السلام عليكم.. لقد ترددت كثيرا قبل الكتابة لكم؛ لأني حاولت مرارا أن أستعين بأحد في حل مشاكلي ولكن لم أجد ما أريد، أولا: هي مجموعة من المشاكل سوف أدرج أولها الآن.. أنا أحب إنسانة تصغرني ب7 سنوات ووصل بي حبها إلى حد لم أتوقعه لدرجة أنني أصبحت أشعر أنها تتحكم بي أو أنني أنا الطرف الأضعف. منذ أيام قليلة حدث موقف بيننا وتسرعت وأنهيت علاقتنا بالكلمة المعروفة "خلينا إخوات"، وأنا من داخلي بركان من المشاعر والغضب بعد أن وجدت ردها يعطيني إحساسا بأنها لا تحبني أو بالبلدي "مافرقش معاها" برغم ثقتي أنها تحبني كثيرا. وبدأت بعد ذلك أعيش قصة الفراق، أحاول الآن أن أرجع لها، ولكن أجهل كيف وأنا من أنهيت ذلك، حتى ولو كان غضبا أو تراكما لمشاعر قبل ذلك، وأتساءل كيف أرجع؟؟ وهي حتى لم تقل لي أي شيء بل كانت ترد ببرود أعصاب. تحدثني نفسي وتقول إنها تريد أن تظهر بمظهر قوي ولكن ما بداخلها أحس به، فالسؤال هو: كيف أرجع لها؟ وكيف أرجع أصلح العلاقة بيننا؟ وكيف أن أنبهها وأعلمها بما أريد؟ وما يؤثر فيّ أني أصبحت أحس بأنني تائه، أرجو مشورتكم، ولكن أرجوك لا تحكّم العقل كثيرا لأني لا أعترف به في كثير من الأحوال.
thesaint
عزيزي.. لقد أنهيت رسالتك بأساس مشكلتك بالفعل "لا تحكم العقل كثيرا"، وبكل أسف لا يمكن ألا نحكّم العقل في أمور حياتنا، كما لا يمكننا أن نتجاهل العواطف، العقل والعاطفة كفتا ميزان يجب أن تبقيا متساويتين دائماً حتى تعتدل أمور حياتنا، أما لو غلبت كفة الأخرى ستختل الحياة كما حدث معك. ولا أحد يطالبك بأن تحكم العقل وتتجاهل قلبك، ولكنك أيضاً لا تأخذ أحكام القلب كأحكام نهائية مطلقة وتتجاهل العقل تماماً، لذا اعذرني لن أستطيع أن أتجاهل الجانب العقلي في ردي عليك. أنت تحب هذه الفتاة بشدة، لدرجة وصفتها بأنك تشعر أنها تتحكم بك وأنك الطرف الأضعف في هذه العلاقة، وهذه ليست علاقة صحية بأي شكل من الأشكال يا عزيزي. أن يكون الرجل الذي من المفترض منه أن يكون الأقوى وأن يكون المانح للأمان، وأن يشعر الأنثى أنها مطمئنة في كنفه هو الطرف الأضعف، فهذا خلل سيفسد العلاقة بكل تأكيد، لأنه يجعل طرفيها غير مرتاحين وكل منهما يشعر بأنه يمارس دورا ليس له. فحبيبتك غالباً لا تسعد بكونها الطرف الأقوى، فلا يوجد فتاة تحب أن ترتبط برجل تتحكم به، وإن ارتبط به لن تحترمه داخلها كثيراً. أما أنت فكونك الأضعف يؤثر عليك، ويجعلك تحاول إثبات مكانتك في هذه العلاقة إلى حد قطعها كما حدث. لذا.. عليك يا عزيزي لو أردت العودة مرة أخرى لعلاقتك بهذه الفتاة أن تضع قواعد أساسية تسير عليها، أولها ألا تجعل حبك يتغلب على كرامتك وشخصيتك، فعد كشخص جديد عرف قيمة نفسه وقيمة من يحب في نفس الوقت فلا تقلل من أحدهما على حساب الآخر. وعليك أن تتحكم في غضبك وأعصابك، فحبيبتك ليست لعبة بين يديك توصل علاقتك بها اليوم وتقطعها غداً. وأخيرا فأنا لم أتجاهل سؤالك عن كيفية المصالحة بينك وبين حبيبتك، ولكنه أمر بدهي ولا يحتاج تعقيدا، فقط عليك أن تكلمها وتشرح لها ضغوط الحياة التي عانيتها في هذه الفترة، وتعبر لها عن مشاعرك بصدق دون ابتذال لكرامتك، وتعتذر لها عن موقفك السابق.. لو كانت تحبك حقاً كما تعتقد أنت فستعود علاقتكما معاً وتستطيع وقتها تنفيذ كل ما سبق في علاقتكما الجديدة، أما لو رفضت، فيؤسفني أن أخبرك أنك توهمت هذا الحب وأن حبك لها هو ما صوّر لك أنها تبادلك ذات المشاعر بذات القوة.. فحاول وقتها أن تتجاوزها وابدأ بداية جديدة على أساس سليم هذه المرة.