قال يحيى الأنصاري -مسئول خدمة العملاء في سكك حديد أسيوط- التي غادر منها القطار المنكوب، إن رئيس قسم الصيانة مرّ على القطار في الواحدة و20 دقيقة ظهرا قبل مغادرته، ولم يكتشف أي خلل به باستثناء أنه غير نظيف. وأضاف -خلال مداخلة هاتفية في برنامج "هنا العاصمة" على شاشة cbc اليوم الثلاثاء- ولم تجر أي صيانة فعلية لعربات القطار، ولم يمر أي من البرادين الفنيين (العمال الفنيين) المسئولين عن صيانة القطار، وذلك خلال وجودهم من الساعة الثانية إلا 7 دقائق حتى الرابعة عصرا، ولم يُلاحظ سوى وجود براد الكهرباء (فني صيانة الكهرباء) فقط لإضاءة القطار، وتوصيل كهرباء العربات بالقاطرة التي تقودها. وتابع أن الصيانة لها تدرج وظيفي يبدأ من رئيس قسم وحتى مدير عام، وفريق متكامل من البرادين الفنيين المتخصصين في الكشف على العربات، واكتشاف الأعطال فيها، ولا بد أن يتم الكشف على كل قطار في محطته الابتدائية قبل بداية الرحلة من خلالهم، وتحت إشراف رئيس قسم، ويتم التأشير في دفتر ما إذا كان القطار صالحا للمسير على الخطوط لنهاية الرحلة أو غير صالح. وبشأن ما أثير عن وجود أعداد بداخل القطار أكبر من سعته الأصلية قال الأنصاري: "مديرية الأمن ومنطقة التجنيد يطلبان عدد قطارات معينة، ولا شأن للهيئة بعدد من يركبون أو كيف يركبون، وذلك لنقلهم لأماكن التوزيع في القاهرة"، نافيا أن تكون الهيئة تقدم لهم قطارات متهالكة، مؤكدا أنه ليس هناك قطار متهالك ولكن هناك دورات صيانة تنفذ أو لا تنفذ. واختتم مسئول خدمة العملاء بهيئة سكك حديد أسيوط مداخلته الهاتفية، بأن الخلل الأساسي في منظومة السكة الحديدية هو عدم تفعيل النظام الرقابي الذي كان موجودا في فترة ما قبل التسعينيات من قبل المسئولين الرقابيين. من جهته لفت المهندس هاني حجاب -الرئيس الأسبق لهيئة السكك الحديدية- النظر إلى إن الهيئة مرفق ضخم وبه تخصصات كثيرة سواء الخاصة بالقطارات أو العربات أو القضبان أو الإشارات أو تشغيل البلوكات، وهذه المنظومة ككل تحتاج إلى تطوير، جزء منه يتم على الأمد الطويل، وجزء آخر يمكن أن يتم على الأمد القصير. وعن أمثلة هذه الإجراءات أضاف حجاب: "هناك مثلا إجراءات كان من الممكن أن تحد من هذه الحوادث، مثل الاهتمام الجيد بأعمال الصيانة وعدم السماح بخروج أي قطار من المحطة الابتدائية، قبل أن تتم هذه المرحلة ومتابعة القطار على مسار رحلته، وتفتيش الركاب واطلاعهم على تعليمات الهيئة". وفيما يتعلق بأحوال محطات القطارات في أعقاب هذا الحادث، قال محمد عادل -صحفي- إن نشطاء بحركة 6 إبريل قطعوا شريط السكة الحديد أمام القطار المتجه إلى الإسكندرية في تمام السادسة وتأخر حتى السابعة، وأخذوا يهتفوا ضد النظام وأن هناك حالة تخبط شديد بمواعيد القطارات، مما أسفر عن ازدحام شديد بالمحطة من الركاب. وفي الإسكندرية أفاد مراسل القناة أن نشطاء قطعوا في الثانية ظهر اليوم، طريق القطار المنطلق من الإسكندرية لأكثر من ساعة، أعقب ذلك اشتباكات مع ركاب القطار تبادلوا خلالها إلقاء الحجارة، ثم حدثت اشتباكات بين النشطاء والأمن وتم اعتقال 10 منهم، وتجمع فيما بعد العشرات للإفراج عن زملائهم ووقعت اشتباكات لأكثر من 3 ساعات مع الأمن، وتدخل مدير الأمن وأمر بالإفراج عنهم في الخامسة والنصف مساء. وفي أسيوط ذكر مراسل القناة أن عشرات الأهالي نددوا بالحادث الأليم، الذي أعاد إلى أذهانهم حادث قطار أسيوط الأليم، حيث خرج القطار من هناك في حالة إهمال شديد.