رويترز اعترف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند اليوم (الخميس) بأن استعمار فرنسا للجزائر كان "وحشيا وظالما"، لكنه لم يُقدّم اعتذارا للدولة التي تعتبرها باريس شريكا تجاريا رئيسيا. ومع تعثّر الاقتصاد الفرنسي يأمل أولوند أن تؤدّي زيارته للجزائر إلى تقوية العلاقات التجارية؛ حيث يُقدّر الاحتياطياتي النفطي الجزائري بحوالي 12 مليار برميل، وهي أكبر دولة ناطقة بالفرنسية في العالم من الناحية الجغرافية، لكن التجارة السنوية مع القوة الاستعمارية السابقة تبلغ 10 مليارات يورو فقط. وقال أولوند، أمام البرلمان الجزائري في اليوم الثاني من زيارته: "على مدى 132 عاما تعرّضت الجزائر لنظام وحشي وظالم؛ ألا وهو الاستعمار.. أعترف بالمعاناة التي سبّبها". وحاول أولوند أن يتبنّى نهجا أكثر تصالحا من موقف سلفه المحافظ نيكولا ساركوزي الذي اعتبره الجزائريون معاديا لبلدهم؛ بسبب ما اعتبروها سياسات مشدّدة تجاه الهجرة. وأضاف أولوند: "نحترم الذكريات، كل الذكريات، ويجب الاعتراف بحقيقة العنف والمظالم والمذابح والتعذيب". وانتقل نولاند للحديث عن تحسين العلاقات الاقتصادية بين فرنساوالجزائر؛ حيث رافقه في زيارته مسئولون كبار في بعض الشركات الفرنسية الكبرى؛ قائلا: "إن شركة رينو وافقت على بناء مصنع لإنتاج نحو 75 ألف سيارة سنويا، لكن لم يتم توقيع أي عقود كبيرة أخرى أثناء الزيارة". وقال أولوند: "يجب أن تدخل الجزائروفرنسا مرحلة جديدة نزيد فيها التبادل والاستثمارات، ويجب أن نواجه تحدّي البطالة لا سيما بين الشباب". ومع تنويع الجزائر لاقتصادها؛ قلّصت الصين وإسبانيا وإيطاليا حصة فرنسا في السوق؛ حيث من المرجّح أن تخضع تعليقات أولوند بشأن الحرب الجزائرية -التي دارت رحاها بين عامي 1954 و1962 وانتهت باستقلال الجزائر وانسحاب فرنسا- لتحليل دقيق؛ بحثا عن مؤشرات تُؤكّد أنها قد تُساعد على إنهاء الاستياء بخصوص الحرب بين البلدين، وهو تركة تعرقل شراكة تجارية بينهما. وكان أولوند قد قال في عام 2006 -حين كان زعيما للحزب الاشتراكي- إنه ينبغي لفرنسا الاعتذار للشعب الجزائري، لكنه ذهب اليوم فيما يبدو إلى أبعد مدى شعر به أنه بمقدوره الوصول إليه.