أنا مشكلتي إني حبيت لأول مرة لمدة سنتين، وأعجبت بيه أوي بكل حاجة فيه لما ساب صاحبتي علشاني، وكان أهمها الشكل، وهو كمان وإديته نفسي روح وجسد، بس كان دايما يشك ويتهمني بالخيانة ويسيبني ويرجع لي تاني. وأنا أوافق عشان مش قد بُعده عني، حتى لما أهلي عرفوا دافعت عنه وكمّلت، وأنا مستنياه لما يقدر ييجي يتقدم، بس هو مش معايا عشان أعرف عنه أي حاجة، بس بيننا تليفونات لأننا من محافظات مختلفة. أوقات كتير باحس إنه منفض لي بس باسكت وأقول ظروف، إنما مش قادرة أحس إني محترمة في نظره بعد ما إديته نفسي، ومش قادرة أسامح نفسي، وقررت أبعد عنه ومشيت شهر بس بعديها قعدت أفكر إنه صعب عليّ وحرام كده ورجعت، ووافق يرجع بس أنا من جوايا مش حاسة بالحب اللي كنت حاساه بعد كل المشاكل دي. مع العلم إن أنا كنت ماعرفش أي ولد حتى في الجامعة عشانه، ودلوقتي أنا اتغيرت وبقيت أعرف، بس باحترام.. مش عارفة أعمل إيه؟
love_again
صديقتنا العزيزة.. هبدأ معاكي من آخر حاجة قولتيها، وهي إنك "مش حاسة بالحب بعد كل المشاكل دي"، ويؤسفني إني أقول لك إن اللي كنتي حاسة بيه أصلا مش حب، إنتي بس فرحتي في البداية إنه فضّلك على من قلت عليها "صديقتك"، وشعورك بالتفوق كأننا في معركة ومن يفوز ومن ينتصر. وإذا فرضنا أنه لم يكن هذا هدفك أو في بالك فقد ذكرتِ أن أهم ما أعجبك به هو "شكله"، ومع الأسف لم تذكري أي صفة أخرى أو شيء آخر يبرر حبك له وتسليمك لروحك وجسدك له، ولا حتى شعورك بحبه واهتمامه، فهو دايما كان بيسيبك ويرجع تاني وإنتي توافقي بمنتهى السهولة. وإذا كنتي بررتي موافقتك الدائمة بالرجوع له بحبك له وإن "حرام" تبعدي عنه وبررتي "تنفيضه" ليكي بأنها "ظروف" فبمِ تبررين تجاهلك لما شعرت به من إنك مع الأسف "لست محترمة" في نظره بعد أن سلّمتي له نفسك. فهذا الشعور في حد ذاته كان من المفترض أن يجعلك تتوقفين كثيرا أمام تلك التجربة، فحتى لو صار زوجا لكِ في يوم من الأيام فهل تقبلي أن تشعري يوما بعدم احترامه لك؟! هذا إذا فرضنا وجود الحب. صديقتي.. مع الأسف الشديد لقد ظلمتِ نفسك بشدة وليس هناك أحد مسئول سواكِ، فهو لم يجبرك على فعل شيء غصبا عنك، ولم يكلف نفسه حتى بمشاغلتك، وطلب الرجوع إليك بعد أن قررتِ تبعدي شهرا، بل تكفلّت أنت بالأمر وطلبتِ العودة إليه، فماذا كنتِ تتوقعين منه سوى الموافقة. وأنتِ لم تذكري ما شكل تلك الموافقة وماذا كان شعوره، لكن لا يسعني إلا افتراض أن تلك الموافقة كانت على مضض منه، وسر هذا الافتراض قولك "بعد شعورك أنت بالحب القديم له" وبررتِ ذلك بسبب المشكلات. لكن السبب الحقيقي أن ما شعرتِ به هو خط دفاع أخير قمتِ به ربما دون وعي منك لتحفظي به كرامتك، وأنك التي لم تعودي تشعرين به، ولكنك أيضا لم تتمسكي بهذا الخط الأخير ورحتِ تتعرفين على أولاد في الجامعة، لعل ذلك يشعرك بالثقة في نفسك وأنك لستِ الفتاة التي يتركها أي ولد. صديقتي.. عذرا بشدة لقسوتي عليكِ، لكني أرجوكِ أن تتمسكي بخط دفاعك الأخير، وأن تتمسكي بكرامتك وتصوني نفسك وكفى ما حدث لكِ، ولن أطلب منك نسيان تلك التجربة لأن إذا كان ذلك بالتأكيد شيء صعب لكن نسيانها قد يؤدي بكِ إلى تكرارها ثم تبرير هذا التكرار، لكن طلبي منك أن تتعلمي منها وتدركي تماما أنك أخطأت كثيرا بحق نفسك، ولا تلومي أي أحد سواها، وعلى هذا الأساس لا تندفعي وراء المزيد من الأخطاء ووراء المزيد من العلاقات، مبررة ذلك أنها محترمة، والتفتي إلى دراستك ومستقبلك فهما الأهم الآن.