السلام عليكم.. أشكركم جزيل الشكر على اهتمامكم الخاص لحل قضايا الشباب ومساندتهم في مشوار حياتهم الاجتماعية.. وأود أن أطرح مشكلتي راجيا من حضراتكم إبداء رأيكم بالموضوع.. عندي صديقة تعرفت عليها بمكان العمل منذ عامين.. لم تكن خلال كل هذه الفترة أي مشاعر من قبلي تجاهها، ولكن صدفة أحسست بأني أميل لها.. وشيئا فشيئا تحوّل الموضوع إلى إعجاب ومن ثم إلى حب وخلال فترة قياسية جدا.. صارحتها بحبي لها وتقبّلت الموضوع بكل رحابة صدر.. المشكلة التي حصلت هي أنني أخبرتها بصدق نيتي بالزواج منها. ولكن خلال هذه الفترة أخبرتني هي بنفسها عن وجود علاقة قديمة بينها وبين زميل لها انتهت بعد أن رفضته هي؛ بسبب عدة صفات كانت تعتقد أنها لن تستطيع أن تتكيّف معها، علما بأنها بعد أن أنهت العلاقة أحست بالندم على تصرفها المتسرع حسب وصفها. حاليا أنا حائر وأتساءل هل سيكون لهذه العلاقة القديمة أثر على ارتباطنا؟ خصوصا أن الشاب حتى الآن غير مرتبط.. أتمنى أن أطّلع على رأيكم.. وأكرر شكري لكم.
Goerge.M
عزيزي.. الموضوع ينقسم إلى شقّين؛ أولا: أنت كنت ترى هذه الفتاة لمدة عامين كاملين وهي أمامك ولم تحرّك بك ساكنا، ومجرد صدفة أخرجت منك مشاعر لم تكن موجودة على مرّ هذين العامين، ثم في فترة قياسية جدا كما تقول، وجدت نفسك تحبها وبسرعة عرضت عليها الزواج، هل سألت نفسك عزيزي عن السبب الحقيقي الذي تحوّلت به بهذه السرعة؟ مع أنك لم تكن تشعر بها لمدة عامين؟! أسأل نفسك عزيزي، وابحث داخلك لمَ تحولت هكذا سريعا؟ هل لسبب منطقي؟ أم هي مجرد نزوة طارئة طرأت عليك كما يمر علينا حلم جميل يبقى معنا ليومين أو ثلاثة ثم ينتهي، أو أنك ترى نفسك للآن لم تحب أو تتزوج، ولهذا وجدت أنها مجرد فتاة جيدة من الممكن الارتباط بها فنمّيت داخلك مشاعر غير موجودة، على طريقة "اللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش"، وخاصة أنني أرى أنك شاب جيد، لست من الشباب الذين يريدون العبث بالفتيات، فبمجرد نموّ ذلك الشعور داخلك عرضت عليها الزواج فورا، ولم تترك لنفسك فرصة للتلاعب بتلك الفتاة.. ولكن ربما كان هذا التسرع ذاته هو المشكلة؛ حيث جعلك تتسرع بعرض الزواج قبل أن تفهم الفتاة جيدا، لا تتعجّب عزيزي من أسئلتي هذه؛ لأنها وردت على ذهني عندما بلغت قراءة نهاية الرسالة، وبالتأكيد وردت على ذهنك، فلقد شعرت بأن ما بداخلك لها ليس بالحب الحقيقي، بل هو مجرد صدفة، وهل تعرف لماذا شعرت بهذا الشعور؟ لأنني رأيت في كلامك التردد وعدم التمسك بها، شعرت بأن داخلك يفكر أنها مجرد فتاة عابرة، فلماذا تربط نفسك بفتاة تتصارع داخلك مشكلة من أجلها، لماذا لا تريح وتستريح.. هكذا بدا من كلامك، وهذا بكل أسف ليس حباً.. الشق الثاني وهو يأتي بعد تأكدك بأنك حقا تريد هذه الفتاة، هو الشق الخاص بالفتاة ذاتها، ليس من العيب مطلقا أن تكون الفتاة مرتبطة بشاب قبل أن ترتبط بآخر، فالفتاة يطلبها عشرون، ولا تكون إلا لواحد منهم، وكونها كانت تعرف هذا الشاب بنيّة الارتباط والزواج به فلا عيب مطلقاً، من حقها أن تختبره وتعرف إن كانت ظروفه تلائم ظروفها أم لا، وهذا ما فعلته الفتاة فعلا، فقد اختبرته وأدركت أن به صفات لا تتلاءم معها، وأنها لن تستطيع التكيف معه، ولذلك فقد اتخذت فتاتك الطريق السليم بفكّ الارتباط والبعد عنه.. حتى الآن لا غبار على تصرفات فتاتك، ولكن يا عزيزي يوجد شيء غريب هنا، فإذا كانت قد درسته واكتشفت أنها لن تتكيف معه وتركته، لماذا ندمت بعد ذلك؟ من الواضح أنها أخذت فرصتها جيدا وقررت وتركته، وعلى فرض أنها كما تقول أخطأت في تقديرها وأنهت هذه العلاقة وندمت عندما تركته، فلماذا رحّبت بك زوجا أولا، ثم بعد ذلك تقول لك إنها نادمة على تركه؟!! فهل معنى هذا أنها على استعداد تام إذا رجع إليها هذا الشاب وعرض حبه عليها مرة أخرى فإنها ستعود إليه فورا، وخاصة أنه كما تقول لك لم يرتبط للآن.. أم إنها تخبرك بما كانت عليه مشاعرها قبلك لتكون صريحة معك إلى أقصى الحدود؟ الاحتمالان قائمان يا عزيزي والحل الوحيد لحسم الأمر هو مصارحة فتاتك بشكل كامل.. وأن تطلب منها الإجابة بكل صراحة، فإن كان كلامها مجرد صراحة فتمسّك بهذه الفتاة فلقد راعت أن من حقك أن تعرف أنها كانت مرتبطة بشاب آخر وانفصمت العلاقة لعدم التوافق بينهما، بل لقد صارحتك حتى بمشاعرها بعد تركه، أما إن كان تصرفها هذا بلا مبرر، أو اشتياقا لحبيب رحل فهذا يدل على أنها ليست صادقة في مشاعرها تجاهك، وأنك مجرد فرصة عريس، فابتعد عن هذه العلاقة.