انتقد الدكتور معتز بالله عبد الفتاح -أستاذ العلوم السياسية عضو الجمعية التأسيسية للدستور- ما يصف به البعض عملية التصويت على مواد الدستور بأنها "سلق للدستور"، مؤكّدا أن عملية التصويت جاءت بعد جهد شهور في إعداده. وقال عبد الفتاح، خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "البعض بيقول إن الدستور بيتسلق، يا إخواني هذا التصويت النهائي على مواده بعد أن اشتغلنا فيه لمدة شهور، وأنا عن نفسي مع بعض زملائي شغالين من أكثر من سنة (فاكرين دستور بيت الحكمة)، حضراتكم في الامتحان اللي مدته ساعة بترجم مذاكرتك اللي عملتها لمدة شهر مثلا". ودعا عبد الفتاح عدم ظلم المجتهدين في كتابة الدستور، قائلا: "حرام تظلموا الناس اللي اجتهدت، اختلفوا معهم هنا أو هناك، أو حتى اختلف مع الدستور كاملا، لكن حرام أن يتحوّل كل هذا المجهود إلى "سلق"، ناس نامت وفجأة استيقظت علشان تقول "سلق".. صباح الفل!!". وناشد الدكتور معتز -في تدوينة أخرى بصفحته- المواطنين بالانتظار حتى الانتهاء من الدستور، ومحاولة فهمه، دون تكرار ما يتم الآن تداوله في بعض وسائل الإعلام، كي يتم اتخاذ القرار ب"نعم" أو "لا" على الدستور بصورة صحيحة، قائلا: "إلى بعض الأصدقاء، بدلا من أن تكرّروا كالببغاوات ما تسمعونه في الإعلام، انتظروا كي تفهموا، ومَن لا ينوي أن يفهم ويطبّق القول الشهير لشيكسبير "عقول العامة في آذانهم"، أنصحه أن يعلن من الآن قراره بالتصويت ب"لا" وما يوجعليش دماغي، اللي عاوز يفهم، أفهمه بكل سرور. المسألة بسيطة والقرار لك بالتصويت بنعم أو لا". واختتم بالقول: "من حسم أمره ب"نعم" أو "لا" الآن، عليه أن يُراجع نفسه، المسألة تحتاج الكثير من التفكير ووضع سيناريوهات متعدّدة، واختبار قوة للدستور بالسيناريوهات المختلفة، سأحاول أن أعدّها وأشرحها ثم أقول لكم إذا كنت سأقول نعم أم لا". وكانت الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور قد انتهت في الساعات الأولى من صباح اليوم من التصويت النهائي على مواد الدستور، في جلسات استمرّت أكثر من 48 ساعة للتصويت على المسوّدة النهائية، لعرضها على رئيس الجمهورية لإبداء رأيه فيها، ثم دعوة الناخبين للاستفتاء عليها. جدير بالذكر أن الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور شكّلت بالانتخاب من مجلسي الشعب والشورى المنتخبين من الشعب، وقامت بجهد قرابة ستة أشهر في مناقشة وإعداد مواد الدستور، إلى حد وصلت فيه مناقشة المادة الواحدة قرابة 300 ساعة، من مجموع 234 مادة، على جلسات مختلفة؛ وذلك وفقا لمضابط جلسات الجمعية، إلا أن بعض وسائل الإعلام ورموز سياسية اختزلت هذا الجهد في الجلستين الأخيرتين التي تمّ تخصيصهما للتصويت على مواد الدستور، واصفين هذا الجهد ب"سلق الدستور".