"هو وهي".. خرج أحدهما من ضلع الآخر، فهم في الأصل شريكان في طريق مالهوش آخر، ولكنهما رغم كل ما سلف لا يكفان عن التناحر.. ناقر ونقير.. ثنائي بحق مفزع وخطير. "هو وهي".. طرفا المعادلة الثنائية، معادلة لا حل لها، وإجابتها دائما غير منطقية، وشعارهما دائما: "نعم للخناق ولا للاتفاق"!!
عشان كده قررنا نطرح حلول لمشاكلهم المستعصية، حتى تصبح الحياة مية مية، كل أسبوع مشكلة وحلها بكل وضوح، من غير ما "هي" كرامتها تتهان، ولا "هو" يحس إنه مجروح.
*************************************
في ليلة من ليالي شهر ديسمبر قارس البرودة يجلس عدنان بجوار المدفئة، وفي يده كوب الشاي الذي اعتاد أن يحتسيه وهو يستمع لبرنامج "أسرار الليل بالليل" -جو قديم شوية ماعلش خدني على قد عقلي علشان الموضوع مهم- يبدأ المذيع عبر المذياع -الراديو يعني- بصوته الدافئ: النهارده هنتكلم عن موضوع خطير جدا؛ وهو الارتباط بين الولد والبنت، وتعليق الطرف الثاني وعدم اتخاذ قرار حاسم!! يعني إيه الكلام ده؟؟ أكيد أي قصة حب بين اتنين لازم تنتهي بالرباط الشرعي والرسمي يعني الخطوبة، ومن ثمّ الجواز، وده الطبيعي في أي علاقة طبيعية.. وفي حلقة النهارده هنتكلم عن الأسباب اللي بتخلي طرف من أطراف العلاقة يأجل الخطوة الرسمية، ويتأخر في اتخاذ قرار حاسم سواء بالاستمرار أو بإنهاء العلاقة، وده اللي هنعرفه من خلال التليفونات اللي هنستقبلها من أصدقائنا المستمعين.. ودلوقتي معانا اتصال ونقول آلوووووو..
ده مش بإيدي يابا.. بس أثبت حسن نيتك أنا سعيدة إني باكلمك.. بس أنا فعلا محتارة ومش عارفة أعمل إيه؟! أنا مرتبطة بواحد زميلي في الجامعة من 4 سنين، وهو بصراحة كويس جدا وواخد الموضوع جد؛ لدرجة إنه كلم ماما وقال لها إنه ناوي يقابل بابا بعد التخرج، وحاليا هو اتخرج؛ لكن الظروف صعبة ومافيش شغل كويس، ولو فيه بيكون مش مناسب، ده غير موضوع الجيش.. والمصيبة الكبيرة في الشقة؛ طبعا هو كان واضح معايا من الأول، وأنا وعدته أنه هاقف جانبه وأكون سنده؛ بس بجد الأمور صعبة، والظروف أكبر مني ومنه، وهو قال إنه مش عايز يعلقني معاه؛ لإن الخطوة الجادة لسه قدامها كتير.
والظروف لا تسمح بأي خطوة إيجابية.. ولكن ماذا بعد؟!! صديقتنا العزيزة.. بصراحة موضوعك صعب، وأكيد كلنا مرينا بالمرحلة دي، وأعتقد أنه ده أفضل وأنظف أنواع الارتباط؛ لكن دايما الظروف بيكون لها النصيب الأكبر في تحويل الأحداث، وفي حالتك دي في حل من الاتنين:
أولا: هاقول لك على الحل القاسي واللي كتير بيكون ده نهاية العلاقة؛ وهو إنكم تنهوا العلاقة في هدوء وبكل احترام؛ خاصة لو فيه ضغط من الأهل أو أي عرسان في الطريق، كمان لازم تعترفوا بصعوبة الظروف وقسوة الحياة، وده أكيد هيكون صعب جدا عليكم إنتوا الاتنين؛ لكن هي دي سنة الحياة..
الحل التاني: هو إنك تقفي جنبه وتستحملي الظروف وتقنعي أهلك إنه كويس وينتظره مستقبل جيد، ولازم هو كمان يكون عنده استعداد أن يتخطى الظروف، ويقدم كل ما يستطيعه، والكلام ده فعلا موجود مش كلام إنشائي؛ يعني لو موضوع الجيش مر بسلام أو لو حتى لأسوء الظروف سنة واحدة مش مشكلة، يبدأ يبحث عن عمل، والمثل بيقول إن الشغل بيجيب شغل.. تفضل المشكلة الكبيرة في الشقة، ودلوقتي لو قدر يحجز شقة في مشاريع الشباب الجديدة هتكون خطوة إيجابية جدا، وأبدأي معاه في 60 متر وبعدين ال60 هيبقوا 160 أو حتى فيلا؛ صدقيني هي دي سنة الحياة.. بس اللي أهم من الكلام ده إنه يقابل والدك ويقنعه إن قدامه فترة زمنية محددة.. أيوة يحدد ميعاد يقدر فيه يكون عمل حاجة وأثبت حسن نيته، وإنه راجل وقد المسئولية، وفي الحالة دي هتلاقي الدنيا كلها وقفت جانبة مش إنتي بس، غير إن ربنا بيقف جنب أي حد ناوي خير.. ودلوقتي نسمع أغنية محمد منير "شيء من بعيد ناداني".
هتستنيه لحد امتى وهو بيحب اتنين وتلاتة لا يصح إلا الصحيح ولو في الألفية الخمسين ومعانا اتصال تاني ونقول آلووووو.. معانا صديقة تانية ونوع آخر عن الارتباط.. وتعليق الطرف التاني وعدم اتخاذ القرار الحاسم..
دون تفاصيل وبعد السلام والكلام أحب أقول لك إن إحنا في الألفية التالتة والقرن ال21، وأنت عارف طبعا سرعة إيقاع الحياة والتغييرات اللي طرأت علينا في الفترة الأخيرة وروشنة الشباب، ومش هاخبي عليك كل أصحابي مصاحبين.. أيوة مصاحبين؛ وعلشان كده أنا أتعرفت على ولد زميلي وأعجب بيّ وأعجبت بيه وقررنا نتصاحب؛ لكن بعد فترة طلبت منه أنه يحول صحوبيتنا لشكل رسمي ويكلم بابا وماما؛ خاصة إنه مرتاح وخلص جامعة وماعندهوش جيش، وعنده بدل الشقة 10 شقق؛ لكن فوجئت بيه بيتهرب مني، وبيقول إنه مستريح لي وكل حاجة؛ لكن لسه شوية على موضوع الارتباط ده وتحمل المسئولية بدري؛ رغم إنه ماسك كل شغل والده، وعلى طول يقول لي كل المسئولية أنا اللي شايلها..
من ساعتها ونظرتي أتغيرت ليه، وعرفت إنه يعرف كذا بنت في نفس الوقت، وكلهم مقتنعين إنه بيحبهم ومصاحبهم لوحدهم؛ غير إني كل ما أكلمه ألاقي نفسي على الWaiting وبيكلم حد تاني، وفي الأغلب بتكون بنت.. الأهم من كده إني عرفت من أصحابه إنه مش جد، وإنه بيحب يصاحب ويعلق البنات بيه؛ علشان يضيع وقت فراغه، وعلى طول مشغل خاصية الWaiting على موبايلاته؛ علشان يلاحق على كل البنات اللي يعرفوه.. ماعلش طولت عليكم..
ولا يهمك.. بس المهم تكوني استوعبتي الدرس كويس، وعرفتي إنه لو الزمن أتغير 100 سنة كمان المفروض إنه لا يصح إلا الصحيح، ومهما أخدتنا التكنولوجيا والتطور نعرف إن المبادئ لا تتجزأ، ولو إننا استسلمنا بعض الشيء لموضوع الصحوبية ده؛ مش هيخلينا نتخلى عن عاداتنا وتقاليدنا، ونعرف إن البنت مسيرها لبيت جوزها.. كلام أبيض وأسود لكن هي دي الحقيقة، ومش هينفع أزين الكلام وألونه؛ علشان كده النوعية اللي زي الشاب ده لازم نعرف ونتأكد إنه بيتسلى، وإنه بيحب يضيع وقت، وإنه شخص مستهتر، والابتعاد عنه وتجنبه أفضل الحلول؛ لأنه حتى ماينفعش يكون صديق مش صاحب؛ لأنه مش مصدر ثقة.. دلوقتي نسمع أغنية "عينك على اللي رايحة واللي جاية" لشيرين.
اقرأ أيضا هو وهي: بحبها وباتريق عليها.. بحبه ومطلعة عينيه