عندما تعاقد اتحاد الكرة المصري مع المدرب الأمريكي بوب برادلي لقيادة الفراعنة، اعتقد الكثيرون أن ذلك ليس قرارا في محله، وراحوا يُنادون بتواجد المدرب المصري بعدما ثبت نجاح تجربته خلال السنوات الماضية، لا سيما مع المعلم حسن شحاته الذي قاد الفراعنة للفوز بكأس أمم إفريقيا 3 مرات متتالية، بفضل نجاحه في التعامل مع اللاعبين بشكل نفسي ممتاز. كما أُثيرت العديد من الأحاديث حول جدوى التعاقد مع برادلي، ثم عن إمكانية رحيله قبل أن يخوض التجربة بشكل جاد، إثر الأحداث التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية. موقع "بص وطل" واجه برادلي بالعديد من الأسئلة خلال الحوار الذي أجريناه معه على هامش تواجده في الدوحة لخوض معسكر إعدادي مع الفراعنة، وفيما يلي نص الحوار... ما تقييمك لمعسكر المنتخب الذي أُقيم في قطر؟ أعتقد أن كل شيء على ما يرام؛ فالمنتخب استفاد كثيرا من هذا المعسكر؛ حيث خضنا 3 مباريات ودية أمام كينيا والنيجر والكونغو، وبغض النظر عن النتائج فقد كانت الاستفادة الفنية جيّدة، حيث حرصنا على الدفع بجميع اللاعبين الذين تمّ اختيارهم لكي نقف على مستواهم الفني، خاصة اللاعبون الجدد الذين انضموا للمنتخب في ظل محاولاتنا كجهاز فني لاختيار أبرز العناصر التي ظهرت بشكل جيد خلال مباريات الدوري قبل إيقافه؛ إذ نسعى لبناء منتخب قوي والقيادم بالإحلال والتجديد في صفوف الفراعنة والمزج بين الخبرة والشباب. البعض يرى أن مواجهة منتخب كينيا الأوليمبي والنيجر والكونغو لا تعتبر وديات قوية.. فماذا تقول؟ بغض النظر عن الأسماء؛ فنحن لدينا أهداف معينة من الناحية الفنية، وأعتقد أننا حققنا ما كنا نرغب فيه، فمواجهة تلك المنتخبات يعتبر أمرا جيدا في مستهل الإعداد لخوض منافسات تصفيات كأس أمم إفريقيا 2013 وتصفيات كأس العالم 2014، فالتدرّج في المستوى مطلوب خلال المباريات الودية. كيف تُخطّط للمرحلة المقبلة؛ خاصة في ظل صعوبة عودة الدوري؟ بعد العودة لمصر سنعمل على دراسة خطة الإعداد للفترة المقبلة، لا سيما أن مسألة عودة الدوري من عدمها، سيتمّ حسمها نهائيا، وفي حال إلغاء البطولة سنعتمد على إقامة معسكر في مايو المقبل سنخوض خلاله مباراتين أو ربما ثلاث قبل مواجهتنا الرسمية الأولى في الدور التمهيدي لتصفيات كأس العالم 2014 أمام موزمبيق بالإسكندرية يوم 1 يونيو المقبل. ماذا تُؤيّد: عودة الدورى أم إلغاؤه؟ رغم أن عودة الدوري ستكون في مصلحة المنتخب، فإن الأمر سيكون بيد المسئولين في مصر؛ فهم الأكثر دراية بالمصلحة العامة، خاصة بعد الأحداث التي حدثت في بورسعيد، وسنلتزم بالقرار مثلما حدث عندما تمّ إلغاء معسكر المنتخب في مصر ورفض الأمن لخوض الوديات الثلاثة، وهو ما جعل الشركة الراعية للمنتخب تقرّر نقل المباريات إلى قطر. حدّثنا عن رأيك في مصر بعد الفترة التي قضيتها خاصة في ظل الأحداث السياسية وموقعة بورسعيد؟ من أول يوم لي في مصر مع أسرتي، لمست مدى طيبة الناس، ورأيت أنهم لديهم الأمل دائما في المستقبل رغم الصعوبات التي تواجههم في الحياة. هل فكّرت في الرحيل عن مصر أو يمكن التفكير في ذلك إذا ساءت الأحوال بعد استقالة اتحاد الكرة؟ لم ولن أُفكّر في الرحيل عن مصر مهما كانت صعوبة الظروف، وأحبّ التأكيد على أنني فخور بتواجدي وسط شعب مصر الطيب الذي لمست فيه الحنان والمودة.
برادلي: لا أجامل أحمد حسن حدّثنا عن استراتيجتك في العمل مع الفراعنة خلال الفترة المقبلة؛ خاصة أنك توليت المهمة عقب إنجاز كبير للمنتخب مع حسن شحاتة بطل أمم إفريقيا 3 مرات متتالية؟ منذ أن توليت المهمة أحاول بناء منتخب جيد لمصر يكون قادرا على الوصول بالفراعنة للعالمية خلال الفترة المقبلة، ولذلك أُحاول اختيار أفضل العناصر لتجديد دماء الفريق، ومن خلال الفترة التي قضيتها مع اللاعبين أؤكّد ثقتي الكبيرة في اللاعبين، وقدرتهم على التوحّد لتحقيق النجاح مع المنتخب. التعامل النفسي الجيّد من حسن شحاتة للاعبين في الفترة التي قاد فيها الفراعنة، كان من أهم أسباب نجاحه.. فهل يمكنك التعامل مع اللاعبين بنفس الطريقة؟ حسن شحاته مدرب كبير، وإنجازاته مع مصر تتحدّث عن نفسها، ونحن كجهاز فني متواجد حاليا نحاول السير على دربه، فلن نهدم ما بناه لنبدأ من جديد؛ فالإرادة والعزيمة لدى اللاعبين المصريين كبيرة وتعتبر من أهم المميزات لديه، وسنحاول جاهدين الاستفادة من ذلك الأمر وترجمته على أرض الواقع، لنحقق حلمنا ورغبتنا في الوصول بالفراعنة للعالمية، فالجميع يترقّب صعود مصر لكأس العالم 2014، وأعتقد أن نجاح المنتخب وتألّقه سيكون له أثر إيجابي على الوضع العام في مصر؛ لأن الجماهير تعشق منتخبها وستتحد حوله وستسفيد من نجاحه في الاتحاد والعمل لبناء مصر الجديدة التي يسعون إليها بعد ثورة 25 يناير. بمناسبة الحديث عن الثورة.. ما رأيك فيما حدث في مصر؟ أؤيّد الثورة المصرية كثيرا؛ خاصة أنها قامت على أساس سليم ومطالب شرعية قائمة على الحرية والعدالة الاجتماعية، وقد تربيت على ذلك منذ الصغر في بلدي، ولذلك أشعر بالمصريين وحقهم في الحصول على مطالبهم الشرعية، وسبق لي زيارة ميدان التحرير والالتقاء بالشباب فيه ومشاهدة طريقتهم في التعبير عن مطالبهم، وأُؤكّد على أنني أحترم الشعب المصري كثيرا، وفخور بالتعامل معه، وأتمنّى أن أكون واحدا منهم. هل كان لديك انطباع ما عن مصر قبل المجيء لها ثم تغير بعد ذلك؛ سواء بالإيجاب أو السلب؟ لقد كنت أعرف الكثير عن الشعب المصري وطباعه؛ حيث تعاملت مع زكي عبد الفتاح -مدرب حراس المرمى- أكثر من 6 سنوات خلال الجهاز الفني لمنتخب أمريكا، وقد حدّثني كثيرا عن مصر وأهلها، وعندما تعاملت معهم عن قرب عرفت مدى طيبة هذا الشعب. ما هي الأكلات المصرية التي أحببتها خلال تواجدك في القاهرة؟ لقد عشقت السمك كثيرا؛ إذ إنه مختلف تماما عما كنت أتناوله في الماضي، وكذلك معجب بكل من الكشري والملوخية والفلافل. نعود مرة أخرى للحديث عن الأمور الفنية مع المنتخب، البعض يقول إنك جاملت أحمد حسن بالانضمام للفراعنة ليشارك في المباريات، ويرفع رصيده منه ليصبح عميد لاعبي العالم؟ لم أجامل أحمد حسن؛ فهو لاعب كبير ويستحقّ التواجد في المنتخب، إذ إنه يملك تاريخا مشرفا وصاحب مجهود في الملعب، ونحن فخورون به كثيرا بعدما صار عميد لاعبي العالم، ونتمنّى استمراره فترة طويلة، ليستفيد منه اللاعبون الجدد مثل أحمد حجازي ومحمد صلاح والنني... وغيرهم من الشباب.
برادلي: أزمة شيكابالا صنعها الإعلام ما حقيقة أزمتك مع شيكابالا بعد رفضه الانضمام للمنتخب؟ شيكابالا لم يرفض الانضمام للمنتخب، بل الإصابة حرمته من ذلك، هذه الأزمة من صنع الإعلام فقط؛ فالأمور بيننا طبيعية للغاية؛ حيث حضر للمعسكر في القاهرة، وكان معه شهادات طبية تفيد إصابته، فضلا على أنه لم يكن يتدرّب وقتها مع الزمالك. ما الفارق بين تدريب منتخبَي مصر وأمريكا؟ من الصعب المقارنة بين اللاعب المصري والأمريكي؛ لأن الطباع مختلفة وكذلك العادات والتقاليد، لكن كل ما أستطيع أن أقوله إنني أصبح لدى انطباع كامل عن الكرة المصرية. وكيف ترى غياب لاعبي الأهلي عن المنتخب؟ لاعبو الأهلي من العناصر الأساسية في صفوف الفراعنة، ولهم بصمة قوية مع المنتخب خلال السنوات الماضية، كما أن الأهلي بتاريخه وجمهوره العريض ومنظومته الرائعة يعتبر إضافة كبيرة للكرة المصرية بشكل عام، وقد تفهمت مدى الحالة النفسية السئية التي مرّ بها اللاعبون بعد موقعة بورسعيد، وفضّلت عدم الضغط عليهم بالانضمام للمنتخب حاليا، وخلال الفترة المقبلة سيكون لهم تواجد رئيسي مع الفراعنة. ماذا تقول لجمهور الأهلي بشكل خاص وجمهور الكرة المصرية بشكل عام؟ أطالبهم بمساندة فرقهم والمنتخب، ولعب دور إيجابي في الرياضة المصرية، وقد لمست مدى حبّهم للرياضة؛ حيث تحدّثت مع العديد منهم، خاصة جماهير الأهلي عقب واقعة بورسعيد، كما توجّهت للنادي الأهلي، وقدّمت العزاء لمسئوليه وتحدّثت مع مانويل جوزيه، مدرب الفريق. في النهاية.. ما هو انطباعك عن قطر ورأيك في استضافتها لمونديال 2022؟ من خلال تواجدي بالدوحة للمرة الثانية، أؤكّد سعادتي بالتواجد في قطر، وأرى أنها تتطوّر من وقت آخر، فمنذ 5 سنوات لم تكن تملك هذه المنشآت، كما أنها بعد 10 سنوات سيكون لديها الأفضل وستختلف كثيرا، أما عن تنظيمها للمونديال فقد جاء ذلك بفضل قوة ملفها عند ما كانت تواجه أمريكا، كما أن الفيفا عندما منحها شرف استضافة المونديال كان ذلك وفقا لفلسفة خاصة لدى الفيفا بنشر اللعبة في منطقة جديدة، مثلما حدث عندما نظّمت أمريكا مونديال 1994، وخرج بشكل رائع بشهادة الجميع.