الشعراوي يوجّه للأمة الإسلامية كلمة بمناسبة المولد النبوي الشريف

في ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدعو فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي -رحمه الله- أمة الإسلام بأن تُعيد تاريخها الماضي، وأن تكون عندها رجولة إيمانية؛ حيث يقول:
"أريد أن أوجّه للأمة الإسلامية كلمةً تجتاز بها محنتها التي نعيش فيها، وإني أرى أن الأمة الإسلامية الآن هي التي جرّأت خصومَنا على إهانتنا، ولو أنها عَرَفت فينا حميّة تقف أمام هذا الذور والبهتان لما اجترأت على ذلك، وأحبّ أن أستتيب أمتنا وأستتيب أمة الإسلام في كل الأقطار أن ترجع إلى أخضان ربها إن أرادت أن ينصرها الله؛ لأن الله قال: {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرْ‌سَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ المَنصُورُ‌ونَ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ}.
فإن رأينا جُند الإسلام قد انهزم في أي معركة؛ فاعلموا أن شرط الجندية قد اختلّ.. اختلّ شرط الجندية في موقعة أحد ورسول الله بينهم، ومع ذلك نالهم ما نالهم من هزيمة؛ لم يشفع لهم في تخلّف قانون الجندية عندهم أن رسول الله بينهم، ولم يُؤذَ رسول الله في معركة مثل ما أُوذي في أحد؛ فلو أنهم انتصروا كما نحبّ، لهان أمر رسول الله عليهم، ولكنهم أُدّبوا لأن الله لا يمكن أن يخذلنا ونحن معه {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغَالِبُونَ}.
فأنا أريد من أمة الإسلام أن تُعيد تاريخها الماضي، وأريد منها أن تكون عندها رجولة إيمانية؛ فتقول يا رب إننا جانبناك في الماضي، والآن نُعاهدك أن نستقبل الإسلام كما تحبّ أن يُستقبَل به، وأن تكون كلمة الإسلام هي العليا في كل أمر.
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعيد لنا رشدنا لنعود إلى أحضان الله لنسود به الدنيا كما ساد أوّلنا هذه الدنيا في نصف قرن يفتحون نصف العالم، ويقفون أمام حضارتَيْن عظميين في وقت واحد فارس في الشرق والرومان في الغرب".

إضغط لمشاهدة الفيديو: