أ ش أ سلطت الصحف الأجنبية الصادر اليوم (السبت) الضوء على تداعيات بث الفيلم الأمريكي المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والاحتجاجات واسعة النطاق التي انفجرت على إثره في الدول العربية والإسلامية، ومدى تأثير ذلك على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقرر إجراؤها نوفمبر القادم. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الاحتجاجات الدموية المتواصلة حاليا أمام السفارات الأمريكية في الدول الإسلامية باتت تؤكد أن ملف السياسة الخارجية للولايات المتحدة في فترة ما بعد الانتخابات سيظل متصدرا لاهتمامات مرشحي الرئاسة وهما الرئيس باراك أوباما والمرشح الجمهوري ميت رمني. وأفادت الصحيفة -في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني- أن مساعدي الرئيس أوباما كانوا قد أبدوا ترحيبهم في عرض ومناقشة شئون السياسة الخارجية للولايات المتحدة لسبب ربما يعود إلى رغبتهم في تغيير محور التركيز على الملف الاقتصادي، وهو الشأن الذي يعتقد الناخبون أن المرشح رومني يتفوق فيه عن الرئيس أوباما بمراحل كبيرة. وأضافت الصحيفة أن الناخبين الأمريكيين أقروا بأن الرئيس أوباما يعد أفضل حالا من منافسه المرشح الجمهوري في تناول القضايا الخارجية إلا أنه يسعى حاليا لتجنب فقدان محتمل للثقة وسط هذه الاحتجاجات العارمة التي تعم الشرق الأوسط ضد الولاياتالمتحدة إذ أنه كلما طال أمد هذه الاحتجاجات زادت مخاوف الرئيس أوباما من إمكانية أن تتمخض عن هذه الأزمة أضرارا تصيب مستقبله السياسي. ورأت الصحيفة الأمريكية أن الوضع الحالي بالشرق الأوسط من شأنه أن يدعم مزاعم رومني بفشل الرئيس أوباما في التعامل مع الربيع العربي، واتباع أسلوب غير فعال في كبح جماح البرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى اتهامات بول رايان، مرشح الحزب الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأمريكي لأوباما بمساهمته في زيادة جرأة إيران، ومن يهاجمون المنشآت الدبلوماسية الأمريكية.
وبدورها رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تداعيات الفيلم بأنها تعكس استياء دفين ضد القوى الغربية بوجه عام. وأشارت -في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى أن هذه الاحتجاجات امتدت من شمال أفريقيا إلى دول جنوب آسيا وأندونيسيا، كانت مدمرة في بعض الحالات، لافتة إلى أن موجة العنف تلك لم تثر فقط مخاوف كبيرة بين أوساط الساسة في الغرب لكنها أيضا أثارت تساؤلات جديدة حول فترة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها بعض هذه الدول التي اندلعت فيها الاحتجاجات. من جانبها، سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في العاصمة السودانية الخرطوم احتجاجا على الفيلم المسيء، واقتحام السفارة الألمانية؛ مما دفع الدبلوماسيين الألمان إلى اللجوء إلى مبنى السفارة البريطانية المجاورة للاحتماء بداخلها قبل أن تتحول بعد ذلك إلى هدف للمتظاهرين. وأوضحت الصحيفة -في سياق تعليقها- أن الاحتجاجات العارمة ضد الولاياتالمتحدة، والدول الغربية طالت العديد من الدول منها العراق وإيران والبحرين وأفغانستان واليمن والسودان ومصر وفلسطين وتونس. وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يتضح بعد إلى أي مدى كان هذا العنف عفويا وإلى أي مدى كان مدبرا، لافتة إلى قرار الولاياتالمتحدة نشر مدمرتين حربيتين قبالة سواحل ليبيا إلى جانب إرسال وحدة مدربة على عمليات مكافحة الإرهاب من قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) إلى البلاد، وذلك بعدما أاطلقت مجموعات مسلحة في ليبيا صواريخ مضادة للطائرات الأمريكية التي حلقت فوق الأجواء. ولفتت الصحيفة البريطانية، في ختام تعليقها، إلى تصريحات مسئولين أمريكيين بأن جماعة أنصار الشريعة في ليبيا هي الجهة التي وقفت وراء هذه الاحتجاجات المناهضة للفيلم كغطاء يخفي معالم الهجوم الذي شن على القنصلية الأمريكية بمدينة بنغازي، وأودى بحياة السفير الأمريكي كريس ستيفنز.