إنفلونزا الماعز.. وباء جديد يهدد البشرية.. خبر طالعته صباح اليوم بعد الإعلان عن ظهور نوع جديد من الإنفلونزا ولكنه معيزي!!!" 11 شخصا في هولندا و19 آخرين ببلجيكا، و21 في أمريكا و4 في كندا، 7 في السعودية، 3 في البحرين، 6 في قطر، 16 في الإمارات، 8 في مصر، 2 في عمان، 32 في الدول العربية الأخرى.. هذه الأرقام التي تم الإعلان عنها حتى الآن، وبالطبع ستتضاعف الأرقام على غرار إحصائيات إنفلونزا الخنازير!! "هو إحنا ملاحقين على الخنازير والطيور لما يطلع لنا معيزي كمان"... لوهلة اعتبرت الأمر مجرد انتقال للفيروس من العصافير والفراخ للخنازير ثم المعيز وأكيد الأمر حيوصل للخرفان والجمال والبقر والجاموس... إلخ!!!! ولكني توقفت قليلا عند التساؤلات التي طرحتها وكالة الأنباء الروسية حول مسئولية عدة جهات وأطراف في محاولة تصنيع وتطوير تلك الفيروسات خاصة بعد الشكوك التي أثيرت بعد طرح مصل إنفلونزا الخنازير والجدل الذي صاحب نشر المصل ولااااااح شبح المؤامرة يخيم عليّ وعلى تفكيري.. لم لا؟ وعدد لا يستهان به من الأطباء والمتخصصين مثل منظمة "هيلث كروسيدرز" المعنية بمحاربة أخطاء الممارسات الطبية لشركات الأدوية العالمية والتي شككت في أهداف برامج التطعيم ضد الفيروس، والتي أشارت إلى أن الفيروس ربما لا يوجد من الأساس، أو تم تخليقه مخبرياً لتنفيذ أجندة سرية عالمية للسيطرة على تزايد أعداد سكان الكرة الأرضية!!! "لأن الناس فعلا بقت كتير أوي ولازم يقلوا شوية"!!! ومما يزيد الموضوع إثارة وغموضا بحسب ما ذكرت تقارير إعلامية هو اشتراط شركات إنتاج هذه الأمصال على الدول التي تستوردها كتابة إقرار بأن هذه الشركات غير مسئولة عن الآثار الجانبية للمصل، ويأتي هذا مع إقرار الكونجرس الأمريكي قانوناً يعفي الشركات المنتجة للأمصال من الملاحقة القضائية ضد أية أعراض جانبية قد تنتج عن التطعيم ضد الفيروس!!!! ولم تكن منظمة "هيلث كروسيدرز" هي الوحيدة التي تشكك في الأمر، فقد تساءل خبير الأمصال الدولي الدكتور إيه تروت، والذي يقود حملة دولية لمعارضة برامج التطعيم الإجباري -عبر موقع الإمارات اليوم- عن الكيفية التي تمكّن بها الفيروس من تغيير تركيبه الجيني ليضم مكونات من فيروس إنفلونزا الطيور "إتش5 إن1"، وفيروس إنفلونزا الخنازير، بالإضافة إلى المكونات البشرية لفيروس الإنفلونزا العادية "إتش3 إن1"، مشيراً إلى أن هذا التحوّر لا يمكن أن يتم بصورة عادية في الطبيعة، ويحتاج إلى تجارب مخبرية معقدة لحدوثه!!!!! إذن فشبهة تصنيع هذه الفيروسات مطروحة بقوة خصوصا بعد الكشف الذي أعلنت عنه الصحفية النمساوية "يان بيرجرمايستر" المتخصصة في الشئون العلمية أن ما بات يعرف بفيروس إنفلونزا الخنازير، الذي اجتاح بلدان العالم في ظرف قياسي، ما هو إلا مؤامرة يقودها سياسيون ورجال مال وشركات لصناعة الأدوية في الولاياتالمتحدةالأمريكية!! واتهمت بيرجرمايستر منظمة الصحة العالمية، وهيئة الأممالمتحدة، والرئيس الأمريكي باراك أوباما، ومجموعة من اللوبي اليهودي المسيطر على أكبر البنوك العالمية، وهم ديفيد روتشيلد، وديفيد روكفيلر، وجورج سوروس، بالتحضير لارتكاب إبادة جماعية، وذلك في شكوى تقدمت بها إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (آف بي آي)!!! إذن هي حرب بيولوجية!!! والمصطلح الأدق إرهاب بيولوجي يذهب ضحيته الملايين من الشعوب الفقيرة التي لا تمتلك حتى حق المصل المميت!! فالحروب تكون بين دول بعتاد وأسلحة وكرّ وفرّ!! ولكن أن تحارب دولة بكامل أجهزتها شعوبا وأفرادا لا حول ولا قوة لهم هذا هو الإرهاب بعينه!! والسلاح البيولوجي لمن لا يعرفه يقوم على إنتاج الجراثيم والميكروبات المضرة للإنسان، ونشر هذه الجراثيم والميكروبات. ويبدو أن تزايد سكان الكرة الأرضية أمر أرّق البعض في الولاياتالمتحدة فقرروا أن يتخلصوا من هذا التكدس العالمي على طريقتهم ولن يكتفوا بالتخلص منهم فحسب حتى يخلو العالم لهم ببتروله ومحيطاته وأنهاره وسلَطاته وبابا غنوجه!! ليبرطعوا فيه كيفما شاءوا ولكن سيحققون مليارات الدولارات من جراء هذا التخلص الفتاك!!!! لم يزعج منظمة الصحة العالمية معاناة 953 مليون إنسان من نقص التغذية والفقر!! لم يزعجها وفيات ملايين الأطفال من الجوع والمرض ولم تحشد الدعاية والمؤتمرات الدولية مثلما فعلت مع إنفلونزا الخنازير.. وقريبا المعيز!! ولكن أزعجها كساد سوق الأدوية ووقف حال شركات الأمصال!!! والزحمة في شوارع وميادين وزقاقات الكرة الأرضية فقررت أن تساهم بطريقتها الخاصة!!! الحرب البيولوجية تاريخ قديم لمن لا يعرفه، فبحسب الموسوعة الطبية "فيدو" ترجع إلى عصر التتار 1364م عندما وقعت مدينة "كافا" أو "فيودوسيا" حالياً تحت الحصار وتم قذف جثث موتى التتار الملوّثة بمرض الطاعون فوق حوائط المدينة حتى يستسلموا مما أدى إلى انتشار المرض في أوروبا وفي موانئ البحر المتوسط.. وفي عام 1710 أثناء الحرب الدائرة بين روسيا والسويد، قامت القوات الروسية باستخدام أشلاء الجثث الملوثة بالطاعون لنشر المرض بين الأعداء، وفي 1767 أثناء الحرب الدائرة بين الإنجليز والفرنسيين في الفترة ما بين 1754 - 1767 اعتمد كلا الجانبين على حلفائهم من الهنود. وفي إحدى الهجمات التي شنتها فرنسا على الإنجليز ألحقت خسائر فادحة بهم وتلتها هجمة أخرى، مما أدى إلى تفكير الجنرال الإنجليزي جيفري أمهريست بإهداء حلفاء الفرنسيين من الهنود ببطاطين مليئة بفيروس الجدري مما أدى إلى انتشار المرض في الهند وتخلل صفوف الجيش الهندي، مما مكّنه من استعادة اسمه مرة أخرى بعد انتصاره على الفرنسيين في هجوم شنّه عقب تلك الأحداث، أي أن الوباء لعب دوراً حيوياً وهاماً في تحقيق النصر للإنجليز وإلحاق الهزيمة بالفرنسيين، وفي 1797 أجبر نابليون مدينة "مانتوا" على الاستسلام عن طريق نشر عدوى حمى تسمى "Swamp fever" بين سكان المدينة، وفي1900 قام طبيب أمريكي بحقن السجناء الفلبينيين بمرض الطاعون لإجراء أبحاثه، ثم قام الألمان أثناء الحرب العالمية الأولى بنشر الكوليرا في إيطاليا، والقنبلة البيولوجية في بريطانيا. في أثناء الحرب العالمية الأولى قام الجانب الألماني بتلقيح الخيل والماشية قبل شحنها لفرنسا بمرض الرعام (مرض يصيب الخيل فيسيل مخاطها) وتم ذلك في أمريكا، وعلى الرغم من أن الخيل قوة لا يستهان بها في الحروب قديماً إلا أن الألمان فشلوا في تغيير مسار الحرب لصالحهم. وفي1937 - 1945 بدأت اليابان برامجها للحرب البيولوجية في عام 1937 في معمل يسمى "يونيت 731-6" (Unit 731-6) وانتهت في عام 1945 عندما أمر الجنرال "إيشيي" بحرق هذا المعمل بكل محتوياته ليصبح رماداً. وبنهاية الحرب العالمية الثانية، أصدرت الولاياتالمتحدةالأمريكية عفواً عاماً للعلماء اليابانيين الذين شاركوا في هذه البحوث. وهذا العفو لا يعطى إلا في حالة واحدة وهو كشف هؤلاء العلماء عن تفاصيل البرامج البيولوجية لحكومة أمريكا. ثم قام بعد ذلك كل من العالمين رادويون هيل وجوزيف فيكتور بزيارة اليابان عام 1945 وقابلا 22 عالماً يابانياً في مجال الأسلحة البيولوجية، وعادا إلى أمريكا محملين بحقائب عديدة من المعلومات لكنها لم تكن مفيدة للولايات المتحدة ولم تكن لها وزن مثل قائمة مشتريات العوامل البيولوجية الموجودة الآن في الأسواق العالمية مثل: الجمرة الخبيثة، التيفود، بوتيوليزم (تسمم ناتج عن أكل لحم أو سمك فاسدين).. وغيرها. وقد قام العالمان خلال هذه الرحلة بتشريح جثة 1000 شخص أصيبوا بمرض الجمرة الخبيثة عن طريق التنفس. بالإضافة إلى قيامهم بتخزين حوالي 400 كجم في عام 1945 من بودرة الجمرة الخبيثة ليتم استخدامها في القنبلة الانشطارية (تحول الجمرة الخبيثة إلى بودرة حتى يتم استنشاقها لكي يصاب الإنسان بسهولة بالعدوى). وفي 1950 - 1953 تم إسقاط ريش طيور فوق كوريا الشمالية ملوث بالجمرة الخبيثة، كما تم حقن البعوض بمرض الطاعون والحمى الصفراء وتم نشره في البلاد، وقد اتهمت الولاياتالمتحدة بهذه الأفعال. وفي 1956 صرح المارشال السوفيتي "ذو كوف" بأن الكونجرس السوفيتي سوف يستخدم ذخيرته من الأسلحة الكيميائية والحيوية بواسطة قواته المسلحة لإلحاق الدمار الشامل بأعدائها في المستقبل، وعليه قامت الولاياتالمتحدةالأمريكية بمراجعة سياستها الخاصة بإنتاج الأسلحة البيولوجية لمواجهة تحديات روسيا. وفي1956 - 1958 قام الجيش الأمريكي بنشر البعوض الحامل لمرض الحمى الصفراء عن طريق الطائرات وعن طريق البر لإجراء اختبار ميداني في ولايات: فلوريدا، جورجيا، وآفون بارك، مما أدى إلى موت العديد من الحالات المصابة. وفي 1959 - 1969 وصفت هذه الفترة "بالأعوام الذهبية" فيما حققته أمريكا من طفرة في إنتاج الأسلحة البيولوجية والتي وصلت تقنيتها إلى أعلى المراتب والتي تتلخص في النقاط الآتية: شهد تخمر جراثيم الكائنات الحية الدقيقة المستخدمة في هذه الأسلحة نجاحاً كبيراً وعلى نطاق أوسع من قبل. اتّباع وسائل أمان غاية في الدقة - تطبيق أحدث الوسائل التكنولوجية الخاصة بتركيز البكتيريا، الفيروسات، السموم، الريكتسيات (متعضيات مجهرية شبيهة بالبكتيريا). - تطوير الأساليب المستخدمة في تثبيت العوامل السائلة والجافة. النجاح في حفظ هذه العوامل تحت تأثير درجات الحرارة المختلفة وفي ظل ظروف بيئية متنوعة. - التنوع في إنتاج الأسلحة البيولوجية. - عمل الأسلحة البيولوجية بكفاءة عالية. - الزعم بوضع مبادئ خاصة بعدم إلحاق الضرر بالبيئة والمحافظة عليها من التلوث!!!!! وفي 1969 قام الرئيس الأمريكي نيكسون بزيارة "إف. تي. ديتريك" قاعدة الأسلحة البيولوجية، وبعدها أعلن سياسته الجديدة التي تنص على أن تمتنع أمريكا عن استخدام العوامل والأسلحة البيولوجية المميتة أو إجراء أية أبحاث أخرى يزعم علماؤها أنها تحقق الأمن والأمان لأمريكا. ولم يشر الرئيس الأمريكي في تصريحه إلى منع استخدام السموم، لذلك انتهز العلماء في "ديتريك" هذه الثغرة وقاموا بتغيير خططهم من العوامل البيولوجية للسموم. وفي 1970 جاء الرئيس الأمريكي مرة أخرى في هذا العام ليؤكد على ما قام به العلماء مصرحاً بأن برامج الجيش ستقتصر على استخدام السموم؛ وذلك لحماية أمريكا من أي خطر يمكن أن يحدق بها أو من أجل العلاج الطبي فقط. وفي 1975 وقّع الرئيس الأمريكي "فورد" اتفاقية لتحريم استخدام الأسلحة البيولوجية وتطويرها وتخزينها وإنتاجها. وفي 1979 شاهدت روسيا انفجارا هائلا والذي تم التصريح عنه بأنه أحد الانفجارات الخاصة بالمجمع العسكري رقم 19.. وبعد مرور عدة أيام، أصيب السكان القاطنون بالقرب من هذا المجمع بحمى شديدة وصعوبة في التنفس مما أدى إلى موتهم وازداد عدد الضحايا ليصل إلى 40 شخصاً تم تشريح جثثهم ليكشف عن وجود مشاكل بالرئة والإصابة بتسمم حاد وتم تشخيص المرض على أنه جمرة خبيثة رئوية، وبعض منهم صرح بأنها الجمرة الجلدية نتيجة تناول هؤلاء الأشخاص لحوما ملوثة بهذا المرض، لكن التشريح أثبت عكس ذلك حيث لا يوجد ما يسبب الإصابة بالجمرة الجلدية أو المعوية وتم إعطاء أمصال واقية لسكان المنطقة لكن ارتفع عدد الضحايا ليصل من 200 إلى 1000 ضحية الذين تم دفنهم بطرق خاصة ومنع أقاربهم من حضور الجنازات. وفي 1983 قامت المباحث الفيدرالية الأمريكية بإلقاء القبض على أخوين قاما بتصنيع 31 جراماً من بروتين الريسين السام. وفي 1999 تم اتهام الولاياتالمتحدةالأمريكية بتخليق زرع الكوكايين القاتل (Coca plant) الذي يضر بالنباتات الأخرى لكنها أنكرت مسئوليتها عن ذلك، وفي 2000: وتحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون قامت أمريكا بالاتفاق مع الاتحاد السوفيتي لتخليق جينات تحمل فيروسات وبكتيريا لتقاوم الفاكسينات والمضادات الحيوية. وظل التطور الطبيعي للسلاح البيولوجي ينمو ويزدهر ويتطور إلى أن وصلنا إلى 2009 بإنفلونزا الخنازير والمعيز فهم مشغولون بتطوير السلاح البيولوجي ونحن مشغولون بتطوير الحاجة الساقعة وماكينات الحلاقة، والتي شهد الإصدار الأخير منها 11 براءة اختراع بحسب الإعلانات!!!!!!!!!!!!!! أعتقد أننا كعرب نستطيع أن ننافس في هذه الحرب الشرسة بأمراض قاتلة نمتلك خبرة قوية في تصنيعها كالكسل واللامبالاة والسلبية والصمت بل الخرس، فلو قررنا أن نستخدم ما لدينا من مخزون استراتيجي من هذه الجراثيم والآفات سنحقق انتصارات ساحقة على H1N1 أو حتى كيو "الإنفلونزا المعيزي"!!!