صباح الخير يا جماعة.. أنا عندي مشكلة وعايز حد يساعدني في حلها يا ريت تساعدوني، أنا مشكلتي إني بحب واحدة، بحبها جدا أكتر من نفسي، كنت بحبها قبل ما تتجوز، وماقلتلهاش بس مع الأسف اتجوزت ومعاها ولدين دلوقتي، هي قريبتي وده كان سبب إني أشوفها تاني بعد 5 سنين من جوازها بعد ما كنت قربت أنساها. لما شفتها اتحرك جوايا الحب من جديد، وفضلت أقاوم لكن ماقدرتش أبطّل حبّ فيها، وهي ماكانتش تعرف لأن كل تصرفاتي معاها كانت على أساس إن إحنا إخوات بس في الحقيقة ده حب جوايا.
هي كمان كانت بتحس إحساس غريب ناحيتي، والإحساس ده فضل يتطور جواها لحد ما بقت تغير عليّ وتتجنن لو مارحتش زرتها، وكانت بتبين كل ده على أساس إنه عادي يعني إحنا إخوات.
المهم شاءت الظروف وجمعتنا في بيت العيلة أنا وهي وجوزها وأولادها، وقعدنا مع بعض شهر، والقرب الزيادة ده شعللنا إحنا الاتنين لحد ما جينا في يوم قبل ما يمشوا سهرنا مع بعض طول الليل وكنا مبسوطين جدا ونعسانين جدا، ومش عايزين ننام، ولما عيني كانت تيجي في عينيها كانت ضلوعي بتتقطع.
جه الصبح بسرعة جدا واتمنينا إن السهرة دي تتكرر تاني، وفعلا تاني يوم سهرنا مع بعض، واعترفت لي إنها بتحبني وأنا كمان طبعا اعترفت لها إن أنا مش شايف غيرها في الدنيا، وعرفت منها برده إنها كانت بتحبني من زمان وبتغير عليّ وشاكة إني بابادلها نفس الشعور.
أنا عارف إن ده مش من حقي ولا من حقها، لكن مشاعري اتحكمت فيها كتير أوي وكتمت جوايا الحب كتير؛ لأني عارف إن كده مايصحش.
قولوا لي أعمل إيه؟ المشاعر دي مش بإيديا ولا بإيديها، أنا خلاص تعبت وجبت آخري، وباحاول أبعد عنها، لكن أنا مش قادر، ويا ريت ماحدش يقول لي أبعد عنها؛ علشان أنا عندي الموت أهون.
في النهاية ألف شكر لكم، وأتمنى الرد بسرعة عليّ علشان أنا تعبان جدا.
H.M
أخي العزيز: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، أحترم كثيراً يا أخي مشاعر الحب المتّقدة داخلك، وأعرف جيداً أن شعورك هذا ليس من السهل التحكم فيه، وأنك لست مسئولاً عنه، ولكن يا أخي دعنا نتأمل قول الله تعالى: {وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ}.
أذكّرك يا أخي بوقوفك أمام المولى -عز وجل- فبماذا ستخبره عندها؟!! تذكّر أنك ستُسأل عن علاقتك بهذه الإنسانة كما ستُسأل هي الأخرى عن خيانتها لزوجها، ثم إني أدعوك أن تضع نفسك مكان زوج هذه الإنسانة التي أحببتها، ماذا لو أن زوجتك كانت تحب قريبها، وما زالت على علاقة به، وحدث بينها وبين قريبها هذا ما حدث بينك وبين قريبتك من اعتراف كل منهما للآخر بمشاعر الحب المتبادلة؟! هل كان هذا ليرضيك؟!
أعتقد أن هذا لم يكن ليرضيك، ولم يكن ليرضي أحداً أبدا، وأذكّرك بأن الحياة سلف ودين، فما تفعله اليوم بغيرك لا بد أن يحدث غداً معك، إلا إن اتقيت الله فيها وفي نفسك، فالحب الحقيقي لا ينبغي أن يشوبه أي نوع من التملك، وإلا تحول من حب حقيقي إلى حب تملك ليس أكثر، فأنت إن كنت حقاً تحب هذه الإنسانة فينبغي أن تحافظ عليها، وعلى بيتها من أن يُهدم، ولا بد أن تخاف على أسرتها، وعلى أبنائها الذين لا ذنب لهم فيما يحدث، ولا ينبغي أن يعرفوا أو حتى يشعروا يوماً ما بأن والدتهم تخون والدهم؛ لأن هذا يعني أنك تشارك في قتلهم، وهم على وجه الدنيا.
بكل المقاييس يا أخي ما يحدث لا يمكن أن يستمر تحت أي مبرر، وتحت أي مسمى، لهذا أنصحك بالابتعاد فوراً عن هذه الإنسانة، وأن تكون حازماً معها، ولا تسمح لها ولا لنفسك بالتمادي في هذا الأمر أكثر من هذا؛ فالإنسان عندما يحب ينبغي أن يحافظ على من يحبه حتى من نفسه، فالنفس أمّارة بالسوء.
أفِقْ يا أخي من غفلتك قبل أن تستيقظ لتجد نفسك قد تورّطت في شيء ستندم عليه ما حييت، ثم حتى لو تخيلنا أن الظروف خدمتك، وطلّقت هذه الفتاة، وتزوّجتها أنت كيف ستستطيع الحياة معها وأنت تعرف أنها خانت زوجها قبل أن تخونك أنت؟ فما الذي يدريك فربما تتحرك مشاعرها مرة أخرى لشخص آخر غيرك، وعندما تعيش معك تكتشف أنها كانت مخطئة في اختيارها، وعندها سوف يكون مصيرك كمصير زوجها، ولن تعيش سعيداً أبداً معها، بل على العكس فنيران الشك سوف تقتلك وتقتل أي حب بينكما، وعندها ستعيش في نار الدنيا قبل نار الآخرة، عافانا الله وإياك منها، وأدخلنا فسيح جناته..
أعلم أن الأمر سيكون صعباً في بدايته، ولكن مع الوقت، وأن تضع كل المعايير الدينية والأخلاقية نصب عينيك سوف تنتهي آلامك وتختفي أحزانك إن شاء الله.