أنا كنت كتبت مشكلتي قبل كده ورديتم عليّ، وردّكم ريّحني جدا، علشان كده حبّيت أكتب لكم تاني. أنا اتعرّفت على واحد لمدة شهر، بس خلال الشهر ده حبّيته حب جنوني، وهو كمان حبّني والحمد لله، بعد أسبوع مِن معرفتنا جه واتقدّم لي رسمي في البيت، بس مع الأسف قبل ما تكمل كل حاجة عمّه تُوفّي، واضطرّينا نأجّل كل حاجة علشان الظروف دي، وقعدنا شهر كويسين جدا، وكنّا بنستنى اليوم اللي إن شاء الله نكمّل الخطوبة، وربنا يكرمنا ونكمّل الفرح. بس المشكلة الحقيقية إني شكّاكة جدا، وهو كان بيحاول يطمّني ويخلّيني أثق فيه، بس الطبع يغلب التطبّع، لحد ما بدأت أخنقه وأضغط عليه، وماقدّرتش الظروف، وعملت له مشكلات في الشغل، وصلت لتحقيق وخصم في المرتب، وكنت بابعت له رسايل على الموبايل، ولمّا مايكلّمنيش أقول له إنت لو عايز تفركش لازم تحترمني أنا وأهلي، وتقول لي وماتسبنيش كده، لحد ما قرّر إنه يبعد عني لحد ما يهدى ويصفى من ناحيتي؛ لأنه متضايق منّي جدا. مافيش بنا تاريخ يشفع لي معاه، إحنا قعدنا بس شهر مع بعض ماشفش منّي غير واحدة شكّاكة وبس، وبتشك في كل تصرّفاته. هو زعلان مني بقاله شهر ونص، خلال الفترة دي حصلت له ظروف صعبة أوي؛ منها إن باباه ومامته تعبوا جدا، وحصلت له مشكلات في الشغل جامدة جدا طبعا بسبب مكالمتي في الشغل، واتنصب عليه في مبلغ كبير، ورغم ده كله بيقول إنه لسه عايزني، وناوي يكمّل معايا، بس بعد ما ظروفه كلها تتحسّن. أنا عارفة إن كل حاجة بأمر الله، وإن إحنا لو لنا نصيب مع بعض هنرجع مهما يكون، بس إحنا بقالنا دلوقتي شهر ونص مابنتكلّمش وهو زعلان، بس على الأقل كان بيرد عليّ بمسجات، لكن بقاله كتير مابيردّش خالص ولا بمسج حتى، وأنا مش عارفة أعمل إيه. بطّلت أكلّمه خالص ولا بابعت له مسج حتى، وباطمّن عليه عن طريق صاحبه لحد ما الدنيا تهدى عنده. بس خايفة الموضوع يطول، وخايفة تيجي واحدة تانية تقف جنبه في الظروف دي، وتكون حنيّنة معاه وتاخده منّي، وبرضه نفسي أكون أنا اللي جنبه في الظروف دي، مش عارفة أعمل إيه، والوضع كل يوم بيسوء. مش عارفة أنساه وأبعد عنه، ولا عارفة أكلّمه، ونفسي أعرف في واحد يحب واحدة يسيبها كل ده من غير ما يسأل فيها، ومش خايف إني أضيع منه؟ رغم إني متأكّدة إنه بيحبّني.. بس ليه متمسّك بيّ لحد دلوقتي رغم كل اللي عملته فيه؟ آسفة إني طوّلت عليكم.. بس فعلا أنا تعبانة جدا من الموضوع ده.
eng_remo
الغيرة طبيعة أنثوية موجودة في المرأة منذ أن صرخت صرخة الحياة، وتتواصل معها ما بقي العمر، والغيرة نفسها درجات منها الغيرة اللذيذة أو كما يحلو للبعض تسميتها ب"الغيرة المفلفلة" التي غالبا ما يستلطفها الطرف الآخر، وهناك الغيرة القوية، وهناك الغيرة الخانقة التي لا تعطي أي مجال للطرف الآخر بالحركة. هذه هي الغيرة، ولكن للشك فقه آخر، الشك مذهب والغيرة مذهب آخر، للغيرة طريق وللشك طريق آخر؛ فالغيرة هي رغبة من الأنثى في الحفاظ على خطيبها أو زوجها من ألاعيب غيرها من الفتيات؛ فهي عدم ثقة في الآخرين، أمّا الشك فهو عدم ثقة في شريكك.. فهل هذا هو ما يحدث في حالتك هنا؟ هل بالفعل تفتقدين الثقة فيه وفي تصرفاته وفي نظراته وفي حبّه لكِ؟ يجب أن تعرفي الإجابة في أسرع وقت؛ لأنها مصيرية، وسوف تكون الإجابة مفترق طرق بالنسبة لكما لو كانت ب"نعم"؛ لأن الشك يحرق صاحبه، ولأن الشك لا يمكن أن يجتمع وعلاقة زوجية متعافية. أمّا إذا كان تشخيصك لحالتك تشخيصا خاطئا، وأن الغيرة القاتلة هي حالتك وليس الشك؛ فلنا في ذلك عدّة وقفات. كما أسلفنا؛ فإن الغيرة أمر مطلوب ومستحب ولكن بحدود، وإذا أردتِ كلاما بعيدا عن التفلسف وأقرب للواقع؛ فعليك أن تعرفي أن الرجل أكثر كرها للقيود من الفتاة، فالفتاة ربما تسعد أحيانا بالقيود التي يفرضها عليها الرجل في الخروج والملبس... إلخ، ولكن وضع الرجل مختلف في هذه الحالة؛ فهو يريد أن يشعر دائما أن خطيبته أو زوجته تحبّه، ولكن لا تمتلكه، تغير عليه من الهواء الطائر، ولكنها أبدا لا تمنع هذا الهواء الطائر عنه، ربما يستمع لرغباتها في بعض الأحيان بالتوقّف عن الحديث إلى الفتاة الفلانية أو زميلته العلانية، ولكنه يفعل ذلك طواعية وحبا وليس مجبرا، فلو شعر أن في الحديث صيغة أمر وليس صيغة حب؛ لباتت العواقب بحق وخيمة، يمكن أن تصل في بعض الأحيان إلى إنهاء العلاقة، وفي أفضل الظروف يحدث ابتعاد طويل بين الطرفين كما حدث في موقفك هذا. صديقتي العزيزة.. يجب عليك أن تبدأي في حل المشكلة من خلال السير في اتجاهين؛ أحدهما يخصّك، والآخر يخصّ الطرف الآخر كالتالي: فيما يخصّك يجب عليكِ أن تهدّئي مِن وطأة الغيرة التي تُسمّيها أنتِ ب"الشك"؛ لأنه حتى لو -لا قدّر الله- لم يستمرّ قطر العلاقة حتى محطة الخطوبة، سوف تقعين في نفس الأزمة مع الطرف الجديد. تعلّمي أن الطير يعود إلى صاحبه الذي يحبّه رغم أنه كان طليقا، أعطيه بعض المساحة كي يتنفّس؛ من خلال أن تثقي فيه وتتأكّدي أنه يحبّك أنتِ. أمّا في الجزء الذي يتعلّق به؛ فيجب عليكِ أن تقفي بجواره حتى تنتهي هذه الأزمة تماما، دون النظر إلى ابتعاده عنكِ أو غضبه منك أو كل هذه التفاهات.. بالطبع تفاهات؛ فبالنظر إلى ما يُعانيه في الوقت الحالي فهي بالقطع تفاهات، وعندما تنتهي الأزمة وتنزاح الغمة، ووقتها يجب عليك أن تثبتِ فيها أنك بالفعل تغيّرتِ، وأنك بالفعل شخص آخر شخص جديد؛ سيتركه يتنفّس سيتركه يعيش دون تضييق.