أ ش أ قال محمد كامل عمرو -وزير الخارجية- إن مصر تولي أهمية خاصة لمعالجة الأزمة في مالي من جميع جوانبها السياسية والإنسانية والأمنية، وكذلك تقديم الصورة الصحيحة للإسلام، والتأكيد على عدم الخلط بين الإسلام والإرهاب. وأعرب عمرو -في بيان ألقاه أمام فريق الاتصال المعني بمالي التابع لمنظمة التعاون الإسلامي اليوم (الإثنين)- عن دعم مصر الكامل لوحدة مالي وسيادتها وسلامة أراضيها، وتضامنها الكامل مع الشعب المالي فيما يشهده من تحديات. وقال وزير الخارجية: "مصر تأمل في إجراء الانتخابات المالية في موعدها المقرر خلال شهر يوليو 2013، وتؤكد استعدادها لتقديم الدعم اللازم للحكومة الانتقالية؛ للتغلب على العقبات الفنية واللوجيستية، بما يتيح عقد انتخابات حرة ونزيهة بمشاركة جميع المواطنين الماليين، خاصة في ظل ما اكتسبته مصر الثورة من خبرات في هذا المجال، من خلال تنظيم الانتخابات البرلمانية والرئاسية والاستفتاء على الدستور بمشاركة ملايين المصريين داخل البلاد وخارجها". وتابع: "الأزمة الحالية في مالي هي أحد أعراض الأوضاع الأمنية والإنسانية والاقتصادية المتفاقمة في المنطقة، التي تخلق الظروف المواتية لانتشار جماعات الجريمة المنظمة بما في ذلك الإتجار في السلاح والمخدرات، وهو ما يستدعي تضافر الجهود بين مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لتقديم الدعم لجهود دول المنطقة في مواجهة هذه التحديات ويساهم في معالجة جذور الأزمة". وأشار عمرو إلى ضرورة التعامل مع الأزمة في مالي من منظور شامل، والعمل على عدة مسارات، المسار الفكري المرتبط بنشر مباديء الإسلام الصحيح، وهو المسار الذي تعتزم مصر مواصلة إسهامها فيه، من خلال دور الأزهر الشريف في نشر تعاليم الدين الصحيح وتأهيل وإعداد الأئمة الماليين، وكذلك المسار الأمني بتعزيز التعاون بين دول المنطقة وبناء قدراتها في مجالات ضبط الحدود ومكافحة الجريمة المنظمة. وأشاد بالدور الفاعل الذي يقوم به الاتحاد الأفريقي وتجمع "الإيكواس" في تسوية الأزمة في مالي منذ بدايتها، من خلال دعم جهود استعادة الأوضاع الدستورية في البلاد، وصياغة خطة لإنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات، ورعاية الحوار بين الحكومة والأطراف المالية التي أعلنت نبذها للعنف وتمسكها بالمصالحة الوطنية والحفاظ على وحدة البلاد. وتدور بين الحين والأخر اشتباكات بين قوات مالية وفرنسية مع متمردين مسلحين في مدينتي "غاو" و"تمبكتو" بشمال مالي، حيث تسعى تنظيمات متشددة للسيطرة على تلك المدن وطرد الجيش المالي منها.