السلام عليكم.. أنا أخويا عنده 8 سنين، ومن صغره لما كان عنده سنة أو أقل كمان وهو بيرضع، وهو بيحلم أحلام وحشة بتخليه يقوم مفزوع وخايف مننا، وأي حد ييجي جنبه بيبقى خايف منه ومتهيأ له إنه هيأذيه، وبيعمل حركات غريبة تقول ده مجنون. الحركات دي مثلا إنه يطبطب بإيده على صدره زي اللي بيستعطف حد علشان مايضربوش أو يعمل إشارات غريبة بإيده وبوشه زي المجانين اللي بييجوا في الأفلام، وإحنا بنحضنه ونطبطب عليه وبنرقيه وبنحاول نطمنه ولكن دون جدوى. أما بالنسبة للأحلام اللي بيشوفها فهو مابيقولهاش، لأنه وهو في الحالة دي بيبقى زي المختل عقليا مش في وعيه، ولما بيخلص الحكاية دي وينام وبعدين يقوم الصبح بيبقى مش فاكر حاجة من اللي عمله ده خالص. بس بيقول إنه حلم وحش كأن حد ضربه أو عوّره أو وقّعه في حفرة كده يعني، علما بأنه لا يشاهد أفلاما مرعبة قبل النوم وماحدش بيضربه، بالعكس هو متدلع جدا وكلنا بنحبه قوي لأنه آخر العنقود، وكمان لم يتعرض لأي أذى أو تحرش وهو صغير وكل مدى الحالة بتزيد، إيه الحالة دي يا دكتورة وإيه سببها وعلاجها؟ وشكرا.
mero_ahla
أشكرك أولا على ثقتك بي وثقتك في موقعنا العزيز، أهلا وسهلا بك يا صديقتي الصغيرة، وتحية لك من كل قلبي لاهتمامك بأخيك الصغير، والحمد لله أن ما تتحدثين عنه في الغالب لا يحتاج إلى أكثر من مرور الوقت لينتهي بالتدريج وحده. فما يشكو منه أخوك هو أشهر اضطراب من اضطرابات النوم عند الأطفال ما بين سنتين وحتى العاشرة تقريبا، والمعروف ب"نوبات الفزع الليلي" والفزع الليلي يصيب الأطفال من سن سنتين وحتى قبل البلوغ بقليل حيث ينتهي بمرور الوقت دون تدخل علاجي، وهو يختلف عن الكوابيس التي تأتي في الغالب في الصباح الباكر وقبل الاستيقاظ، ويتذكرها الشخص ويقوم متأثرا بها أو نتيجة ما رآه من أفلام مرعبة أو مروره بتجارب قاسية وسلبية أو ما شابه. أما نوبة الفزع الليلي فهي نوبات لم يتم تحديد أسبابها تماما حتى الآن، وهي بالفعل لا ترتبط بمشاهدات مرعبة ولا تجارب قاسية وهو ما يؤكد أنها نوبات فزع ليلية، وإن أكدت بعض الدراسات أن لها أصلا وراثيا ويرتبط ظهورها بوجود توتر أو ضغط عصبي، ولكن ما يؤكد أنها فقط مجرد نوبات الفزع الليلي المعروفة الكثير مما قلته، فنوبة الفزع تتميز بالآتي: اضطراب شديد وحركات لا إرادية تعود لنشاط الجهاز العصبي اللاإرادي. الصراخ والبكاء. العرق. الجلوس في الفراش. قد يصحبه اضطراب السرنمة أو السير أثناء النوم. الاستيقاظ من النوم بشكل مفاجئ. عدم تذكر ما أفزعه ونسيانه تماما. عدم تأثره بتهدئة من حوله له أثناء النوبة. تسارع دقات القلب. الشعور بالخوف والرعب طوال فترة الليل. الشعور بوجود صور مرعبة بالمخ. عدم وجود تفسير لما حدث أثناء النوبة. حدوث النوبات في الثلث الأول من الليل خلال المرحلة الثالثة والرابعة من مراحل النوم، وتستمر في الغالب النوبة ما بين أقل من عشر دقائق وثلث ساعة. إذن الأصل في نوبات الفزع الليلية أنها تنتهي دون تدخل علاجي بمرور الوقت، وأنها مجرد اضطراب من اضطرابات التنبه، ويمكن القيام بعدة خطوات لتسهيل انتهائها أو لزيادة الفترة بين كل نوبة وأخرى وهي تتمثل في تهدئته والتلطف معه وعدم تركه حتى يعود لنومه، محاولة إيقاظه قبل موعد حدوثها، التحدث معه عما قد يسبب له ضغوط تخص المدرسة أو الأصدقاء أو التحصيل الدراسي أو غيره، كذلك من المهم ملاحظة نوباته هل تأخذ شكلا محددا ومعينا أم أنها عشوائية في أعراضها وقوتها، ويفضّل حصوله على حمام دافئ قبل النوم، وألا يتعرض لإرهاق شديد. أما إذا كانت النوبات كثيرة الحدوث ولها وضع معين متكرر لها، أو تجعله لا يهنأ بفترة نوم مقبولة فلا مفر من عرضه على طبيب نفسي، حيث تفيد بعض الأدوية في علاج أو تخفيف تلك النوبات.