أنا مش عارفة أبدأ إزاي، بس والله محتاجة لكم أوي ومحتاجة أسمع أنا صح ولا غلط، تعبانة أوي ومخنوقة وكل يوم بانام معيّطة علشان كرهت الحياة وبادعي إن ربنا ياخدني.. أنا أهلي ربوني إن كلنا واحد، كانوا قريبين مني ومن إخواتي أوي، بس مع مشاغل الحياة بقى كل واحد فينا عايش لنفسه ومايفكرش غير في نفسه وبس، أنا خلصت الكلية من سنة وماكنتش زي أي بنت عشان بابا ماكانش بيرضى أسافر دايما للكلية، فكنت باسافر يوم في الشهر بس أو كل فين وفين.. المهم علشان مش أطول عليكم إحساس صعب أوي إنك تكون عايش في وسط ناس وماحدش بيحس بيك، حتى أختي أقرب حد ليّ اتشغلت في بيتها ومشاكلها، ولما أشكي لها بتصبّرني بمعلش وظروف وهاتعدي.. أمي يوم كويسة وعشرة لأ، حتى لما كانت كويسة مش بتساعدني غير مساعدة بسيطة، دايما راميين كل الهموم عليّ أنا لدرجة إني حاسة إني عندي مليون سنة، وصحابي بعدت عنهم علشان بابا ماعندوش بنات تخرج بره البيت لوحدها.. كل مسئوليات البيت عليّ أنا.. أختي الصغيرة أكل وشرب ومذاكرة ومتابعة.. المفروض أنا اللي أفضل أخدم كل صغير وكبير فيهم، من غير كلمة شكر من غير معلش تاعبينك استحملي، أو أي كلمة تصبّرني تحسسني إنهم شايلين همي وحاسين بيّ، أنا والله عاذراهم بس يحسوا بيّ مش أكتر.. بابقى تعبانة ومش قادرة أتحرّك من السرير وماقولش وأقوم أنضف البيت وأطبخ، ولو اشتكيت أو كشّرت في وش أمي تفضل تدعي على نفسها، تقول لي يا رب أموت على رجلي وماتحوجش ليكي.. طيب هي بتعمل كده ليه؟ أنا عملت إيه؟ أنا أستاهل بعد كل ده إنها تدعي على نفسها؟! علشان خاطر ربنا عرفوني؛ أنا قربت أتجنن، ماعدتش قادرة خلاص، أنا لا شيء في البيت، آسفة بجد طوّلت عليكم، بس مالقتش حد غيركم هيبقى حنين عليّ وهيفهمني.
i.t0o0ta
أختي العزيزة.. أعلم أنك تمرين بحالة نفسية سيئة، وأنك تشعرين بالوحدة، رغم أنك وسط أقرب الناس إليكِ، ولكن يا عزيزتي من منا اختار أسرته أو والديه؟! لا أحد، ولكن المولى عز وجل أوصانا عليهما، وأوصانا بصلة الرحم، لهذا ولأنك تريدين إرضاء الله عليك أن تطيعهما، وأن تفعلي كل ما في وسعك لإسعاد هذه الأسرة التي أنت جزء لا يتجزأ منها. لذا لا تنظري للأمر أنك تفعلين شيئا وأنك في انتظار المقابل، بل انظري للأمر أنك تخدمين أشخاصا مرضى، فوالدتك كما ذكرت كل يوم بحال، يوم بصحة ويوم آخر بمرض، فأنت عندما تخدمين شخصا مريضا تأخذين الأجر والثواب من المولى عز وجل، فما بالك عندما يكون هذا المريض أحد والديك؟! أعتقد أن أجرك سيكون مضاعفا، فهل من الأفضل أن تنتظري كلمة شكر من شخص أو إنسان مهما كانت درجته لديك، أم أن تأخذي الأجر والثواب في الدنيا مع أبنائك، الذين سوف يكونون لكِ خير عوض إن شاء الله؟! فلا شيء عند الله يضيع، فكما تفعلين أنت اليوم مع والديك سوف يفعل أبناؤك في المستقبل معك إن شاء الله.. وفي الآخرة بالطبع الجزاء والأجر الأكبر، ألا وهو الجنة، والجنة ليست برخيصة عليك بل تبذلي كل ما هو غالي ورخيص للوصول إليها، فكلما شعرت بالألم أو بالإحباط تذكّري أنك في يوم من الأيام ستكونين في جنة الفردوس ليكون الملائكة قبل أي أحد في خدمتك، وفي تلبية أوامرك، فأي أجر بعد كل هذا تنتظرين؟! حاولي أن تبحثي عن وظيفة، فالوظيفة قد تساعدك بعض الشيء في الخروج من إحساسك بالوحدة، هذا بعد موافقة أسرتك بالطبع، ولكن إن لم تكن هناك موافقة من أسرتك فاعتبري أن ما تقومين به في المنزل من أعمال منزلية ومن أشياء معنوية ومادية، هي بمثابة وظيفة يومية تقومين بها.. ولا يوجد عمل في هذه الدنيا مهما كان مرفّها سهل أو ليس به تعب، ففي العمل ستجدين مديرك الذي يتحكم فيك، ويطلب منك مهاما قد تكون ثقيلة عليك بعض الشيء ولكنك تقومين بها لأنك تتلقين راتبا مقابل هذا، افعلي الشيء نفسه وأنت تتلقين راتبين، من والدك بأنه يصرف عليك ويلبي كل احتياجاتك، ومن المولى عز وجل بأن كل حسنة تقومين بها يحسبها لك بعشر أمثالها، فأي استثمار تقومين به وأنت في منزل أسرتك، وصبرك على الأذى والألم والتعب، كل هذا يترجم إلى حسنات تضاف إلى رصيدك.. كيف تيأسين من الحياة وفوقك المولى عز وجل الذي يسمعك دون أن تتكلمي، ويساعدك دون أن تطلبي، فأي صديقة أو صديق سيستمع لك كيفما شئت أنت؟! كل شخص مهما كان له همومه ومشكلاته، وليس جاهزا في أي وقت لسماع مشكلاتك.. وقد تجدين صديقة غير مخلصة تسبب لك الألم والمشكلات، وقد تصدمين بصديقة كنت تكنّين لها كل الحب ولكنك تجدين أنها لا تستحق هذا الحب، إن المولى عز وجل يسمعك وقتما شئت، يشعر بكل ما تشعرين به، يحب سماع شكواك ودعائك له في كل صلاة، يحقق لك كل ما ترغبين به، حتى في وضعه لك في محنة يكون أرحم بك من والدتك نفسها.. لتفعلي كل شيء وأنتِ سعيدة لأنك من اليوم لستِ في حاجة إلى شكر من أحد لأن شكرهم لك سوف ينقص من أجرك وأنت تحلمين بالكثير، بالفردوس، ونحن في موقعنا نرحب بك وبرسائلك في أي وقت شئت وحاضرين للرد عليك إن شاء الله، مع تمنياتي لك بسعادة حقيقية وليست زائفة.