وصف الكاتب والمفكّر السياسي محمد حسنين هيكل قول الرئيس محمد مرسي بأن كل الخيارات مفتوحة بشأن أزمة بناء إثيوبيا لسد النهضة على مجرى النيل الأزرق أحد منابع نهر النيل، بأنه "تعبير سيئ الحظ". وأضاف هيكل أن مَن يتحدّثون عن العمل العسكري عليهم أن ينسوا هذا الموضوع؛ فالعمل العسكري مستحيل؛ لأنه لا يليق أخلاقيا. وأشار هيكل إلى أن العمل العسكري الوحيد المسموح به هو ذلك الذي قام به اللواء عمر سليمان عقب المحاولة الفاشلة لاغتيار الرئيس المخلوع حسني مبارك في إثيوبيا، عندما دبّر لحرب عصابات في إريتريا عام 1995 لإزعاج النظام الإثيوبي، وتساءل متعجبا: "هل يستطيع النظام الحالي أن يقوم بذلك؟". وتابع هيكل أن أي مهتمّ بالشأن العسكري يعرف أن أي عمل عسكري ضد إثيوبيا غير ممكن؛ فحتى الولاياتالمتحدةالأمريكية لا تستطيع أن تقوم بعمل عسكري ضد إثيوبيا. وحول خطورة بناء سد النهضة على مصر؛ قال هيكل إن خطورة بنائه في أنه سيخلق أوّل سابقة للعمل بصورة منفردة في دول حوض النيل، أي دون موافقة مصر. وشدّد هيكل على أنه لا يجب بناء السد دون موافقة مصرية؛ لأنه سيكون ذريعة لباقي دول حوض النيل لأن يُقيموا مشروعات على الحوض دون موافقة مصرية، وسيكون ذلك بمثابة خروج مصر من إفريقيا، ولن تستطيع مصر أن تتحمّل هذا. وحول دور بعض الدول الأجنبية ومنها إسرائيل في إثيوبيا؛ قال هيكل إن دور أي دولة أجنبية في إفريقيا هو نتيجة لضعف الدور المصري، مشيرا إلى أن أزمة سد النهضة تعود إلى إهمال مبارك لها؛ فهي أزمة سابقة على رئاسة مرسي، لكنه هو المسئول عنها الآن، ويجب أن يرتّب ملفاته لعلاجها. يُذكَر أن هناك مباحثات بين مصر وإثيوبيا تجرى هذه الأيام، بشأن قيام إثيوبيا بتحويل مجرى النيل الأزرق كأحد خطوات بناء سد النهضة على مجرى نهر النيل، وهو الأمر الذي أقرّ عدد من الخبراء بتأثيره على حصة مصر من المياه.