عام 2004 طلّت علينا جريدة المصري اليوم؛ لتكسر حاجز احتكار الصحافة في عدد من الجرائد القومية، وسواء اتفقت أو اختلفت مع توجه الجريدة إلا أنك لا يمكن أن تنكر أنها أدّت لكسر حاجز الملل من الصحف التقليدية. في البداية كان رئيس تحريرها أنور الهواري، ثم تولى مجدي الجلاد رئاسة التحرير؛ ليرتبط اسمه بالجريدة لدى القارئ العادي. ولكن يوم السبت 24 فبراير خرجت الأخبار لتؤكد أن رحلة الجلاد مع المصري اليوم قد انتهت، وأنه استقال يوم 22 فبراير من رئاسة تحرير الجريدة. لو أردنا في البداية أن نتعرف سريعا على من هو مجدي الجلاد؟؟ هو مجدي محمود عبد الله حسين الجلاد، مواليد عام 1964 بمنيا القمح - بمحافظة الشرقية، صحفي مصري، ومحاضر غير متفرغ في كلية الإعلام، بدأ حياته العملية كصحفي تحقيقات، عمل في مجلة الغرفة التجارية بجدة، ثم انتقل ليعمل بمجلة الأهرام العربي. والآن مع رحيل الجلاد عن المصري اليوم ظهر في الوسط الصحفي عدد من السيناريوهات حول استقالة الجلاد من المصري اليوم. الرواية الرسمية الرواية الرسمية التي تبنّتها أغلب الجرائد والمواقع الإخبارية هي اتفاق الجلاد مع رجل الأعمال محمد أمين صاحب قنوات CBC على رئاسة تحرير الجريدة الجديدة التي سيصدرها أمين باسم "الوطن". ولذلك فقد رحل الجلاد عن المصري اليوم، ليبدأ من جديد ويؤسس جريدة جديدة. هذه هي الرواية الرسمية إلا أن كواليس الصحف والشائعات عبر المواقع الاجتماعية وضعت عددا آخر من الروايات. الجلاد أقيل البعض أكد أن الجلاد لم يستقيل بل تمّت إقالته بواسطة مجلس إدارة المصري اليوم؛ وذلك بسبب اتصاله مع محمد أمين بإصدار جريدة الوطن. حيث أكد أكثر من مصدر بل ونشر عبر عدد من الجرائد أن ارتباط اسم الجلاد ب"الوطن" أدى لخلاف حاد بينه وبين مجلس إدارة المصري اليوم، ولذلك فقد أقيل الجلاد من الجريدة أو أجبر على تقديم استقالته. تجاوزات مادية وإدارية في الوقت نفسه تظهر على السطح روايات عن حدوث بعض التجاوزات المادية والإدارية من قبل الجلاد، مما أدى لقرار إقالته/ استقالته، وهناك عدد من الصحفيين الذين عملوا بالمصري اليوم مثل الصحفي سامي كمال الدين قد قدّموا عددا من الوثائق ورواية كاملة عن تجاوزات الجلاد. مثل نشر مقالات بأسماء صحفيين لم يقوموا بها وتلميع بعض رجال المال والسياسة بمقابل مادي وأمور كثيرة. في ذات الوقت اتهم عدد من العاملين بالمصري اليوم الجلاد بأنه كان يرفع مجموعة معينة من الصحفيين المنتمين له، بينما يُحرم عدد من الصحفيين من حقوقهم المادية والأدبية. والواقع أن كافة هذه الروايات ستبقى داخل نطاق كونها أقاويل أو شائعات، إلا في حالة تأكيدها بمستندات واقعية. وستبقى فقط الرواية الرسمية التي تؤكد أن الجلاد سيغادر المصري اليوم؛ ليقدم لنا كقراء تجربة صحفية جديدة وهي جريدة "الوطن"، سيُحكم عليها وعليه مع الوقت ونجاح أو فشل التجربة. المصري اليوم بعد الجلاد وتبقى المصري اليوم الآن لتبحث عن رئيس تحرير جديد؛ حيث صرّح رجل الأعمال ومؤسس الجريدة صلاح دياب بأنه لم يستقرّ بعد على اسم محدد لتولي المنصب، وإن كل الأسماء التي طرحها الإعلام ليست حقيقية. وحتى يُختار الرئيس الجديد سيقوم مدير التحرير محمد رضوان بتسيير الأعمال، مع توقعات البعض باحتمالية صعوده إلى منصب رئاسة التحرير.