عندي مشاكل كتير مع مراتي، منها مثلا عدم الاهتمام بنفسها برغم لفت الانتباه للموضوع ده كتير، كمان طريقتها في الكلام حادة وعنيفة جدا وأي نقاش بيتحول لخناقة بسرعة. أنا كمان مش ملاك بس باحاول أكون زوج مثالي، أنا شغال في شركة كبيرة ومعايا بنات وناس كتير وأكيد باشوفهم عاملين إزاي. من فترة اتعرفت على بنت بالصدفة واتفقنا إننا نكون أصحاب وبس، وكانت بتحكي لي عن مشاكلها مع أهلها وكمان الإنسان اللي كانت بتحبه الأول ومشاكل كتير عندها، لحد ما في يوم اتكلمنا على إن أنا وهي محتاجين إننا نحب بس من غير رغبة في الجواز ولا أي شيء تاني.. وفعلا فضلنا فترة وبعدها الدنيا اتحولت إلى جحيم مشاكل، عشان كلامي مع مراتي والحقوق الشرعية، وكانت دايما بتطلب منى إني أوعدها إني عمري ما أبعد عنها مهما حصل، المشكلة إني حبيتها بجد، وفجأة هي اللي طلبت إنها تبعد وبشكل سيئ جدا.
dalta
سيدي.. كم صدمت كثيرا حينما قرأت كلامك عن تلك الفتاة والتي لم أتخيل يوما أنني سأواجه مثل هذا النوع من المشكلات، فقد عجزت عن التفكير ولكن دعني أركز أولا على الأهم هنا وهو علاقتك بزوجتك، والتي أراها مخطئة من وجهة نظرك أنت، اعذرني إن قلت "أنت" نعم أنت، فأنا لا أحب الرجل الذي يتحدث وكأنه فعل المستحيل من أجل سعادة هذا البيت، نعم أعلم أنك لست بملاك وأنك تحدثت كثيرا، بل ومن الممكن أن يكون بشكل يومي، ولكن دعني أسألك سؤالا، أليس من الوارد أن تكون قدرتها على الاهتمام وقفت عند هذا الحد وهي ترى أن هذا كافٍ وأنت دائما ما تشعرها أنها ليست بكافية وهناك المزيد؟! هل تعلم هذا الشعور؟ إنه قاتل يا سيدي، حتى ولو كانت مخطئة قد لا ترى هي هذا، فبالطبع الأمر مختلف عن عملك، من تضع الماكياج ومن تلون شعرها كل فترة ومن ترتدي أفضل الملابس "هذا كله خارجي" ضعها مكان زوجتك واحكم لو أن هذا لن يحدث، فأنا هنا أطلب المستحيل ولكن يجب أن تحمل بداخلك ذلك الرضا، وإن لم يكن كافيا فعليك أن تتحدث لمن هو مقرب من زوجتك، كأختك مثلا واطلب منها أن تساعد زوجتك على التطوير من مظهرها أو تشتري لها أنت ما تريد أن تراها ترتديه أو العطر الذي ترغب أن يكون عليها، فما العيب في ذلك! ولكن أعتقد أن الأمر أكبر من ذلك، فطريقتها في الحديث معك لا تعجبك أيضا وأنا لن أتحدث عن اختيارك لها من البداية، فمن الواضح أن الأمور اختلفت الآن، وخصوصا أنك لديك امرأة أخرى بحياتك، فإصلاح الأمر بينك وبين زوجتك لم يعد أول اهتماماتك الحالية، فأنت لديك مشكلاتك الخاصة بفتاتك الأخرى! تلك الفتاة التي اختارت رجلا متزوجا لديه مشكلات بحياته وعدته بأن تحبه دون تقديم أي نوع من التنازلات، وجدت فيه الصدر الطيب الذي تتكئ عليه أخذت منك وأعطيتها أنت ما ليس بحقها، لأنه ملك أخرى لن ترضى أنت أن تكون مكانها الآن، فقصة الرجل الشرقي تختلف تماما في كل مرة نسمعها، وكالعادة يعطي لنفسه الحق في اختيار معشوقاته ما دامت زوجته لا تعلم. لا أقصد إزعاجك بكلامي ولكنني أحاول أن أصفعك صفعة صحوة لتفيق، فكل ما تفعله تلك الفتاة الآن هي أنها تشاغلك وتعلقك بها وتشعرك أنك ملك متوج، تعطيك ما لم تمنحه لك زوجتك وتبتعد، وكأي رجل قد عرف الفرق فإن الاختيار معروف. اسمح لي.. تلك الفتاة مريضة، رضيت بوضع ليس بصحيح، فلو كانت تسعى لأن تكون لها لم تكن لتطلب ألا تتركها أبدا، وأتساءل.. هل استمرار الوضع هكذا سيدوم؟ لا، فالإنسان طماع؛ دائما ما سيرغب بالمزيد، وهي لن تتوقف عن طلب المزيد، فسيأتي اليوم الذي تطالبك فيه بالزواج منها، وسيتطور للاختيار بينها وبين زوجتك، وهل ستثق وقتها أنك أحسنت الاختيار وأن ما حدث لن يتكرر بطريقة أو بأخرى؟ أعتقد أنك تعرف الإجابة مسبقا، دخلت اللعبة ولن تتوقف فتاتك عند هذا الحد، ولكن ما أتخوف منه هو أن تلاحقك وتعمل على خراب بيتك، هل هذا ما تتمناه؟ لن أطيل عليك، فمثل هذا النوع معروف، تلاعبت هي بكل طرقها، ولكن أتعلم! ذكرني حديثك بشخص أعرفه كان متزوجا ولديه مشكلات مع زوجته، تعرّف على فتاة فرشت له الأرض وردا وعبيرا، وقام بتطليق زوجته لأن المقارنة صعبة، أتعرف ماذا فعلت تلك الفتاة؟ تركته وقالت له لا يمكن أن أتزوج برجل سبق له الزواج، وأنا فتاة بكر يليق بي من هو بمثل ظروفي، تعذب ذلك الشاب، فقد خرب بيته بيده ولم يحصل على من أحبها، والنتيجة أنه يعيش وحيدا الآن يتحسر على ما فاته. أقسم بالله العظيم أن هذا ما حدث، ويعلم الله أنني لم أحرف منه كلمة، فأنا قد التقيت بالطرفين، وأعلم جيدا كيف تلاعبت تلك الفتاة به لنفس ظروفك، ولذلك لو نقلت إليك حديثه ستكون نصيحتي تكلم مع زوجتك واختلف كما تريد، ولكن حاول أن تجد مخرجا، اعطف عليها بالكلام الحلو وداعبها ومازحها، حاول ملاطفتها فهي كأي امرأة سيلين قلبها وتغيّر معها وكن رفيق دربها، سافر معها إلى أي مكان هادئ وابدءا شهر عسل جديد وصفحة جديدة، افعل ما تريد فهي ملكك بالحلال، لن ترتكب معصية أو تكتسب سيئات لو لامستها أو قدمت لها كما قدمت لتلك الفتاة، احسبها يا سيدي مكسب وخسارة، فأنت مهما حدث مع زوجتك كسبان وإن لم تجد لزوجتك مخرجا أو سببا يجعلك تظل معها فصارحها واطلب الابتعاد، ولكن على الأقل وقتها تكن اتبعت قول الله تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ}.. أقول هذا وأختم حديثي ونصيحة ويعلم الله أنها من كل قلبي، لا تحاول الاتصال بهذه الفتاة، وخير أنها قد جاءت منها لربما هذه فرصة من عند الله أن يعوضك خيرا بالمستقبل، تفاءل ولا تيأس فالأمر يستحق سيدي، لا تدع أحدا يلون لك حياتك لربما كان ممسكا بقلم أسود.. تحياتي.