آثار تعرض الناشطة الطلابية الباكستانية ملالة يوسف البالغة من العمر 14 عاما لمحاولة اغتيال فاشلة من قبل حركة طالبان ، ردود فعل محلية ودولية منددة بالحادث ، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مدى سيطرة السلطات الحكومية على الأمن في المناطق التي تنشط فيها طالبان. ملالة تتعرض لهجوم
وقد تعرضت ملالة التي تدرس في مدرسة إعدادية في مدينة منغورة كبرى مدن وادي سوات شمال غرب باكستان لمحاولة اغتيال الثلاثاء أثناء عودتها من المدرسة لمنزلها، وكشف مسؤول في الشرطة المحلية أن مسلحين أوقفا مركبة تقل ملالة وسألوا عنها بالاسم وعندها قام أحدهما بإطلاق الرصاص عليها قبل أن يلوذا بالفرار.
وقد تسبب الهجوم بإصابة ملالة بطلقة اخترقت جمجمتها دون الوصول إلى المخ لتستقر في كتفها، كما أسفر الهجوم عن إصابة طالبتين أخريين بجروح متوسطة. وبعد تلقيها للإسعافات الأولية تم نقل ملالة عبر مروحية خاصة إلى مستشفى بإدارة الجيش الباكستاني في مدينة بيشاور حيث خضعت لعملية جراحية ناجحة.
واعلن مصدر عسكري مسئول أن فريقًا من الأطباء ذوي الخبرة المدنية والعسكرية قدموا صباح اليوم الخميس إلى بيشاور على متن طائرة للأشراف على حالة الفتاة وللتأكد من إذا ما كانت حالتها تحتاج إلى السفر إلى الخارج لتلقى العلاج ام أنه سيكون كافيًا علاجها داخل باكستان.
ومن الناحية الأمنية قد باشرت السلطات المحلية في وادي سوات حملة اعتقلت خلالها عشرات اشتبه بضلوعهم في الجريمة، التي تبنتها حركة طالبان باكستان، من بينهم سائق المركبة التي كانت تقل ملالة. كما أعلنت حكومة إقليم خيبر بختون خواه عن رصد مكافأة مالية ب10 ملايين روبية (105 ألف دولار أمريكي) لمن يدلي بأية معلومات تساعد للنيل من الجناة.
شهرة عالمية
واكتسبت الطالبة ملاله يوسف زاي شهرتها العالمية منذ عام 2009 بعد ان نددت فى مدونة على الموقع الإليكتروني لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى"بممارسات حركة طالبان وما تترتكبه من أعمال عنف وحرق لمدارس الفتيات وقتل معارضيهم في وادي سوات والمناطق المجاورة منذ عام 2007.
وقامت الحكومة الباكستانية بتكريمها العام الماضي بمنحها أول جائزة للسلام الوطني.. كما رشحتها مؤسسة "كيدز رايتس" الهولندية لجائزة السلام العالمي للأطفال.
وعلى الجانب الاخر يبرر المسلحون إستهدافهم لمالالة لأنها "تروج للعلمانية" حسب قولهم وأشار المتحدث باسم طالبان احسان الله احسان ل"بي بي سي" إن الناشطة لن تفلت من أيديهم في إذا نجت هذه المرة.
على الرغم ان عائلة مالالة لم تفكر مطلقا في الاستعانة بحراس أمن لأنهم لم يعتقدوا مطلقا بأن ينحط المسلحون لهذه الدرجة ويستهدفونها.
وكان المتشددون من طالبان يديرون اقليم سوات قبل ان يطردهم الجيش منه قبل ثلاثة اعوام.
وخلال فترة حكمهم، أغلق مسلحو طالبان مدارس الفتيات ونشروا الشريعة الإسلامية وأدخلوا إجراءات من بينها حظر سماع الموسيقى في السيارات.
جدير بالذكر ان طالبان باكستان هي حركة أنشئت تحت مظلة حركة طالبان، وهي طرف أساسي في صراع مع الحكومة المركزية الباكستانية. ومن بين ماتقوم به هذه المجموعة المواجهة مع الجيش الباكستاني،و محاولاتها لفرض تطبيق الشريعة في باكستان ومحاربة قوات الناتو في أفغانستان.
ردود الفعل
وندد سياسيون باكستانيون في مقدمتهم رئيس البلاد آصف علي زرداي ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بالهجوم .
وقال الرئيس زرداري إن هذا الهجوم لن يقوض عزم باكستان على مكافحة المتشددين الإسلاميين أو عزم الحكومة على دعم تعليم المرأة.
وفي بيان قال رئيس الجيش الجنرال أشفق برويز كياني إن طالبان "لم تدرك أنها مالالا ليست فرداعاديا، إنما رمز للشجاعة".
وتعاطفا معها أرسل آلاف الأشخاص حول العالم رسائل دعم عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى الصبية الناشطة.
عمل بربري
من جانبها ذكرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية على موقعها الإلكتروني امس الأربعاء أن الولاياتالمتحدة تدين بشدة قيام حركة طالبان الباكستانية بمحاولة اغتيال الفائزة بجائزة السلام الوطني والناشطة الحقوقية الباكستانية ملالة يوسفزاي.
ووصفت واشنطن الاعتداء ومحاولة اغتيال فتاة صغيرة السن "بالعمل الهمجي" معتبرة أن حوادث العنف ضد الأطفال ما هي إلا "عمل جبان"..حسبما قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند.
وأعربت فكتوريا نولاند عن تضامن الولاياتالمتحدة مع الفتاة والمصابين الآخرين وعائلاتهم.
وفى ذات السياق نددت وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية هيلاري كلينتون، بالهجوم المسلح الذي تعرضت له الناشطة "ملاله يوسف زاي" المدافعة عن حق تعليم البنات.
وأوضحت كلينتون، أن استهداف مالاله يجب أن يعطي دفعا لدعم النساء الشابات، اللواتي يدافعن عن حقوقهن ويكافحن ضد العادات والتقاليد التي تحول دون حصولهن على حقوقهن، ويتعرضن للعداوة علنا وفي بعض الأحيان للعنف في سبيل ذلك.
وحملت كلينتون، العناصر المتطرفة التي تخاف من صعود دور الفتيات في المجتمع، مسؤولية الحادث، لافتة إلى الصعوبات التي تواجههن في إطار التعبير عن حقوقهن الأساسية.
مواد متعلقة: 1. 240 ألف طفل في باكستان مهددون بالشلل بسبب حركة طالبان 2. مقتل 12 مسلحا من حركة طالبان في غارتين جويتين للناتو شرقي أفغانستان 3. تقرير مخابراتي : حركة طالبان الباكستانية أجرت بروفة للهجوم على موقع نووي