بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. أيها الإخوة المشاهدون أيتها الأخوات المشاهدات في كل مكان.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من حلقات "بص وطل".. نجيب فيها على أسئلتكم التي ترد إلينا، ومنها: ما حكم سكن المرأة وحدها بعيدا عن أهلها للدراسة أو العمل؟ الدين الإسلامي لم يكن بينه وبين المرأة مشكلة من أيام النبي صلى الله عليه وسلم، وحتى العصر العثماني الذي جاءت فيه فكرة الحريم، وفي هذا العصر تغيّر الحال. عبر القرون كانت المرأة تستقلّ بنفسها؛ فكانت ترى الحماية كل الحماية من المجتمع، فتدرس وتعمل وليست في دراستها ولا في عملها مشكلة أصلا؛ يعني لم نرَ في كتب الفقه من يحرّم أو من يدفع إلى عمل المرأة ولا إلى تدريسها أو دراستها.. أمر لم يكن يخطر على بالهم؛ لأن المجتمع لا يحتاجه، فالمرأة تعمل، وتعمل في كل الوظائف؛ حتى إنها تولت رئاسة البلاد، وحتى تولت القضاء؛ مثل "شغب" و"ثمل"، حتى تولت الولايات، وتولت الوزراء، تولت الحسبة. إذن القضية أن ابن حجر العسقلاني كان له أكثر من 50 امرأة 52 شيخة في إجازته.. كيف كان يدرس عليهم؟؟ كيف كان يقرأ عليهم؟؟ أين كان يفعل ذلك؟؟ 52 كلهن كنّ في الأزهر وما حول الأزهر؛ إذن إذا كان كذلك فالمرأة جلست للتدريس في الأزهر، أو أنه كان في بيتها.. إذن كان هناك وضع يجعل إماما كبيرا كأمير المؤمنين في الحديث مثل ابن حجر العسقلاني يذهب إليهن. و"شهدة" هي حاملة الخط العربي، كل أسامينا في الخط العربي لا بد أن تظهر فيها "شهدة". "كريمة الدمشقية" تخرج في أساندينا للبخاري، و"كريمة الدمشقية" لم تتزوج، "كريمة الدمشقية" وهبت نفسها لصحيح البخاري ترويه؛ حتى أصبحت كل أسانيد العالم الآن لا بد أن تمر ب"كريمة الدمشقية". إذن نحن كنا نعيش في عصور واضحة المعالم، لم يكن فيها ذلك التضييق؛ بل كان هناك -كما ورد- أن أضيافا لأبي بكر جاءوه، فضيّفتهم امرأته، ثم أرسلت ابنها حتى يستدعيه من المسجد؛ فقال للولد: هل ضيفتموهم؟ قال: لا.. ننتظرك، فضربه؛ لأنهم لم يكرموا الضيف الإكرام المناسب.. ما هذا؟؟ هذا فيه حياة، واستقبلت زوجة أبي بكر الناس. ولما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر ومعه عمر إلى أبي الهيثم ابن التيهان -كما أخرجه مالك في "الموطأ" وغيره- فوجده يستعذب ماء، ووجدوا زوجته.. فجلسوا في فناء البيت يتحدثون؛ حتى يأتي ابن التيهان، وجاء وضيّفهم. وكذا لما ذهب إلى حمزة في بيته فوجد أم عمارة، "فقالت: اختلف إليك إلى المسجد يا رسول الله، فقال: السلام عليكم، فقالت: لا يا رسول الله.. أريد أن أحدثك؛ فوقف يحدّثها ساعة". ما هذا الذي نحن فيه كأن هناك مشكلة بيننا وبين الإسلام وبين المرأة، لم يكن هناك مشكلة بين الإسلام وبين المرأة. ولكن المرأة المسلمة امرأة عفيفة تحافظ على نفسها، المرأة المسلمة امرأة محجبة حتى في صلاتها في بيتها هي محجبة، المرأة المسلمة امرأة قوية؛ لأن المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير. إذن ليس هناك محلّ أصلا لهذا السؤال؛ لأنه ليس هناك مشكلة بين الإسلام وبين المرأة. إلى لقاء آخر أستودعكم الله،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إضغط لمشاهدة الفيديو: