مالالا يوسف زاي.. طفلة باكستانية تبلغ من العمر 14 عامًا، لكنها تبلغ من العقل والحكمة والموهبة ما يفوق ذاك السن بعشرين عامًا أو أكثر!! حالتها الخطيرة جعلت قلوب العالم تتفطر حزنًا عليها.. فرصاص البنادق الآلية بالقرب من رأسها.. وتحاول الفرق الطبية البريطانية إنقاذها.. ولكن قدر الله بكل تأكيد سيكون له كلمة الفصل.. **** "أين مالالا"؟؟ خرج هذا السؤال من شخص تدور عيناه في أرجاء أتوبيس يقلّ أطفال المدرسة الإعدادية بمدينة سوات الباكستانية.. اقتحمه هو ومجموعة أخرى من الملثمين المسلحين.. صاح الأطفال رعبًا من المشهد.. وما زال المجرم الملثم يبحث عن الطفلة مالالا.. فأشار أحد رفقائه الملثمين عليها.. فجهّز سلاحه هو وزملاؤه.. وفجأة.. وبلا رحمة.. انطلق الرصاص نحو مالالا.. لتصاب في مناطق بالغة الخطورة.. ومعها أربعة من صديقاتها.. لكن إصاباتهن عادية.. ذلك لأن الرصاص كان مركّزا على مالالا.. **** تبدأ القصة منذ حوالي 4 أعوام.. وربما أكثر من ذلك بأعوام.. كانت مدينة سوات شمال غرب باكستان تحت حكم حركة تدّعي أنها تتحدث باسم الإسلام.. والإسلام منها بريء.. تلك هي حركة طالبان.. التي قررت أن تغلق مدراس الفتيات في المدينة.. مدعية أنها بذلك تطبّق الشريعة.. ولكن الحقيقة أنها تطبّق البلطجة والإجرام بحق سكان المدينة وأهلها.. **** في 2008 بلغت مالالا من العمر 11 عامًا.. وكان الجميع يشهد لها بلباقة تسبق عقلها.. راسلت موقع BBC باللغة الأردية.. وهي اللغة التي يتحدّث بها أهل باكستان.. وبدأت ترسل للموقع مقالات تحكي فيها عن معاناة المرأة في باكستان، وحرمان طالبان لها من التعليم.. وفي هذا الوقت تدخلت القوات الأمريكية، وحررت المدينة من حكم طالبان، وبدأت مدارس الفتيات تعود من جديد.. ودرست مالالا في إحدى هذه المدارس.. علمت حركة طالبان بنشاط الطفلة.. فقررت اغتيالها بدعوى أن الطفلة -نعم الطفلة- تدعو إلى العلمانية!! **** في الثامن من أكتوبر الجاري وأثناء عودة مالالا من مدرستها برفقة صديقاتها.. أرسلت طالبان مجموعة من الملثمين ليطلقوا النار على مالالا.. وتصاب بالرصاص بالقرب من رأسها.. لترقد في حالة حرجة.. أعلنت الإمارات بعد علمها بحالة الطفلة وقصتها أن تتكفل بعلاجها... وقررت بريطانيا أن تعالجها في مستشفياتها.. وأعلنت العديد من دول العالم مواساتها للطفلة ودعواتها لها بالشفاء.. ***** في قديم الأزل.. في العصور الأولى للإسلام، أسلمت أمم بأكملها.. وأشاد غير المسلمين بعدل الإسلام وأهله.. ولم يكن إسلام تلك الأمم، أو إشادة هؤلاء غير المسلمين بالإسلام؛ خوفًا من مسلحين قد يقتحمون بلادهم ليجبروهم على الإسلام.. ولكن الدين المعاملة.. كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأحب الناس دين الإسلام لحسن معاملة المسلمين لهم.. ولكن أغبياء لم يفهموا ذلك في هذا العصر.. فأمسكوا بسلاحهم وصاروا يفتكون به من يعارضهم.. مدّعين بذلك أنهم يطبّقون شريعة الإسلام.. والإسلام منهم براء..