«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدافن المشاهير فى عيون المعجبين: عاشقون حتى الموت !!!
نشر في مصر الجديدة يوم 01 - 12 - 2011


مدفن العندليب حليم
(تصوير/ سيد عبد ربه).
دعانا الحنين لزيارة مشاهير الفن والغناء حيت كانت تحيطهم الشهرة والأضواء فى حياتهم التى كانت مليئة بالصخب والضجيج ولكنها سنة الحياة فهم فى النهاية مثل كل البشر عادو الى التراب .. هاهم يرقدون فى صمت وهدوء .
وقد قامت مراسلة "مصر الجديدة" بجولة في مدافن المشاهيرفى منطقتى (البساتين – 6 أكتوبر) لتطالع خلالها ما تبقى من ذكراهم في عيون معجبيهم ونبدأ الجولة بمدافن البساتين :-
مدفن عبد الحليم حافظ "العندليب "
إنه المدفن الذى يحتل المرتبة الأولى في قائمة الزائرين من المنطقة ويتوافد إليه المعجبون المصريون والعرب والأجانب بالمئات على مدار السنة وخاصة في ذكراه السنوية في نهاية شهر مارس من كل عام .
‏و‏في‏ طريقينا إلى‏ مدفن‏ العندليب‏ الأسمر‏ عبد‏ الحليم‏ حافظ‏ حيث‏ يرقد‏ في‏ مثواه‏ الأخير‏. بمدفن‏ رقم‏8 حارة‏ الرحمة‏ ويالها من دلالة لعبارة الرحمة
وشاهدنا قبر عبد الحليم المكسو بالرخام الابيض والمكتوب عليه الايات القرانية والزخارف الاسلامية واسم الفنان وتاريخ وفاته العام 1977 وبجانب القبر لعدة امتار كان قبر شقيقته علية شبانة المتوفاة عام 2004 واسماعيل شبانه المتوفى عام 1985 ومحمد شبانه المتوفى عام 1990 وهناك بعض اللافتات لاحياء ذكراه من جمعية تخليد ذكرى صوت مصر ومطرب الثورة العندليب الاسمر عبد الحليم حافظ شبانة.
وهكذا فان الحياة التي ربما كانت لا تتيح الفرصة كثيرا لاجتماع هؤلاء الاهل والاسرة معا دائما فان الموت قد جمعهم معا بالقرب من بعض البعض والى الابد انها الحياة وانه الموت.‏

‏وعلي‏ الطراز‏ الإسلامي‏ بنى حليم‏ قبره‏ قبل‏ سنوات‏ من‏ رحيله‏ ورسم‏ محبوه‏ على‏ واجهته‏ الخارجية‏ علم‏ مصر‏ تجسيدا‏ لوطنيته.
دخلت‏ المدفن‏.. وقابلنا أحمد طه عباس أحد حراس المقابر في منطقة البساتين إن مدفن عبدالحليم لم يكن مكتملاً تماماً عند وفاته وأن البعض اقترح دفنه في المدفن المجاور للسيدة أم كلثوم حتى يتم استكمال البناء ولكن أهل وأصدقاء المطرب الراحل فضلوا دفنه فيه على حاله.
ثم إن المدفن استكمل فيما بعد وأصبح مزاراً للمعجبين ولكن الحاجة "علية "رحمها الله قبل وفاتها قامت بأخذ الاشياء التى كانت فى المدفن وهى عبارة عن لوحات رخامية وتعليقات وعبارات ذكرى من أغنيات العندليب الأسمر مثل : " حبيبي شايفك وانت بعيد " وراح أقول للزين سلامات " والبوم ضخم كان يضم عدداً هائلاً من الصور الفوتوغرافية للمطرب ولاصدقائه ومعجبيه الذين يتجمعون سنوياً ويلتقطون الصور الجماعية لإضافتها إلى الألبوم التذكاري.
فضلاً عن عشرات القصائد الشعرية والبورتريهات المرسومة باليد كتبها ورسمها المعجبون .

وأضاف الحارس : ان المدافن سابقا قبل وفاة الحاجة "علية " كان يفتح أبوابة قبل حلول ذكراه السنوية بشهر لتجديد ديكوراته وكانت تحرص على تزويده بكافة أحتياجاته بنفسها مثل التيار الكهربائي الذي لا ينقطع عنه ليل نهار حتى يتسني للمعجبين زيارته أثناء الليل.
وأما عن أشهر المعجبين والزوار فهو الشاعر المعروف الراحل نزار قباني وكان الشاعر الراحل نزار قباني فعندما يزور القاهرة فاول ما يقوم به بعد مغادرة المطار هو الذهاب لزيارة قبر عبد الحليم حافظ بسبب المحبة والصداقة الكبير التي كانت تربط بينهما


مدفن "أم كلثوم" كوكب الشرق
ويأتي في المرتبة الثانية من حيث عدد الزائرين من اهل مصر والبلاد العربية وحتى دول اوروبا واميركا الذين يعدون بالملايين من عشاقها ومحبيها .
وعندما طلبنا من أسماعيل أحمد شبل حارس ضريح "أم كلثوم" ان يفتح لنا باب الضريح للزيارة ولقراءة الفاتحة على روحها ولاحظنا فوق المدخل الرئيسي الخارجي لافتة حجرية عليها اسمها ومعلومات تقول ان الذي انشأ هذا المدفن هي السيدة ام كلثوم فقيدة الغناء العربي قبل وفاتها بسنوات كذلك اية من القران الكريم ثم لفظ الجلالة بشكل بارز ومحفور اما في الداخل فقد دهشنا من روعة وفخامة الصالة الفسيحة والتي هي اشبه بشقة انيقة الاثاث تمتلئ حوائط مدفنها بالآيات القرآنية ومصاحف وقصيدة مبروزة من احمد رامي إلى ام كلثوم وقصيدة نثرية لابن شقيقتها الدسوقي ابراهيم في مديح ام كلثوم التي كتبها قبل وفاته وكلمة في لوحة معلقة كتبتها الدكتورة نعمات احمد فؤاد تقول فيها مثلا : يا عقد الفل على صدر مصر يا ست الكل بين سيدات مصر صوتك آية واسمك اية فالكلثوم هو الحرير يكون في اعلى العلم وقد كنت لنا حريرا ونميرا وخيرا كثيرا وذخرا كبيرا كنت لنا علما ومعلما ثم غدوت لنا التراث والتاريخ والنشيد ستبقين ام كلثوم ما بقيت مصر وجرى النيل.
وجدنا ايضاً سجل دفتر كتب فيه مئات الزائرين كلما في مديح وذكرى ام كلثوم من كل دول العالم وصالون أسود فاخراً من النوع الكلاسيكي الفخم تعلوه لوحة تتغير كلما يتغير اتجاهك فهي أمامك مكتوباً عليها أم كلثوم وعندما تقف على يمينها تجدها تغيرت لكلمة كوكب الشرق وعندما تقف على يسارها تجدها مكتوباً عليها آية الدهر حيث كانت الراحلة قد خصصته قبل وفاتها لجلوس المعزين عليه في وفاة والدتها ثم إنه انتقل بعد وفاة كوكب الشرق إلى مدفنها الخاص فصار المدفن أقرب إلى شقة صغيرة أنيقة مدون على بابه قصيدة للشاعر الراحل " أحمد رامي" وأضاف الحارس الذى تربى فى المدفن منذ الصغر أنه عرف من أبيه: أن السيدة أم كلثوم هي التي نسقت هذا القبر ليكون تحفة فنية رائعة بكل المقاييس.
وفي أحد أركان قبرها دفنت أمها التي نقلتها الى القبر بعد بنائه وفي الجهة الأخرى قبر ابن اختها إبراهيم الدسوقي الذي كتب قبل وفاته أكبر قصائد مدح أم كلثوم علقت على الحوائط لتحيي ذكراها.
والمفاجأة رأينا على بعد خطوات معدودة مدفن " القصبجى " الذى توفى فى 26 مارس عام 1977ومقبرته التى يكاد لا يعرفها الكثير الا من خلال الرخامة الموجودة على المدفن .
والغريب أن القبجى لازم كوكب الشرق فى كل حفلاتها بعودة الذى عزف علية أجمل الالحان التى كانت تشدو بها كما لازمها أيضاً فى مماتها .
ويقول الحارس: فى يوم جاءت سيدة عربية لزيارة المدفن ورأت المصحف الخاص بكوكب الشرق فأعجبها من روعة جماله فذهبت على الفور إلى أسرة الراحلة أم كلثوم وعرضت عليهم مبلغ 10 الف دولار مقابل الحصول علية ولكنهم رفضه هذا العرض بشدة لانهم أعتبرو مدفن كوكب الشرق تحفة معمارية وكل تحفة داخل المدفن تعكس عظمتها ومكانتها فى قلوب عشاقها ومحبيها .
ويشير الحارس : إلى أن زوار هذا المدفن من نوعية اجتماعية خاصة فمعظمهم من " السميعة" والناس الكبار الذين يغدقون بالعطاء على جميع الموجودين هنا.
ولذلك فنحن نستقبل هؤلاء بما يليق بهم وبصاحبة المدفن من ترحيب واحتفال وفي إحدي المرات جاءنا زائر في الفجر وكان من إحدي الدول العربية ولأنه وضع زيارته لمدفن سيدة الغناء العربي ضمن برنامج زيارته لمصر أصر على القيام بها قبل إقلاع طائرته بأي شكل من الأشكال.


مدفن فريد الأطرش – أسمهان
وفى الشارع المجاور لمدفن كوكب الشرق رأينا مدفن فريد الاطرش إنه فريد‏ بن‏ فهد‏ باشا‏ بن‏ فرحان‏ بن‏ اسماعيل‏ الاطرش‏ المولود‏ في‏ 21 أبريل 1917 في‏ جبل‏ الدروز‏ اللبناني‏ و"عيني‏ تبكي‏ وقلبي‏ يضحك"‏.. كان‏ فريد‏ الفنان‏ العربي‏ الوحيد‏ الذي‏ يحمل‏ أربع‏ جنسيات‏ هي‏ المصرية‏ واللبنانية‏ والسورية‏ والسودانية‏ كما‏ كان‏ الوحيد‏ الذي‏ حصل‏ على‏ 15 وساما‏ وقلادة‏ ونيشانا‏ من‏ مختلف‏ الدول‏ أبرزها‏ وسام‏ الجمهورية‏ من‏ الطبقة‏ الأولى‏ من‏ الزعيم‏ الراحل‏ جمال‏ عبد‏ الناصر‏ وميدالية‏ الخلود‏ من‏ فرنسا‏ عام‏ 1965 والذى قدم أكثر من‏ 480 لحنا‏ ‏و‏ 18 مقطوعة‏ موسيقية‏ على‏ مدى أربعين‏ عاما.‏
فقابلنا حارس المدفن الحاج أبراهيم القط وطلبنا منه الدخول فوجدنا يدفن معه فى نفس المدفن شقيقته أسمهان وشقيقة فؤاد وتوجد له صورة فوتوغرافية كبيرة وهو يمسك بعوده الشهير الذى عزف به أغنية لحن الخلود وقصيدة للموسيقار محمد فوزى وعبارات حزينة مكتوبة على
جدران المدفن.
ويقول الحاج إبراهيم القط حارس من حراس مقابر البساتين : إن أغلب زوار مدفن فريد الأطرش من الشوام لبنانيين وسوريين وبعضهم يمت بصلة قرابة للمطرب الراحل ونحن نستقبل أكبر عدد من معجبي وأقارب فريد وأسمهان في ذكرى رحيل فريد السنوية فهم يحضرون باقات الزهور ويكلفون قارئى القرآن بقراءة بعض الايات والتي تأتي في شهر ديسمبر من كل عام حيث يكون الزوار بالمئات ويوزعون الصدقات على الفقراء والمساكين المقيمن فى مدافن البساتين.
وفى مدافن مدينة 6 أكتوبر قمنا بجولة مع الحاج عبد السلام سيد – رئيس الجبانات .. حيث تقبع مدافن عدد آخر من نجوم الفن الراحلين..


مدفن فريد شوقى
وفى طريقنا إلى مدفن فريد شوقى حيث يرقد بهدوء وصمت وكان معه فى نفس المدفن أبنته الحاجة مها فريد ووجدنا لوحه رخامية مكتوب عليها (3 يوليو 1920 - 27 يوليو 1998).
واستطاع الفنان فريد شوقى رحمه الله أن يظل متوهجا لما يقرب من النصف قرن و أشتهر بأدوار الفتوة والبطل القوي نظراً لما كان يتمتع به من قوة جسدية أهلته للعب تلك الأدوار وقد لقبه جمهوره بلقب ( ملك الترسو – وحش الشاشة أول أعماله كان فيلم ملاك الرحمة عام1946 ثم توالت أعماله بعد ذلك.
ومع بداية الخمسينات بدأ يغير جلده نوعاَ ما ليقدم شكلاَ آخر للبطل بعيدا عن صورة الشر التي ظل يؤديها طوال الفترة الأولي من مسيرته في أفلامه
وبعد ذلك غير جلده تماماَ وأصبح البطل الذي يدافع عن الخير في مواجهة الأشرار وجاءت أفلامه في هذه المرحلة متميزة ومنها فيلم جعلوني مجرما عام 1952 للمخرج عاطف سالم وهو الفيلم الذي ألغى السابقة الأولي للأحداث وهو من تاليف فريد شوقي ورمسيس نجيب وقد شارك في كتابة السيناريو والحوار فيه نجيب محفوظ وهو أحد الذين نالوا جائزة نوبل في الادب فيما بعد.
هو أيضا مؤلف القصة ومن أعماله في هذا المجال فيلم جعلوني مجرما مشاركة في التاليف مع رمسيس نجيب و رصيف نمرة 5 1956 لنيازي مصطفى الفتوة عام 1957 باب الحديد عام 1958 للمخرج يوسف شاهين سوق السلاح عام 1960 عنترة بن شداد عام 1961 لنيازي مصطفى بطل للنهاية عام 1963 للمخرج حسام الدين مصطفى.
استمر فريد شوقى بطلا حتى وصل إلى مرحلة الكبر فقدم أفلاما كان هو نجمها ومنها رجب الوحش عام 1985 لكمال صلاح الدين سعد اليتيم عام 1985 للمخرج أشرف فهمي، عشماوى 1987 لعلاء محجوب قلب الليل 1989 للمخرج عاطف الطيب..
و كان آخر أعمالة الرجل الشرس 1996 لياسين إسماعيل ياسين قدم فريد شوقي ما يقرب من ال 300 فيلم إلى جانب أعمال مسرحية وتليفزيونية عديدة وسافر إلى تركيا بعد النكسة 1967 وقضي هناك فترة زمنية عمل بطلا ومنتجا مشتركا لبعض الأفلام التركية وقدم هناك 15 فيلما .
وأضاف عبد السلام سيد انا متواجد هنا بالمدافن منذ أكثر من 22 عاما وقد قمت بدفنه ودفن الكثير من الفنانين والمشاهير.
وأشار أن الزائرة الوحيدة التى تزوره من أسرته هى أبنته رانيا فريد شوقى كل يوم جمعة وفى المواسم وتكلف قارئى القرآن بقراءة بعض الايات وتوزع الصداقات على الفقراء والمساكين وعن الزائرين المحبيبن لفنه يأتؤن فى الذكرى السنوية ويجلبون معهم الازهار واغلبهم من العرب .

مدفن أحمد زكى
وخلف مدفن فريد شوقى مباشراً وجدنا مدفن الفنان أحمد زكي الذى يرى الكثيرين أنه الأفضل على الإطلاق في تاريخ السينما المصرية ولقبه الجماهير بأكثر من لقب منها ( نجم الثمانيات – نجم مستقبل السينما المصرية – الفتى الاسمر ) .
فنحن الان أمام مدفن فنان مجتهد لفت الأنظار مع كل دور يقدمه وأعماله تشهد له بذلك فقام ببطولة العديد من الأفلام التي حققت نجاحات كبيرة على مستوى الجماهير والنقاد على السواء فكان طريقة صعب ومليء بالإحباطات والنجاحات حتى يصل إلى ما وصل إليه من شهرة واحترام جماهيري وهذا ما جعله يتربع على قمة النجومية و حصد العديد من الجوائز المحلية والدولية وإحتكر جوائز أفضل ممثل مصري لعدة أعوام متلاحقة.
ولقد لمس أحمد زكي رحمة الله قلوب الناس من خلال مسرحية مدرسة المشاغبين وبعد ذلك تنقل من المسرح إلى التليفزيون إلى السينما وكانت له جولات وصولات في الساحات الثلاث، ولفت الأنظار إليه بكل دور يقوم به..
- والحديث عن هذا النجم الكبير وعن مشواره الفني، لا يمكن إلا أن يكون في صالحه. لذلك سندع أعماله تتحدث عنه ومنها:
- 57 عمل سينمائى - 4 مسرحيات - 4 مسلسلات - وتوفي في القاهرة يوم 27 مارس 2005 إثر صراع طويل مع مرض سرطان الرئة وعولج على نفقة الحكومة المصرية في الخارج، وتردد أنه أصيب بالعمى في أواخر أيامة إلا أنه طلب من المحيطين به تكتم عندما أقتربنا من مدفنه شاهدنا منظر فى غاية الروعة مظلة يكسوها الزرع والورود كأنه فى حديقة وعلى باب المدفن لوحة من الرخام مكتوب عليها مدفن أحمد زكى (23 فبراير 2002 م) ومن الداخل يحيط المدفن أسماء الله الحسنى وأية قرأنية كبيرة فى وسط المدفن وزرع الصبارالمنسق فوق قبرة مباشراً .
وقال الحارس : يدفن معه فى نفس المدفن صديق عمره الذى لازمه فى حياته الشخصية والمهنية الفنان الراحل ممدوح وافى وأضاف ان المرحوم أحمد زكى كان يحرص على زيارته بأستمرار قبل وفاته وعن الزائرين من الاسرة أشار أن أبنه الوحيد هيثم هو الذى يزوه من حين لاخر .
مدفن السندريلا
وعلى بعد حوالى 30 متر شاهدنا مدفن سعاد حسني (26 يناير1943 - 21 يونيو 2001) التى لقبت بلقب سندريلا الشاشة المصرية والعربية ورصيدها السينمائي 145 فيلمًا منهم أربعة أفلام خارج مصر ومعظم أفلامها صورتها في الفترة من 1960 إلى 1970م بالإضافة إلى مسلسل تلفزيوني واحد هو مسلسل هو وهي وثماني مسلسلات إذاعية وكان أول أفلامها هو دورها في فيلم حسن ونعيمة عام 1959 وآخرها هو فيلم الراعي والنساء عام 1991.
توفيت سعاد حسني إثر سقوطها من شرفة منزلها في لندن يوم 21 يونيو 2001 (والذي يصادف تاريخ ميلاد عبد الحليم حافظ) وقد أثارت حادثة وفاتها جدلاً لم يهدأ حتى الآن، حيث تدور هناك شكوك حول قتلها وليس انتحارها كما أعلنت الشرطة البريطانية، لذلك يعتقد الكثيرون من عشاقها أنها ماتت مقتولة.
وفى طريقنا الى المدفن طالبنا من الحارس قراءة الفاتحة للسندريلا فتقربنا من مدفنها فوجدنا لوحتين من الرخام الاولى مكتوب عليها العميد عيسى محمود عبده والثانية مكتوب عليها المرحومة سعاد حسنى توفيت يوم الخميس 21- يوليو-2001 م وتوجد عبارات على البابالحديدى مثل ( بحبك يا ماما سعاد – بنحبك كلنا )..
فسألنا الحارس من صاحب هذه اللوحة الرخامية قال : عندما توفيت المرحومة سعاد حسنى وجاءت للدفن قام زوج أختها صاحب المدفن بفتحه لدفنها بداخله وكان المدفن من الداخل لا يوجد به غير اللوحتين الرخاميتن وخالى تماماً وكأنه يحيط به شىء من الغموض الذى لا يعرفسر مقتلها الا هى رحمها الله .
وأضاف الحارس أن شقيقتها جنجاة وزوجها محمود الخولى هم الذين يحرصون على زياراتها كل جمعة وفى المواسم يكلفون قارئى القرآن بقراءة بعض الايات و أن معظم الزوار للمدفن من المعجبين والمحبين لفنها وأنها اكثر المدافن للزوار سوء من الدول العربية أو الاجنبية .
مدفن نجيب محفوظ
وعلى بعد خطوات معدودة وجدنا مدفن الاديب الروائى الذى حصل على جائزة نوبل ولد في 11 ديسمبر 1911 وتوفي في 30 أغسطس 2006. كتب نجيب محفوظ منذ بداية الأربعينيات واستمر حتى 2004. تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها ثيمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم.
من أشهر أعماله الثلاثية وأولاد حارتنا التي منعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب. بينما يُصنف أدب محفوظ باعتباره أدباً واقعياً فإن مواضيع وجودية تظهر فيه محفوظ أكثر أديبٍ عربي حولت أعماله إلى السينما والتلفزيون.
وفي أكتوبر 1995 طُعن نجيب محفوظ في عنقه على يد شابٍ قد قرر اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل.
لم يمت نجيب محفوظ كنتيجة للمحاولة وفيما بعد أُعدم الشابان المشتركان في محاولة الاغتيال رغم تعليقه بأنه غير حاقدٍ على من حاول قتله وأنه يتمنى لو أنه لم يُعدم.. وخلال إقامته الطويلة في المستشفى زاره محمد الغزالي وتوفي نجيب محفوظ في بدايه 30 أغسطس 2006 إثر قرحة نازفة بعد عشرين يوماً من دخوله مستشفى الشرطة في حي العجوزة في محافظة الجيزة لإصابته بمشاكل في الرئة والكليتين.
وكان قبلها قد دخل المستشفى في يوليو من العام ذاته لإصابته بجرح غائر في الرأس إثر سقوطه في الشارع .
وشاهدنا مدفن نجيب محفوظ من على قرب فوجدنا لوحة من الرخام مكونه من لونين الابيض والاسود ومكتوب عليها أسمه وانما فى الداخل كان فى وسط المدفن أيه كبيرة من الرخام وبعض الزرع ( الصبار ) الجاف الذى شكلة يدل على لا يوجد أحد يزوره فسالنا على الفور حارس المدفن لماذا الزرع الذى يوجد فى الداخل شكله هكذا قال لا يزوره أحد منذ فترة بعيدة ولا من أسرته ولا حتى من الزائرين له لقد نساه المحبين .
مدفن سيد مكاوى
وفى الشارع أمامة يوجد مدفن السيد مكاوى المولود في (1928 - 21 أبريل 1997) ولد في حي عابدين أحد احياء القاهرة – كان مولد الطفل الذي قدر له القدر أن يتبؤا في المستقبل مكانا في الحقل الموسيقي ومتربعا على كرسية الفني الي جانب عمالقة عصرة. كما قدم أغاني شعبية خفيفة مثل (آخر حلاوة مافيش كدة)و (ماتياللا يا مسعدة نروح السيدة) والأغنيتان للشاعر الراحل عبد الله أحمد عبد الله. وكانت بدايته مع الفنان محمد قنديل في أغنية (حدوتة) للشاعر صلاح جاهين رفيق كفاح سيد مكاوي.
وقدم سيد مكاوي بعد ذلك العديد من الألحان للإذاعة من أغاني وطنية وشعبيه التى نالت شهرة واسعة.
وظل يقدم المسحراتي بنفس الأسلوب حتى وفاته وهو أسلوب على بساطته الشديدة يعتبر بصمة فنية هامة في الكلمات ومحطة من المحطات اللحنية المتفردة في التراث الموسيقي الشرقي.
كان لسيد مكاوي اهتمام شديد بقضايا مصر وكذلك القضايا القومية للوطن العربي وشارك في الكثير من المناسبات القومية الهامة ففي أثناء عدوان 1956 على بور سعيد قدم سيد مكاوي أغنية جماعية كانت من عيون أغاني المعركة وهي أغنية (ح نحارب ح نحارب كل الناس حتحارب).
هذا وبالإضافة إلى مجموعة من التسابيح التي نذكر منها سبحان الله ذكرت الله ويامن يلبي الندا.
وعندما أقتربنا من المدفن شاهدنا قبرة مذين بالزرع وبعض الايات القرآنية ويرقد فى مثواه الاخير فى صمت وهدوء وان اكثر الزائرين له من المشاهير والمطربين الذين عاشوا فى زمن الفن الجميل والذين فى ذكراه السنوى يجلبون له الازهار الجميلة ويتذكرون المسحراتى الشرقى فى شهر رمضان الكريم وانه الوحيد الذى بنى له جامع بأسمة لتخليد أسمه وكل الجنائز فى يصلى عليها فى هذا الجامع لانه الوحيد داخل المدافن .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.