وقّع عدد من الكتّاب والمثقفين أمس (الثلاثاء) على بيان أصدره تيار "الثقافة الوطنية"؛ تعبيرا منهم عن رفضهم ترشيح الدكتور أسامة أبو طالب لمنصب وزير الثقافة في حكومة الدكتور هشام قنديل التي يتمّ تشكيلها حاليا. وكانت قد وردت أنباء عن لقاء جمع الدكتور هشام قنديل -رئيس الوزراء المكلّف- والمرشح لوزارة الثقافة الدكتور أسامة أبو طالب، وقد نفى أبو طالب -في تصريحات صحفية- أن يكون قد تلقّى ترشيحا رسميا لهذا المنصب؛ وذلك وفقا لِمَا ذَكَرته بوابة الأهرام.
وقد رفض البيان اختيار أبو طالب وزيرا للثقافة المصرية لاعتباره أحد ممثلي الإسلام السياسي، وذكر البيان: "الثقافة المصرية في اللحظة الراهنة أصبحت في أشدّ الحاجة لتعبر بوضوح عن جذورها الحضارية المختلفة؛ الفرعونية، والقبطية، والعربية، والإسلامية، بما تحويه من تنويعات مختلفة، وصولا إلى تحديد هوية الشخصية المصرية المتراكبة التي لا يمكن اختزالها بحسب البعض في تيار بعينه أو فصيل سياسي ديني محدد يدّعي وصلا بالثقافة عبر اختياره وتحفيزه لشخصيات تنتمي إليه بحكم التاريخ والممارسة الثقافية".
واعتبر البيان أن هذا الاختيار يُعد امتدادا لتلك السياسات المُخزية للاستبداديَيْن الثقافي والسياسي، والتي تتوسل الآن باسم الدين، بعد أن كانت في عهد الطاغية مبارك تتوسل بالدولة البوليسية القمعية، لنصبح أمام إعادة إنتاج لنظام مبارك وفلوله أو مثقفي الإسلام السياسي الجُدد.
كما أعلن تيار الثقافة الوطنية المصرية في بيانه التأسيسي أنه ضد الاستبداد بأشكاله المختلفة العسكرية والدينية، وضد التبعية لتجلياتها الفكرية والذهنية، كما عبّر عن رفضه أيّا من ممثلي النظام القديم بفساده واستبداده، وفلوله من المُخبرين والمتواطئين والمؤلّفة قلوبهم؛ وذلك على حد وصف التيار.
وأضاف: "كما نرفض بالقدر ذاته أيّا من ممثلي الإسلام السياسي ليصبح وزيرا للثقافة المصرية التي لن تعرف أبدا السقوف أو المتاريس، مهما حاول البعض من أنصاف المثقفين أخونة الثقافة المصرية وأسلفتها، وسنبقى دائما في خندق الحرية والتقدم والحداثة والإبداع".
ودعا تيار "الثقافة الوطنية" جميع القوى الوطنية والتقدّمية والمدافعة عن الحرية والعقل واستقلال الوطن ووحدته وتماسكه، إلى التصدّي للهجوم الإخواني على الثقافة الوطنية المصرية بهدف تحويلها إلى ثقافة تابعة للفكر الوهابي السلفي الرجعي بكل أشكال الاحتجاج والرفض والعمل الجبهوي.
ويُعدّ تيار "الثقافة الوطنية" هو تجمع لشباب المُبدعين المصريين، والذي تمّ تشكيله قبل نحو 4 أشهر، وكان من بين الموقّعين على البيان كل من: يسري عبد الله ومفرح كريم وأحمد بلبولة، والروائيين عبد الحكيم حيدر وعبد النبي فرج وخالد إسماعيل وشريف رزق وهيثم خيري.