أولا أحب أشكر جدا موقع "بص وطل" على الخدمة المميزة دي بجد لإني باستفيد جدا منها؛ أنا احترت جدا مش عارفة إيه سبب مشكلتي، هما كذا حاجة في حياتي تاعبين نفسيتي جدا. أولا أنا 16 سنة، عندي أخت واحدة بس أصغر مني ب3 سنين، وبابا متوفى من 4 شهور، وهو كان أقرب واحد ليّ في الدنيا وكنت باعتمد عليه في حياتي كلها؛ موته مأثّر عليّ تأثير كبير أوي.. وأنا صغيرة ماما كانت بتخاف عليّ أوي ومش بتحبني أتعامل مع الناس، وكانت دايما تقول لي اوعي تحسسي حد باهتمامك أحسن يتنطط عليكي فبقيت باخاف أظهر مشاعري لحد. وأيام بابا الله يرحمه ماكنتش باخرج غير بالعربية والسواق يوديني ويجيبني، فمش ليّ اختلاط بحد ولا باعرف أركب مواصلات لوحدي ولا كمان أشتري حاجة لوحدي. حياتي دلوقتي مختلفة، فبالاقي صعوبة كبيرة في التأقلم، وده تاعب لي نفسيتي جدا، ومافيش حد مقدّر ده، فاكريني باتدلع. تاني حاجة على طول مشاكل بيني وبين صحابي، وفيه بيننا خلافات كتير أوي وعمرها ما هتتحل، لإنهم واخدين عني فكرة وحشة أوي وإني كدابة وتصرفاتي غريبة ومش مفهومة وإني باحاول أفرّق بينهم، مع إني -أقسم بالله العظيم عشان تصدقوني- مش كده، هما بس بيفهموني غلط ويمكن عشان أنا مش باعرف أعبّر عن اللي جوايا صح. أنا تعبت؛ على طول أنا الاحتياطي مش الأساسي، صحابي اللي بقى لنا أربع سنين معاهم أي حد بيعرفوه بياخد مكاني على طول، ومعاملته أحسن من معاملتي، تعبت ومش عارفة بيحصل معايا كده ليه، عشان باتصرف غلط في كل حاجة وبابقى عايزة أعمل حاجة وأخاف تطلع غلط، فمش أعملها وتطلع بعد كده هي الصح وأتحاسب عشان ماعملتهاش، أنا تعبانة أوي ومش عارفة أتصرّف في أي موقف في حياتي، وحاسة إني ماليش قيمة خالص وإني زبالة في نظر الناس اللي بحبهم. أرجوكم ساعدوني ويا ريت ماتبصوش للمشكلة على إنها تافهة، لا بالعكس دي وجعاني أوي وحاسة إني هافضل في نفس الدايرة طول عمري، بس مع اختلاف الناس. إزاي أقدر أغيّر من تصرفاتي ويبقى قلبي جامد عشان هو ضعيف أوي، وإزاي أقدر أرجّع ثقة الناس اللي بحبهم فيّ وياخدوا عني فكرة حلوة، مع العلم إننا متخانقين دلوقتي خناقة كبيرة، عشان وإحنا بنتكلم فكّرت واحدة فيهم بموضوع قديم فافتكرِت إني باذلّها، مع إني ماكنتش أقصد، بس أنا ساعات كلامي بيبقى زي الدبش كده، وهي بتقول لي عمري ما هاسامحك تاني وأنا باحاول معاها وربنا يسهل. نفسي أحس بقيمتي ماحسش إني كمية مهملة أوي زي كرسي صالون.
esso21964
"أرجوكم ساعدوني ويا ريت ماتبصوش للمشكلة على إنها تافهة" لم ولن يحدث في "بص وطل"، دائما ما تكون مشكلات قرائنا أولوية أولى لنا، تنصب من أجلها غرف الطوارئ في محاولة جاهدة لإيجاد ولو درب يؤدي إلى الحل، فاطمئني وانسي هذه الفرضية الظالمة لنا نحن فريق "بص وطل". أولا وقبل كل شيء اسمحي لنا أن نتوجه إليك بخالص تعازينا في وفاة المغفور له والدك، أسكنه الله فسيح جناته ونقّاه من ذنوبه كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس هذه واحدة. الخلفية التي ذكرتيها لتوّك عن حياتك الاجتماعية قبل وفاة الوالد كانت بالفعل في غاية الأهمية ومفيدة بحق في التعرف على أبعاد المشكلة. فتلك الحياة الجميلة الهادئة التي كنتِ تعيشينها قبل وفاة والدك ساهمت دون شك في الحد من كم الخبرات الحياتية التي يمكن أن تتعرضي لها، والتي كان يمكن أن تعطيكِ معلومات أكبر عن الطرق التي يمكن من خلالها التعبير عن نفسك بشكل لا يجعل الآخرين يسيئون الفهم بك، ولكن على أي حال لا مجال للحديث عما كان، ولنركز حديثنا على ما سيكون. يمكنني تحديد أبعاد المشكلة التي تعانين منها باختصار في نقاط ثلاث كالتالي: 1- لديك مشكلة ما في الأسلوب والكلمات التي تعبّرين بها عن موقفك، وهي "الدبش"، وبالتالي لا بد أن تعملي على حل هذه المشكلة من خلال التريّث قليلا قبل التفوّه بأي كلمات أو عبارات، لأن ما يخرج من الفم لا يعود إليه أبدا وعليه فانتظري لحظات معدودة قبل أن تتفوهي بشيء تشكّين في أنه ربما يكون له أثر ووقع سيء على مَن حولك. 2- المشكلة الثانية وهي مشكلة "التوقيع غير المقصود" الذي تقومين به بين أصدقائك بهدف الصلح والنية الخير، وأكاد أتخيّل أنكِ تحاولين في خلافاتك مع أصدقائك تهدئة كل طرف من خلال إشعاره بأنه هو الطرف المحق وأن الآخر هو المخطئ، وبالتالي تمر الأيام ويتصالح الطرفان ويحكي كل طرف ما كنتِ تحكينه للطرف الآخر عنه، وتكوني أنتِ الطرف الخاسر الوحيد في هذه القصة ولا خاسر غيرك. وبالتالي يمكنك تلافي هذه المشكلة من خلال البقاء على الحياد ما دامت ثقتهم فيكِ معدومة بهذا الشكل، وأعني بالبقاء على الحياد هو أن لا تقولي أو تفصحي عن أسرار أي طرف للطرف الآخر حتى لو كان يعرفها، المهم أن تكوني كاتما أمينا لهذه الأسرار ولا تتخلي عنها طواعية. 3- إنكِ ليس لديك شخصية مستقلة بل تسعين إلى التلوّن بلونهم من أجل الحصول على رضاهم، وهذا أيضا سبب كافٍ كي يضعونكِ في ذيل اهتماماتهم، فأنتِ بهذه الطريقة من المحال أن تكوني شخصا مؤثرا فيهم، فصديقتك لا تريد مرآة ترى فيها نفسها أو ببغاء يردد كلامها، بل تريد أن تتفاعل مع الوقائع باختلافاته الكاملة عنها، فبعض هذه الاختلافات يسر ولا يضر. وبالتالي وجب عليك أن يكون لك شخصيتك المستقلة وأسلوبك الخاص وآراؤك الخاصة ومواقفك الخاصة، وكل شيء خاص بك أنتِ وحدك. تفاصيلك هي التي ستصنع الفارق، تفاصيلك هي التي ستجذب أنظارهم إليك وترغبهم في حضورك وظهورك في أي وقت وفي كل وقت. ليس مطلوبا منك أن تعيدي إنشاء صداقات جديدة وتتعرضين لصدمات جديدة بعدما تكتشفين حقيقتهم -لا قدر الله- لو كانت سيئة، فقط اعملي على التحسين من نفسك ومن تصرفاتك، وحاسبي نفسك عندما تنفردين بها، وحللي بموضوعية لماذا لم يقبلوني في الموقف الفلاني، لماذا أثرت غضبهم في الوقت العلاني.. وستصلين إلى نتيجة وحل إن شاء الله. وفقك الله إلى ما يحبه ويرضاه..