1-أنا اسمى «شعب»، النهارده كان أول يوم فى أولى حضانة. ماما سألتنى: اتعلمت إيه يا شعب يا ابنى؟ قلت لها: دخل لنا مدرس، كبير، راجل طيب، لما بكيت قال لى هاجيب لك بونبونى من بره. ماما: بونبونى؟ شفيق يا شعب؟ شعب: لا. أنا عارف أونكل شفيق بتاع البونبونى. دا أكبر شوية من أونكل شفيق. ماما: وجاب لك بونبونى؟ شعب: لا ماجابش. كان بيضحك عليا علشان ما اعيطش. ماما: معقول؟ فى سنة أولى حضانة، مدرسة الديمقراطية التجريبية شعوب، بيعلموكو تكدبوا؟ شعب: لا يا ماما لأ. مش كدب. إشاعة يا ماما. ماما: ما الإشاعة كدب يا حبيبى. شعب: الله بقى! هو ماقالش كده. قال إن دا لأنى كنت بابكى، والبكا مش كويس على شعب فى سنى. يعنى الغلطة غلطتى يا ماما. ماما: طيب يا حبيبى. كان فيه حد تانى؟ شعب: يييييه، كتير قوى. الفصل بتاعنا مافيهوش غيرى، وعشر ميكروفونات، كلها بتتلكم مع بعض. بس فيه شعوب تانية فى الفصول اللى جنبى، حذرونى ألعب معاهم. ماما: وسمعت الكلام؟ شعب: والله يا ماما من غير ما يقولوا. هما الشعوب ماكانوش عايزين يلعبوا معايا. لا معايا سندوتشات، ولا حضرتك اديتينى مصروف. ولا حتى معايا لعب فى الشنطة زيهم. هيلعبوا معايا على إيه؟ حتى اللى جم يلعبوا معايا، كانوا زى حالاتى. وحضرتك عارفانى إنِف، أقرع ونزهى وماباحبش العالم دى. اتريقت عليهم شوية فشتمونى وهم كمان سابونى. ماما: طيب يا حبيبى، المدرس التانى بقى علمك إيه؟ شعب: المدرس التانى قال لى إن درس اليوم هو «السكوت من دهب». ماما: كويس قوى، ممتاز. شعب: طبعا يا ماما، فيه أحلى من الدهب؟! بس، تؤ. هو قعد يتكلم يتكلم يتكلم. مابطلش كلام. وكل ما آجى أسأل سؤال يقول لى جملة مفهمتهاش «لو عايز تقول لى حاجة، لازم تقولهالى قبل ما تقولهالى، علشان أقول لك إن كان ينفع تقولهالى ولا ماتقولهاليش». ماما: يا ربى! دا معناه إيه الكلام دا؟ أمال مدرسة الديكتاتورية شعوب بيعلموهم إيه؟! 2- شعب: هيه هيه هيه. ماما: مالك يا شعب؟ مالك يا حبيبى؟ شعب: المدرسين اتبسطوا منى النهارده. ماما: كويس، بس عينيك مزرقة ليه؟! مين ضربك؟ شعب: أنا، أنا ضربتنى. ماما: قول الحقيقة. ماتقولش إشاعة! مين ضربك؟ شعب: لا والله يا ماما. أنا ضربتنى. ماما: ليه؟ شعب: قلت للمدرسين إنتو بتعلمونى حاجات مش كويسة. اتلم عليّا مجلس المدرسين، وقالوا لى إنى لو مضربتش الحتة اللى غلطت وقالت الكلام دا، الشعوب اللى فى الفصول اللى جنبى هييجوا ياخدوا سندوتشاتى ولعبى، وهياخدوا الفصل بتاعى. ماما: بس انت مامعاكش لا سندوتشات ولا لعب، ومافيش حاجة ف فصلك تشجع! شعب: يوه يا ماما، لو جدعة روحى انتى قولى لهم. أنا وقتها ماكنتش عارف أفكر. الميكروفونات شغالة، وهما بيزعقوا، وبعدين يطبطبوا عليّا، وبعدين يزعقوا، وقالوا لى هنقول للناظر إنك خدت سندوتشات وفلوس من الفصول التانية. ماما: لاااا، مش معقول؟! شعب: علشان أخلص نزلت ف بقى ضرب. وبعدين قالوا لى «عينيك كمان، بتبص على الفصول التانية»، فنزلت ف عينيّا ضرب. ماما: أنا مش هاسكت. والله لاروح بكرة أشتكيهم. شعب: لا والنبى يا ماما، ده أنا مبسوط. والحمد لله ماخدوش بالهم من غلطة كبيرة قوى عملتها. ماما: إيه هى؟ شعب: دخلت الحمام، ونقطت على البيديه.