«غدرت بى الدنيا، وأخذتك منى فجأة، أموت عليك ولا أملك سوى دموعى، وحزنى الذى يمزق قلبى، فأنت ابنتى وحبيبتى ونور عينى، فيا حب عمرى افتقدتك بجنون، وحشتنى أوى».. خلف هذه الكلمات المكتوبة على شاهد قبرها رقدت «نوشكا» مستكينة تحاصرها باقات الورود، وإلى جوار قبرها صديقتها التى أخذت تبكى رحيلها رغم مرور عام عليه.. لم تكن هذه الصديقة وحدها هى التى تبكى، فعلى كل شاهد قبر جلست سيدة تبكى فقيدها وتنعيه بعبارات لا تقل قوة ولا تأثيراً عن تلك التى كتبت على قبر نوشكا. «نوشكا وعزيزة وكوكو وبرنسيس ومشمش وروبى وميكى وبوبسى» رحلت جميعها فى أوقات متباينة ورقدت جميعها أيضاً فى مقابر مركز شباب نادى الجزيرة، حيث خصص المركز مكاناً متميزاً فى منطقة الجولف أعلى مناطقه لإقامة مدفن للكلاب سوبر ستار.. ليست مجرد مقابر ولا سكانها مجرد كلاب.. لأن الورود التى تزين المقابر وشواهدها الرخام والكلمات المحفورة عليها كلها تدل على أن أصحاب هذه الكلاب من أعلى طبقات المجتمع وأن كلابهم الراحلة هذه من أفضل السلالات وينطبق عليها مقولة: «كلاب ولاد ناس». مشهد قد لا يراه أحد سوى فى قاعات السينما، فشواهد القبور محفور عليها أسماء الكلاب وأوتوجراف عن كل منها يحتوى على تاريخ ميلاده ووفاته وصورة مرسومة له وأبيات أو كلمات لرثائه، منها ما كتب على قبر «عزيزة»: «كنت ومازلت عزيزة فى قلوبنا».. وما كتب على قبر «برنسيس» التى توفيت بعد أسبوع من ولادتها: «أحبك».. حتى «كوكو» كتبت له صاحبته منى: «كنت دائماً رفيقى فى وحدتى، أفتقدك كثيراً، ارقد فى سلام، وستظل دائماً فى قلبى».. ولا يختلف رثاؤه عن الرثاء المكتوب فى حق «ميكى»: «غمرتنا بالحب والوفاء وكنت أعز وأخلص حبيب يا ميكى».. أما «حبيبة» فقد كتبت لها سالى وساندى وفريدة: «نلتقى فى الجنة».. وكتبت شهد لصديقها بوبسى: لن تنساك شهد وإلى لقاء قريب.. واكتفى أصحاب «روبى ووسكر ومشمش ورميو» بعبارة واحدة فى رثائهم: «سأفتقدك للأبد».
