كتب: دينا حسن أيّد الدكتور علاء الأسواني -الروائي والكاتب الصحفي- قرار القوى الثورية بالاعتصام داخل ميدان التحرير؛ من أجل استكمال أهداف الثورة، ولتسليم السلطة من أيدي المؤسسة العسكرية إلى مجلس الشعب أو إلى قوى مدنية منتخبة؛ في حين رآه د. حسام عيسى -أستاذ القانون الدولي بجامعة عين شمس- غير ذي جدوى. وقال الأسواني: "الاعتصام سيكون من أجل التمسك بأهداف الثورة ولتحقيق مطالبها، والتي لم تشهد النور بعد، والخوف من حدوث أية مشاكل داخل الميدان أمر طبيعي؛ لأن أعداد المعتصمين قليلة، ومن المتوقع دخول مندسين بين الثوار". وطالب الثوار في الوقت نفسه بعدم إغلاق مداخل الميدان ومخارجه؛ خوفاً من تذمّر الجماهير وتعطيل حركة السير والمرور، وذلك في حوار له مع برنامج "آخر كلام" على قناة ONtv أمس (الأربعاء). وأرجع الأسواني خروج الجماهير بأعداد غفيرة إلى ميدان التحرير في الذكرى السنوية الأولى للثورة؛ لشعورهم بالغضب من سوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية. وأوضح الكاتب الصحفي: "أهالي الشهداء يشعرون بالغضب؛ لعدم القصاص من قتلة أبنائهم حتى الآن، وهو الأمر الذي قد يدفعهم إلى تطبيق العدل بأيديهم، وبالتالي سيتحول البلد إلى فوضى عارمة". وأضاف: "الجماهير يشعرون بأن مبارك ما زال يحكم؛ فالأوضاع بعد الثورة لم تتحسن، وما زال من قتلوا الثوار محتفظين بمناصبهم داخل وزارة الداخلية، فضلاً عن حصولهم على ترقيات من قبل الوزارة". وأشار الروائي: "المجلس العسكري يحكم الدولة بنفس المنهج المباركي، فقد قام بقمع الثوار في أحداث شارعي محمد محمود ومجلس الوزراء، وقام بتعيين الدكتور كمال الجنزوري رئيساً للوزراء، وتجاهل مطالب الجماهير بأن تكون قيادات البلاد ثورية". وشدد: "الجنزوري نفسه تخرّج في مدرسة مبارك، بدليل تجاهله لوقائع الاعتداء على معتصمي مجلس الوزراء، وسحل الفتاة وتعريتها أمام الجميع، رغم تعهده بعدم المساس بهم أمام الجميع". وأضاف الأسواني: "يجب على البرلمان إصلاح ما أفسده الحكم العسكري، والمطالبة بتوسيع دائرة المحاكمات؛ للكشف عن ذيول النظام ومحاسبتهم، والتشديد على القصاص العادل لرموز النظام، وعلى نوابه الحذر من الوقوع في تحالفات مع المجلس العسكري". ودعا الأسواني إلى ضرورة خروج المجلس العسكري من الحكم خلال الأشهر القليلة القادمة، مشيراً: "يجب على المجلس العسكري الخروج من السياسة؛ من أجل الحفاظ على هيبة الجيش، فالثوار يشعرون بالخوف منه؛ لإمكانية وقوع مصادمات جديدة معه". ومن جانبه يرى الدكتور حسام عيسى أن اعتصام القوى الثورية داخل ميدان التحرير لا توجد منه فائدة حقيقية، قائلاً: "تظاهرات أمس أرسلت للمجلس العسكري رسالة واضحة بأن الثورة مستمرة، وبالتالي لا داعي للاعتصام، ويكفي إقامة مليونية يوم الجمعة فقط". وأكد أن تظاهرات ميدان التحرير كانت سلمية، ولم تشهد أية تجاوزات، مضيفاً: "الثوار مطالبهم واضحة وغير مستفزة للرأي العام". واستطرد عيسى: "الجماهير أوضحت أنه لا يوجد إله آخر بعد مبارك سيأتي ليحكمهم، بعدما تعرضوا للظلم والفساد في ظل النظام السابق". وأردف: "الثوار عبّروا من خلال هتافاتهم عن أن مطالب الثورة لم تتحقق بعد، فما زالت العدالة الاجتماعية غائبة عن الجماهير، فضلاً عن إرباك الحياة المجتمعية بأزمات الوقود والغاز وغيرها". كما بيّن أن الثوار لديهم الحق في المطالبة بإسقاط حكم العسكر، قائلاً: "لم أتصور يوماً أن يطلق الجيش رصاصة في وجه الشعب، وأن يقوم بإهانته بتعيين الجنزوري رئيساً للوزراء، بعد أن قام ببيع الدولة وسمح بنهب أموالها في عهد مبارك". واختتم عيسى حديثه بأنه يجب أن تكون الثورة مستمرة؛ من أجل اكتمال أهدافها، والقصاص لأهالي الشهداء، والتخلص من بقايا النظام السابق.