أنا عندي مشكلة حاسة إنها مش عايزة تنتهي، وأنا عندي 21 سنة اتخرجت من الكلية وقعدت في البيت، وفيه شخص أنا مرتبطة بيه من فترة هيخطبني خلال شهور قليلة، وأنا مبسوطة بيه جداً، وهو كمان بيحبني أوي، ولو بعدت عنه ممكن يموت. المشكلة إن كان فيه من سنة ونص كان فيه شخص كويس جداً، عريس لُقطة زي ما بيقولوا؛ بس أنا طبعاً نهيت الموضوع فوراً لأني بحب واحد تاني، ومن يومها وأنا مش قادرة أنساه، كمان ماما على طول تفكّرني بيه وتضايقني بسيرته مع إني والله مقتنعة جداً بالشخص اللي بحبه، وماما شايفة إنه مش مناسب لأنه نفس دفعتي، وكمان ماما بتحب المظاهر شوية لأنه متوسط الجمال؛ بس أنا شايفة غير كده؛ لأنه متدين ومحترم وبيحبني وبيخاف، كمان مستقبله كويس جداً، وحاسة إني بافتكر الشخص التاني ده من كتر ما بتجيب سيرته قدامي؛ مع إن الموضوع مر عليه أكتر من سنة؛ لدرجة إني بقيت ساعات باقول لنفسي عندها حق، زماني متجوزة زي كل اللي في سني؛ بس أرجع وأقول لنفسى بس يا ترى لو كنت وافقت عليه كنت هابقى مبسوطة أو كان هيحبني زي اللي معايا.
أنا وصلت لدرجة إني لما باشوف أي بنت من بنات صحاب ماما اتجوزت وفي بيتها وكتر كلامها عنهم، باحس إني باغير جداً وأقول ما فيش واحدة فيهم أحسن مني؛ بالعكس أنا طول عمري ملتزمة ومش اجتماعية، عمر ما كان ليّ زمايل في الجامعة ولا حتى أصحاب بنات، وبعدين أستغفر ربنا وأقول الحمد الله على كل حال، ده نصيبي.
يا ريت تردو عليّ علشان أنا قربت أتجنن؛ مين اللي صح أنا ولا تفكير أمي؟ وإزاي أبطل تفكير في الشخص ده لأني بجد تعبت من كتر ما بافتكره عايزه أمحيه من ذاكرتي مع إني ما شفتهوش غير مرة واحدة.
bosy for ever
صديقتنا
كثيراً ما نندم على أشياء فاتتنا؛ لكن عزاءنا يبقى إذا كنا على ثقة من اختيارنا، أو لأننا تعلمنا جديداً من هذه التجربة.
صديقتي.. لو نظرت بنمطق (لو كنت كذا... كان زماني كذا) لفتحت باباً لا يمكن إغلاقه؛ فأنت ترين نفسك آخر من يلحق بركب الزواج من أصدقائك وزملائك، ولو رجعت خطوات للخلف لرأيت أن من كان معك في المرحلة الإعدادية منهم من لم تكمل تعليمها وتزوجت أو زوّجها أهلها، وكثير منهن يعشن حياة سعيدة ومستقرة، ولو عدنا معاً مع والدتك عدة سنوات وكانت واحدة من هؤلاء المتزوجات مبكراً لكانت الآن لا زالت في شبابها، ولكان والدك حين تقدم ذا مستوى أقل مما هو عليه لأن هذا المستوى الاجتماعي لا يأخذ إلا ما شاكله، ولكنت أنت من بيئة أخرى ومستوى آخر وعيشة أقل بكثير مما أنت عليه.
الشاهد من ذلك؛ أنه كلما التفتنا خلفنا سنرى فرصاً ضاعت منا كثيراً؛ لكن عزاءنا في ذلك أن ما ضاع منا قصداً تركناه للحاق بهدف نراه أمامنا وننتظره، ونعلم أنه سيمثل نقلة في حياتنا؛ أما ما ضاع عن غفلة منا فعزاؤنا أن نتعلم منه لما هو قادم.
وفي ثنايا حديثك لم أجد ما يزعجك من خطيبك سوى أنه قد تأخر قليلاً، وأن صبرك قد نفد؛ خاصة بعد (زن) والدتك على رأسك.
وما أنت فيه من تذبذب ليس إلا واحداً من اثنين؛ فإما أنك غير واثقة في اختيارك وفي هذا الشاب، وأنك اكتشفت كذب ادعاءاته وتخافين من مواجهة نفسك، أو أن كلام والدتك قد أثر فيك (والزن على الودان أمرّ من السحر).
أما العريس السابق فهو مجرد وهم لفرصة عريس تعلقين عليها حسراتك وأوهامك السابقة؛ وأنا أسميه وهماً، وأعني ما أقول؛ لأنه في كل الأحوال -سواء إن كنت قد أخطأت برفضه أو كنت على صواب- أصبح ماضياً ومرحلة في حياتك لا تهمنا أكثر من أن نتعلم منها.
صديقتي.. إن كنت على ثقة من هذا الشاب ومن خطواته فانتظريه إلى أن ييسر الله ويتمم لكما بخير؛ وحبذا لو كان الأمر يسير على مراحل زمنية مدروسة ومخطط لها بحيث تطمئنان لما تفعلانه وتنتظرانه. أما إن كنت غير واثقة فيه فكوني صريحة ومحددة وقاطعة وطالبيه بوضع خطة والعمل في خطوات منهجية واضحة لك ولأهلك؛ وإلا فلا تضيعي وقتك معه. ولا تخافي فالعمر لا زال أمامك، وكم من سنوات تمرّ على المرء قد تحسب من عمره دون أن يعيشها، وكم من سنوات تنتظرك تكون هي كل حياتك.
استعيني بالله وثقي فيه وفي عقلك واختيارك، وتعلمي مما فعلته عن خطأ منك. وفقك الله ورعاك.