عقد مؤخّراً بمكتبة بدرخان ندوة وحفل توقيع المجموعة القصصية "حكايات الموتى" للكاتب الدكتور تامر إبراهيم؛ حيث أدار الندوة الكاتب الصحفي الأستاذ محمد فتحي، إضافة إلى الناقد الأستاذ حسام دياب. وتحدّث د.تامر عن تجربته الأولى في النشر مع دار ميريت، بالقول إنه سعى إلى تقديم أدب الرعب إلى شريحة مختلفة من القرّاء، فلقد عرف لسنوات طويلة أن هذه النوعية من الكتابات متوفّرة في المؤسسة العربية الحديثة ودار ليلى ودار دايموند بوك، بينما هناك قارئ آخر لكتابات دار الشروق ودار ميريت وغيرهم، مما جعله يفكر في نقل هذا النوع من الأدب إلى هذا القارئ. ورفض د.تامر تصنيف البوب آرت على أساس السن أو العمر، خاصة من يصنفه على أنه أدب للناشئين أو المراهقين، مشيراً إلى أن هذا الأمر غير موجود أساساً في الخارج، ولنا في سلسلة روايات هارى بوتر خير مثال، فهي تنتمي إلى البوب آرت ومع ذلك فإن قراءها من كافة الأعمار، ومن هنا أتت فكرة تقديم أدب مختلف لقارئ مختلف. وأشار د.تامر إلى أنه شعر باختلاف الجمهور الذي حضر لحفل توقيع الكتاب بمعرض القاعرة للكتاب عن جمهوره المعتاد، كما أن الكتاب كان جديداً تماماً عما هو متوقع من كتب وإصدارات عن دار ميريت. ورفض د.تامر فكرة أن النشر الإلكتروني سوف يكون بديلاً للنشر الورقي، مشيراً إلى أن هذا قد يصبح ممكناً ولكن ليس قبل 60 سنة على الأقل، مشيراً إلى أن الغرب صنع العديد من الأجهزة الإلكترونية الشبيهة في حجمها حجم الكتاب، من أجل صناعة بديل إلكتروني للكتاب المطبوع دون جدوى، فلا يزال القارئ على مستوى العالم يشتري الكتاب المطبوع ويُفضّله على الكتاب الإلكتروني. وأشار د. تامر إلى أن الكاتب يجب أن يحاول الوصول إلى قرائه وليس العكس، مشيراً إلى أنه دائماً ما يبحث عن تعليقات القراء على شبكة الإنترنت على ما يكتبه، سواء ما كتبه عبر صفحات مجلة "بص وطل"، أو المواضيع التي تناقش أعماله بالمنتديات الإلكترونية، كما أنه يسأل قراءه حينما يقابلهم عما يعجبهم ولا يعجبهم من كتاباته. وتحدّث د.تامر عن فضل الفنان الراحل إسماعيل دياب على شخصيته، مشيراً إلى تأثير دياب في شخصية العديد من الكتّاب، واستمرت علاقة دياب بتامر إبراهيم خمس سنوات تعلّم خلالها د.تامر كل شيء يتعلّق بالعمل الأدبي، مشيراً إلى أن تقدّم سن دياب كان مفاجأة له، إذ توقّع أن يكون صانع تلك اللوحات المتميزة -التي تحوّلت إلى أغلفة للروايات- شاباً في مقتبل العمر. وتحدّث د.تامر عن اختلاف نهاية قصة "نحن" في الكتاب عن نهايتها في النص المنشور بمجلة "بص وطل"، مشيراً إلى أنه كتب نهايتين للقصة، ونشر أحدها في "بص وطل"، ولكن التعليقات التي كتبت وقتذاك كانت تشير إلى أن النهاية لم تلق أعجاب القارئ، مما جعله يُفضّل نشر النهاية الثانية في النص المنشور بالكتاب. وحول قدرة الكتابة على التغيير، أكد د.تامر إلى إيمانه بأن الكتابة قادرة بالفعل على تغيير الواقع، مشيراً إلى ثلاثية لورد الخواتم "The Lord of the Rings"، والتي كتبها الكاتب الإنجليزي جي تولكن، وهو جندي حارب بالحرب العالمية الأولى، وأصيب فتفرّغ للعمل الأدبي، وحينما نشرت ثلاثية لورد الخواتم نجحت نجاحاً مدوياً، وعقب وفاته بسنوات طويلة أتى المخرج النيوزيلاندي بيتر جاكسون لكي يخرج الرواية إلى سلسلة أفلام حققت نجاحاً ساحقاً، وتوافد السياح إلى نيوزيلاندا من أجل رؤية الأرض والمواقع التي صوّر فيها الفيلم، مما جعل رئيسة وزراء نيوزيلاندا تصرّح أن هذا الفيلم غيّر تاريخ نيوزيلاندا إلى الأبد، بعد أن أدى توافد السياح إلى تحسّن الاقتصاد، مما جعل الرواية -والكلام للدكتور تامر إبراهيم- بالفعل تقوم بالتغيير في مصير دولة، مشيراً إلى قدرة الأدب على التغيير ولو على المدى البعيد. وعن أكثر الأعمال الأدبية التي أثارت الرعب لدى د.تامر إبراهيم منذ قراءتها وحتى يومنا هذا، أشار د.تامر إلى أنه قرأ أعمال ستيفن كينج كاملة، ولكن أكثر عمل أصابه بالرعب هو رواية "رعب المستنقعات" للدكتور أحمد خالد توفيق، مشيراً إلى إعجابه الشديد بهذه الرواية إلى درجة أنه قام بشراء نسخ عديدة منها وتوزيعها على أصدقائه ليشاركونه قراءة هذه الرواية، التي تعتبر أكثر رواية أثارت رعب الدكتور تامر إبراهيم.