"هو وهي".. خرج أحدهما من ضلع الآخر، فهم في الأصل شريكان في طريق مالهوش آخر، ولكنهما رغم كل ما سلف لا يكفان عن التناحر.. ناقر ونقير.. ثنائي بحق مفزع وخطير. "هو وهي".. طرفا المعادلة الثنائية، معادلة لا حل لها، وإجابتها دائما غير منطقية، وشعارهما دائما: "نعم للخناق ولا للاتفاق"!!
عشان كده قررنا نطرح حلول لمشاكلهم المستعصية، حتى تصبح الحياة مية مية، كل أسبوع مشكلة وحلها بكل وضوح، من غير ما "هي" كرامتها تتهان، ولا "هو" يحس إنه مجروح.
****************************************
أحمد: أنا مش عارف إنتِ عايزة إيه مني تاني؟ مش كفاية أنا مطحون طول اليوم بره علشان أوفر اللي البيت عايزه، أنا مش عايز وجع دماغ قولي لي عايزة كام وأنا اللي عليّ إني أجيبه واعملي بقى اللي إنتِ عايزاه.
شروق: يعني هو أنا بارتكب جريمة لمّا باكون عايزة آخد رأيك في حاجة؟ ما هو مش معقول كل حاجة هاعملها لوحدي وماحدش قال إن كل مهمة الراجل إنه يجيب فلوس، أنا مش متجوزة بنك.
أحمد: أنا مش عارف يعني عايزاني أقعد جنبك وبلاش أجيب فلوس وساعتها عايزة تقنعيني إنك هتكوني كده مرتاحة؟ أمال أنا متجوز ليه ما كنت أفضل عايش بقى لوحدي وأعمل كل حاجة بنفسي، كفاية أوي إن أنا باتعب بره وإنتِ عليكِ الباقي.
شروق: أنا كده مش قادرة أستحمل خلاص، وواضح إن مافيش فايدة، مش هينفع إنك تعتبر إن كل اللي عليك هو إنك تيجي ترمي لي الفلوس وتمشي وتسيبني أنا أضرب أخماس في أسداس دي مش عيشة وكده مش هينفع.
أحمد: والله ده اللي عندي واحمدي ربنا إن فيه فلوس بتيجي أصلا غيرنا مش لاقي.
حبة حبة هنوصل للمشاركة في تحمل المسئولية بالمحبة ومشكلة "شروق" مع "أحمد" بتتكرر كتير، فكل واحد فيهم شايف إنه شايل المسئولية اللي عليه وإنه مش مقصر وإن التاني مش مقدّر جهوده وتعبه علشان الحياة تمشي.
وممكن الكلام ده يكون صح، يعني فعلا كل واحد فيهم بيعمل اللي عليه، وساعتها الطرف اللي بيشتكي لازم يكون أمين مع نفسه ويحاول إنه يبذل مجهود أكتر ويقدر جهود شريك حياته.
لكن ممكن فعلا يكون فيه طرف "مستسهل" إلقاء المسئولية على الطرف التاني سواء عن عمد أو عن غير عمد.
وفي رأيي حل المشكلة دي ممكن يكون بوقفة جادة وحازمة وعمل خطة فورية لزعزعة ثقة الطرف اللامبالي في إن ممكن الحياة تمشي طول ما هو معتمد على غيره.
بمعنى إن الطرف اللي شايف إنه شايل المسئولية لوحده ممكن يجمِّد قلبه شوية ويشيل إيده من موقف جد ومايتصرفش فيه ويحسس شريكه إن فعلا المركب ممكن تغرق لو ماقدّمش مساعدة وخد قرار وتحمل المسئولية.
والخلاصة إن الحياة بقت أصعب كتير أوي من إن واحد يتحمل كل مسئولياتها ولازم مساعدة من حد نكون واثقين فيه ومن قدرته على تحمل المسئولية، لكن مش معنى كده إننا نعتمد على غيرنا اعتماد كامل، لازم برضه يكون عندنا على الأقل الحد الأدنى من القدرة على التصرف واتخاذ قرارات مهمة ومصيرية في حياتنا لوحدنا ومن غير مساعدة من حد؛ لأننا مانعرفش الظروف إيه ولّا اللي ممكن يحصل بعد كده ويجبرنا إننا نكون لوحدنا أو على الأقل يبقى الجزء الأكبر من المسئولية علينا.
والموضوع ده عمره ما هييجي بين يوم وليلة ولا في غمضة عين لكن بييجي بكتر التجارب وكتر الوقوع في الأخطاء، مع شوية ثقة في النفس ومحاولة التغلب على المشكلات بحلول واقعية نراعي فيها قدراتنا ونبذل أقصى مجهود لينا مع عدم الاستسهال والارتياح لوجود حد "مسئول عننا"؛ لأن ده لو كان شعور إيجابي لفترة ما فاحتمال كبير جدا -والأغلب كمان- إن الفترة دي تنتهي أو ماتستمرش وساعتها الموقف بيكون أصعب أوي وممكن مانقدرش نستحمله؛ لأننا بنحس إننا كنا في حالة وأصبحنا في نقيضها تماما، لكن لو خدنا الأمور واحدة واحدة وعملنا توازن إن شاء الله نقدر نتغلب على أي أزمة بسهولة أو على الأقل من غير ما تسبب انهيار كامل لا قدر الله.