قال حمدي حسن -أستاذ الإعلام الدولي- إن التجربة المصرية في علاقة السلطة والإعلام ليست شاذة عن تجارب الدول الآخرى ففي أي مجتمع ديمقراطي أو شبه ديمقراطي الحكام لا يحبون الإعلام ولكنهم يحاولون استئناسه لأنهم يرون فيه خطرا، فهم مثل النقاد، فلن تجد تمثالا واحدا لناقد ولا لصحفي لأنهم غير محبوبين. وتابع -خلال لقائه في برنامج "ممكن" الذي يُذاع على قناة cbc- أن أول هجوم عام ظهر ضد وسائل الإعلام كانت في ثلاثينيات القرن الماضي عقب انتهاء الأزمة العالمية وإبراز وسائل الإعلام لضعف مؤسسات المجتمع الأمريكي في هذا الوقت، فاتهمتها الحكومة بأنها هي من تزيف الحقيقة، مؤكدا أن الهجوم على الإعلام يظهر عندما يظهر الفشل والتفكك في مؤسسات الدولة، حيث يتحول الإعلام لشيطان تتهمه جميع المؤسسات بتشويه الصورة وإفساد عملهم. وفي السياق المصري قال حسن إن هناك ظاهرتان هما تراجع مستويات أداء الإعلام الحكومي الذي كانت الدولة تعتمد عليه اعتمادا كليًا، والسبب في هذا التراجع -كما يرى أستاذ الإعلام الدولي- هو الدولة، أما الظاهرة الثانية فهي تطور الإعلام الخاص في المقابل. وقال إن الهجوم على وسائل الإعلام يكون حسب درجة انتشارها، فهناك قنوات محسوبة على التيارات الإسلامية تقول ما لا تستطيع القنوات العامة أن تقوله ولكن لا يهاجمها أحدا لأن درجة انتشارها محدود، وأن وسائل الإعلام هي صاحبة الفضل الأول في ارتفاع نسبة رفض الدستور إلى 34%. من جهته قال مكرم محمد أحمد -أمين عام اتحاد الصحفيين العرب- إنه كلما كان الإعلام مستقلا فهو مزعج للحاكم، مؤكدا أن السنوات الخمس الأخيرة كانت شهادة للصحافة المصرية، التي أسقطت مشروع التوريث قبل أن يسقط في الحقيقة. وأضاف أن مشكلة من يحكمون أنهم لا يريدون أن يدركوا أن العالم تغير والمصريين تغيروا والصحفيين المصريين لديهم خبرات طويلة في الدفاع عن حرياتهم ولن يقبلوا بأن يتخلوا عنها، معبرا عن مخاوفهم من أن يقوموا بإظهار الفاشية والعصيان الغليظة للإعلام المصري أكثر من ذلك ولكنه يتعارض مع التاريخ وما حدث في مصر والجيل المصري الحالي. أما ياسر عبد العزيز -الخبير الإعلامي – قال إن هناك نزعة لامتطاء الإعلام من أجل إعادة بلورة الإعلام مطالبا وسائل الإعلام بإعلان مصادر تمويلها، وأنه يجب على تليفزيون الدولة أن يعمل بالحياد لأنه ملك الشعب ويعكس المصالح بتوازن وموضوعية ودقة.