نادر من الفنانين هم الذين يحملون على أكتافهم مشكلات مهمة ومجتمعية، ويحاولون تغيرها عن طريق الفن.. ولعل فريد شوقي أحد هؤلاء الفنانين الذين ساهموا بشكل كبير في تغيير عدّة قوانين؛ أهمها إلغاء السابقة الأولى في حق الأحداث بعد فيلمه الشهير "جعلوني مجرما". ولد وحش الشاشة يوم 3 يوليو عام 1920 في حي السيدة زينب، ثم نشأ في حي الحلمية الجديدة، ثم التحق بالمدرسة حتى تخرج في دبلوم الفنون التطبيقية. كان أول أفلام الملك على شاشة السينما هو فيلم "ملاك الرحمة" مع الفنان الراحل يوسف وهبي والفنانة أمينة رزق، وتوالت أعماله في دور الشر الذي يعتمد على التكوين الجسماني وشكله وطريقته في التعبير. تمرد شوقي بعد ذلك على هذه الأدوار، وبدأ في تجسيد دور البطل القوي الذي يصارع الشر بقبضة يده، حتى تمرد مرة أخرى على هذه الأدوار بفيلم "جعلوني مجرما" الذي قلب مصر رأسا على عقب بعد عرضه، وتسبب في تغيير قانون السابقة الأولى لأطفال الأحداث. لم يكن فريد شوقي مجرد ممثل بل كان مخرجا ومنتجا سينمائيا، كما أنه شارك بالتأليف في أكثر من عمل فني؛ من أهمهم فيلم: "جعلوني مجرما"، و"رصيف نمرة 5"، و"الفتوة"، وهي أفلام شهيرة من كلاسيكيات السينما المصرية أثرت السينما في وقتها. عمل فريد شوقي فيما يُقارب من 300 فيلم سينمائي منها أفلام تركية ولبنانية، وقام بالإنتاج والإخراج في السينما التركية، وكان معروفا جدا هناك، ومن أشهر أفلامه في تركيا فيلم "عثمان الجبار" الذي تمّت دبلجته للعربية فيما بعد، كانت آخر أفلام الراحل هو فيلم "الرجل الشرس" للمخرج ياسين إسماعيل ياسين. حمل فريد شوقي على كتفه عدة مشكلات مجتمعية؛ منها مشكلة الحال الذي وصل إليه الموظف المصري بعد الانفتاح، وعبّر عنها بقوة في فيلم "الموظفون في الأرض" الذي أثار جدلا كبيرا بعد عرضه. لفريد شوقي عدّة أفلام كثيرة تعتبر تراثا سينمائيا؛ منها: "عنتر بن شداد"، و"رجل فقد عقله"، و"باب الحديد"، و"الفتوة"، و"البؤساء"، و"واسلاماه". كما شارك في عدّة مسرحيات منها "شارع محمد علي"، وعدّة مسلسلات من أشهرها "البخيل وأنا" و"العرضحلجي". وقد لُقِب فريد شوقي بعدّة ألقاب؛ منها: "ملك الترسو"، و"الفتوة"، و"وحش الشاشة"، و"صاحب الجلالة"... وغيرها من الألقاب التي كان يطلقها عليه الجمهور تعبيرا عن حبهم له، وأنجب شوقي 5 بنات وتزوج 5 مرات أيضا، ولقب ب"أبو البنات"، وتوفي فريد شوقي عام 1998 بعد صراع طويل مع المرض.