، كانت دايماً تقول لي على صديق أخوها ده بالذات إنه زي أخوها وأكتر كمان بكتير، كان قلبي حاسس من سنة فاتت؛ لا بس ما طلعش إحساس وبس، لا ده كان فيه اتفاق في الخفى وأنا مش عارف وكانت بتكدب عليّ.. فاتصلت بيها وقلت لها خلاص ضيّعتيني واستريّحتي، طيب أنا عايز أفهم حاجة إزاي أخ بيخطب أخته، مش ده أخوكِ، والأهم من ده كله أنا فين في وعودك ليّ، ده ما اعرفش أعيش الدنيا من غيرك، قالت لي وأنا أعمل إيه؟ دي كلها فترة مراهقة وده كله كان لعب عيال وأكيد بُكره هتلاقي غيري. قلت لها إنتِ قاسية وتعرفي إزاي تعرفي غيري، وفي نصف الكلام لقيتها طريقتها معايا نفس طريقة زمان، وقالت لي بحبك ووحشتني. مش عارف هي قالت لي كده ليه بتكمل كدبها ولا هي عايزة إيه بالظبط مني أو من خطيبها اللي هي خانته خيانة كبيرة. على فكرة أنا كده كاسر عينها طول عمري؛ بس أنا عايز أعرف أنا أعمل إيه من بعدها، مش عارف أعيش، أنا حصل لي موقف النهارده مش عارف دي حقيقة ولا لأ؛ قعدت في مكان كنا متعودين نروحه مع بعض، قعدت لقيتها داخلة عليّ وقعدت معايا وكل تصرفاتها كانت زي تصرفات زمان؛ بس ما كلمتنيش ولا حرف؛ حتى أنا مش عارف إيه اللي حصل ده، وكمان لما جيت خدتني بين إيديها ونمت في المكان ده مش عارف ده خيال ولا إيه؟ ولا أنا اتجننت بسببها؟ بس كل اللي أنا أقدر أقوله لو هي كده فعلاً حسبي الله ونعم الوكيل، أنا عايز حد أكبر مني يكلمني ويقول لي أنا أعمل إيه، أنا مش عارف أعيش ومؤثرة على حياتي بكل المقاييس.
أرجوكم أفيدوني. ح.م
رغم أني أشعر بحالتك جيداً وأقر الظرف الذي تمر به؛ إلا أني لابد أن أسألك عما تريد الآن يا صديقي؟ الذي أظن أنك لا تنقصك الحكمة والفطنة لاستنتاجه؛ أنك تريد فقط أن تفضفض، وأن تخفف مما في قلبك، وأن تعلم كثيرين ممن ينخدعون ويعمي الحب أبصارهم وبصائرهم عن رؤية الحقيقة.. هذا هو ما أظن أنك تريده، أما أن تكون مازلت تبحث عن حل مع هذه "الإنسانة" -مع الاعتذار للإنسانية كلها- فأظنك واثقاً في أنها لا تصلح لك، وأظن كذلك أن هذه الثقة ليست وليدة الموقف الأخير؛ فقد كان هذا الشعور يلازمك طوال فترة علاقتك بها.. والصوت يتردد في داخلك أنها لا تصلح لك.. ولكنك كنت تتعامى عن الحقيقة الواضحة وضوح الشمس؛ لأن الحب سلب بصيرتك وأعمى عينيك عنها.. لقد فعلت ما بوسعك يا صديقي لتحافظ على حب كان من طرف واحد وهو طرفك أنت، ولكن لأن الله يحبك ولأنه يريد لك الخير الذي لا تعلمه أنت فقد نجاك من هذه العلاقة.. ربما أن في نفسك بعض المشاعر والذكريات التي مازالت تملأ نفسك وتحرك عواطفك ناحيتها حتى وصلت بك إلى درجة أنك دخلت مرحلة الخطر. ولا أخفيك اندهاشي من شخص عاقل مثلك، نجح في حياته بسرعة -وفقك الله- ويحظى بمكانة اجتماعية جيدة بما يجعلنا نظن أنك أقوى مما أنت عليه وأنك قادر على اجتياز محنتك؛ أن يستسلم لهذا الماضي البغيض، وصدقني أنا أعني كلمة البغيض هذه.. تريد أن تعلم لماذا؟؟ لأنك يا صديقي كنت تتعرض للخيانة منذ البداية، وكل ما بينك وبينها على قدر ما كان حباً وإخلاصاً منك؛ كان كذباً وخداعاً منها؛ فهذه الفتاة لم تكن تحبك يا صديقي من البداية؛ ولكنك لما اعترفت لها بحبك لعلها قالت في نفسها: "خير وبركة" عريس كويس؛ فجارتك في حبك وقابلت حبك الحقيقي لها بكلام معسول، وحب زائف مصطنع، لم يكن له في القلب أي رصيد يقدر أن يغير ولو أي سلوك كنت تكرهه أنت وتطالبها بتغييره؛ ولكن لِمَ تضحي من أجلك بأي شيء؟؟ هل هي تحبك؟؟؟ لم تمتنع يا صديقي عن الخيانة في أي وقت كانت معك فيه، وكان الهدف من وراء "صبرها عليك" -واعذرني على الأسلوب- هو أنك عريس كويس، ولكن لما رأت أنك ربطت زواجك بها بأن تغير من نفسها فضّلت الكذب والخيانة والتلاعب أي فضّلت نفسها؛ وباعتك لما وجدت "عريس كويس آخر".. وليس ما نحكيه بجديد عن النفس الخوانة.. ثم اسمح لي أن أسألك الآن: هل بعد أن فشلت في أن تجذبها لأخلاقك العالية تريد أن تجذبك هي في أخلاقها السافلة، لماذا خطر ببالك حين هاتفتها أنها لا تزال تحبك، ولماذا تأثرت بمحاولتها الجديدة للتسلية؟ هل تريد أن تقدم لها تنازلات أكثر -كما كنت تفعل دائماً- وتستمع لها وهي تخون خطيبها معك؟؟ هل تحتاج أذناك إلى وصلة كذب جديدة افتقدتها منذ هجَرتك؟ اعذرني إذا كنت قاسياً عليك؛ ولكن النائم يحتاج إلى هزة ليستيقظ؛ فما بالك إذا كان غارقاً في النوم "لشوشته"؛ إنه يحتاج إلى نفضة قوية ليقوم فيرى الحقيقة أمامه فيندهش كيف كان يعيش في الأحلام وكأنها هي الواقع، ويرى كيف أنه في الحياة يستطيع أن يكون فاعلاً وأن يغيرها حسب مشيئته أما في النوم فقد كان مفعولاً به مسيراً لا يملك قراره.. فاستيقظ يا صديقي، واحمد الله أن نجاك منها بفضل إخلاصك وحسن نيتك وحسن تربيتك.. اشكر الله كثيراً على أن حافظ عليك منها.. وفي النهاية أريد أن أخبرك أن في حياتنا الكثير من الخير كما فيها الكثير من الشر، وفيها من الفتيات من يبلغن درجة حور الجنة في العفة والنقاء، كما فيها من يرتفعن عن درجة أبالسة الجحيم في الخيانة والتلون.. انس ما فات وفكر فيما يأتي، وأنت أقوى في مبادئك، وأقدر على تمييز الخبيث من الطيب، مصحوباً برعاية الله وعنايته وربنا يوفقك..