شدد الروائي يوسف القعيد، في الندوة التي ناقشت "ظاهرة الروايات الأكثر مبيعا"، علي ضرورة وجود نشرة سنوية بالكتب الصادرة عن مختلف دور النشر الرسمية ولخاصة بمصر، بعيدا عن إحصاءات اليونسكو، واعتبر مصطلح "الأكثر مبيعا" نوعًا من الإرهاب لعدم وجود مؤسسات للتحقق من مبيعات الكتب، كما يحدث في الدول الأجنبية، مشيرا إلي أن "الأكثر مبيعا" ليس هو الأكثر خلودا، فالفرنسية فرانسوا ساجان كسرت الدنيا بروايتها "صباح الخير أيها الأحزان"، وعندما توفيت لم يعد يسمع عنها أحد شيئا، وأكد أنه ليس ضد "الأكثر مبيعا" وفي الوقت نفسه لا يمجده، وأن الأمر بحاجة لقدر من الحيادية. وقال الناقد أحمد عبد الرازق: هناك روايات عربية كثيرة، استخدمت عناوين لافتة للنظر، وموضوعات مثيرة، لكتاب وكاتبات شباب، طبعت في كبري دور النشر في لندن وبيروت، ووزعت بشكل كبير فقيل عنها أنها الروايات الأكثر مبيعا، رغم أن كاتبيها ربما لم يتحدد موقفهم الفلسفي والإبداعي من العالم بعد، وكل ما في الأمر أن هذه الروايات كشفت أمام الغرب وأمام أنفسنا أبعادا اجتماعية واقتصادية وسياسية لم تكن معلومة، وما يمكن أن يطلق عليه فضح وكشف مجتمعات محافظة. وفي حديثه عن العوامل التي تدفع ببعض الكتب لتكون الأكثر مبيعا قال أبو العلا: هناك روايات تتطرق لمناقشة موضوعات لافتة للنظر كعالم السحاقيات، والدين والجنس والسياسة، إلي جانب وجود ثقافة المصادرة، التي تحول الكاتب الذي تصادر أعماله، بغض النظر عن مستواه، شهيدا، وهذا يساعد علي الرواج بصرف النظر عن الفنية، إلي جانب التقنيات الجديدة التي لم تكن موجودة من قبل كالإنترنت، الذي روج لكتابات لا قيمة لها لو وضعت علي منضدة النقد. وهاجم أبو العلا رواية "عمارة يعقوبيان" في إطار حديثه عن ارتباط الكتب الأكثر مبيعا في مصر بظروف وسياقات غير فنية، قائلا: محتوي هذه الرواية ليس جديدا علي الرواية المصرية فمحفوظ تناول الواقع في أعماله، كما هاجم رواية "عزازيل" ليوسف زيدان، وألقي بالمسئولية علي الإعلام الذي رآه يكرس لتلك الظاهرة ويبني موقفه علي السمع. وقال الناشر محمد هاشم صاحب دار "ميريت": هناك العديد من الروايات والكتب الدينية التي تغرق العقل المصري، وهي في الأساس لمجتمعات تظهر عكس ما تبطن، لكني واثق من أن الثقافة المصرية قوية، ويصعب ضربها بسهولة، وأكد أن داره لا تنشر الكتب السخيفة التي تزيف الوعي، علي الرغم من احتياجها أحيانا للعائد المادي منها. وهاجم محمد هاشم بدوره رواية "عمارة يعقوبيان" وقال: لا أريد التقليل من شأن الرواية، لكن لغة "التلسين" العالية فيها هو ما جعلها تحتل هذا المركز، كما هاجم كتاب "تاكسي حواديت المشاوير" لخالد الخميسي قائلا: البعض روج للكتاب علي أنه رواية، لكنه ليس برواية ولا بمجموعة قصصية، ولم تنج دار "أكتب" من هجوم هاشم الذي قال: دار مثل "أكتب" تنشر 100 كتاب في الشهر الواحد دون أن يكون لأي منها قيمة. فيما استشهد الروائي أحمد العايدي بالمؤسسة العربية الحديثة قائلا: "تعمل هذه المؤسسة منذ عام 1984، وقد استطاعت خلق قاعدة قرائية تقدر بملايين القراء بكتب الجيب والجاسوسية والخيال العلمي، وهو النوع الذي يستهوي الأطفال والمراهقين والشباب، الذين تتطور قراءاتهم مع نضوجهم في الحياة، واعتبر العايدي أنه لا يوجد أفضلية بين الأعمال الأدبية، وأن أفضل دعاية للكتاب هو القارئ نفسه، وأشار لدور "الفيس بوك" والمكتبات الجديدة والجوائز الأدبية في خلق رواج للأدب، قد يفرز بعض الظواهر السلبية.