السلام عليكم ورحمة الله.. أسرة "بص وطل" الكرام.. أنا فكرت إني أكتب لكم ومش لأول مرة لثقتي الغالية في ردودكم ووعيكم التام بالمشاكل اللي تتعرض عليكم. أنا بنت عندي 20 سنة، ليّ أخت عندها 16 واكتشفت إنها صورت نفسها أكتر من مرة وهي شبه عارية، وأنا لما شوفت الصور ارتبكت جدا وقعدت يوم كامل مش عارفة أواجهها إزاي، لغاية ما اتكلمت معاها والنقاش احتد وسمعت أمي وشدت عليها جامد إن ده غلط وكده. المشكلة إني أولا مش عارفة أنا غلطانة في إن الموضوع وصل لماما ولا ده الصح؟؟ وكمان دي مش أول غلطة ليها وكل مرة بنعدي بالسياسة.. وعشان كده أنا كنت عايزة ماما تعرف عشان تشد عليها ولو مرة ومش كل حاجة نقول بالعقل مدام العقل مانفعش كذا مرة. ثانيا بالنسبة لها هي عقلها مش زيي ولا زي أختنا الكبيرة دماغها طايشة شوية وأنا طبعا خايفة عليها جدا.. مش عارفة أخليها تعدي من المرحلة دي إزاي من غير ما يحصل لها حاجة أكبر من اللي هي عملته، بجد خايفة عليها لأني في كل ثانية بتخيل إنها ممكن تقع في الغلط ودي أكيد حاجة محدش فينا هايستحملها. دي مشكلتي باختصار.. أتمنى ألاقي عندكم الجواب الكافي اللي يريحني ويطمن قلبي وأتمنى يكون في أسرع وقت ممكن.
loly
صديقتي العزيزة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحن نتكلم عن فتاة مراهقة وأنت كما ذكرت تعرفين ما هي المراهقة بكل تغيراتها الفسيولوجية والنفسية، تلك التغيرات التي تتفاوت من شخصية لأخرى.. لكن لم يتضح لي تماما من رسالتك لأي مدى يمكن أن أحكم أن شقيقتك في خطر بالفعل أم أنك قلقة لأنك أنت كما يبدو أكثر التزاما وأرجح عقلا، فأنت لم تفسري لي معنى كلمة طائشة ولم توضحي لي المواقف الكثيرة التي تخطئ فيها، وتتحاور الأسرة معها بالعقل، ولم توضحي سبب شعورك بأنها معرضة للوقوع في الخطر. فهل لها أصدقاء من الشباب؟ هل تكثر من المحادثات التليفونية؟ هل تكثر من البقاء على الكمبيوتر وتعتقدين أنها من هواة الشات مع الأولاد؟ هل وهل؟ تساؤلات كثيرة إن وُجِدَتْ أعتقد أنها تدعو للخوف والقلق عليها، خاصة حينما تضميها لموقف صورها شبه العارية. أيضا كنت أحب أن أعرف بماذا بررت هذه الصور؟ وهل تحتفظ بها لنفسها أم تظنين أنها سترسلها إلى أحد الأشخاص، فإذا كانت تحتفظ بها لنفسها فهي شديدة الإعجاب بذاتها لدرجة قد تصل إلى ما نسميه باضطراب الشخصية النرجسية وتحب النظر إلى جسدها كنوع من الإثارة الذاتية أو ما يطلق عليه اشتهاء الذات، وهنا الأمر مختلف، فهي تحتاج إلى معالج نفسي يتحاور معها ويعرف إلى أي مدى قد تضر بها الصفات النرجسية. أما إذا كانت الصور حسب رؤيتك ومعرفتك بشقيقتك، أنها نوع من الانحراف الخلقي وأنها تعدها لترسلها لشخص ما مثلما يحدث في هذا الزمان الذى ابتلينا فيه بانحطاط الأخلاق، فلا مجال للحوارات المتعقلة والنقاش، ولابد أن يتدخل الوالدان فورا لتفادى وقوع ما لا تحمد عقباه ويكون ذلك بالمواجهة الجادة وليس بالعنف البدني لأنه قد لا يجدي. أي إظهار الغضب، وحرمانها من الموبايل والكمبيوتر وتقييد حريتها بفرض رقابة أسرية شديدة عليها في البيت، فلا تجلس بمفردها ولا تتحدث لأحد إلا بمعرفتكم، ولا تخرج بمفردها، أي وضعها تحت حصار كنوع من العلاج السلوكي الشرطي أي أنك لم تفهمي معنى الحرية وأسأت استخدامها.. فالنتيجة المباشرة الحرمان من الحرية ويكون ذلك من جهة الوالدين في الوقت الذي تظهري فيه أنت التعاطف مختلطا بالرفض للسلوك أي التعاطف لما آل إليه حالها من تقييد الحرية والإهانة بمراقبتها وعدم الثقة فيها، والحوار المستمر منك إليها في الجانب الديني، وأنها فيها من الصفات الحلوة كذا وكذا، وخسارة أن تضيع هذه الصفات الجميلة بما يغطي عليها من سلوكيات مرفوضة، أي أنك ستقومين بدور المدعم لأننا لا نود أن تدخل شقيقتك في حالة من الانهيار النفسي بل يجب أن يكون هناك من يدعمها حتى ولو ظاهريا. ستكونين أنت الصديقة التي تشكو إليها حتى نضمن أنها تثق بشخص في الأسرة ليكون صمام الأمان عند سحب القيود المفروضة عليها تدريجيا، فلا تعود لسابق عهدها من السلوكيات المرفوضة.. أي ببساطة هنعمل اللي بنقول عليه.. نضرب ونلاقى. أي يشد الوالدان بينما أنت ستلعبين دور المتنفس لها أو الصدر الحنون الذي يتقبلها على علاتها.. أتمنى أن نستطيع تنفيذ هذه الطريقة العلاجية بإذن الله، وأن تساعد على أن ينصلح حال شقيقتك.. وفقكم الله إلى ما فيه خير الأسرة.