السلام عليكم.. أنا فتاة أبلغ من العمر 24 عاما ما يحزنني ويبكيني هو أني دائما حاسة إني وحيدة وشايفة عدم اهتمام من الجميع سواء والدتي أو والدي أو إخواتي؛ أنا التانية في إخواتي وإحنا أربعة وما فيش حد منا قريّب من التاني كل واحد في حاله؛ أختي الكبيرة مكتوب كتابها وهتسافر لجوزها وأختي الصغيرة أصغر مني ب10 سنين وأخويا طبعا الوحيد والدلوع وما حدش بيعرف يكلّمه. المهم أنا بحب أعمل شات وباتكلم عن نفسي لحد بحدود وبأدب وبكل احترام ولا كنت باشغل مايك ولا كام، وأي حد كان يكلمني في حاجات خارجة كنت باعمله أجنور.
المهم اتعرفت على واحد من حوالي 3 شهور مش عارفة دخل عليّ إزاي ولا عمل فيّ إيه، قال لي هغيّرك هحسسك بنفسك، المهم صدقته وبدأ معايا واحدة واحدة لحد ما بدأ يمارس الجنس معايا في التليفون وعلمني الكذب وبعدت عن ربنا ومش بقيت أصلي زي الأول وكل ما أبعد يهددني وأرجع له تاني، وهو بيقول إنه بيحبني بس أنا مش بحبه ومش عارفة باعمل معاه كده ليه، مش باقدر أقول له لأ!! هو يعرف عني كل حاجة ومش عارفة أقول له إزاي يبعد عني ويسيبني في حالي. أنا مش ليّ أصدقاء ولا باخرج من البيت خالص ولا لينا قرايب ممكن نروح نزورهم ولا حاجة خالص، كنت في الدراسة مشغولة بدراستي وبس كنت من الكلية للبيت والكلية كانت في نفس البلد علشان كده ما حدش كان مرتبط بيّ يعني علشان المواصلات وكده حاسة إني باكره نفسي أوي، أنا محدودة الجمال ومش بحب نفسي والشباب اللي باكلمهم على النت كلهم بيقولوا بحبك وعاوز أتجوّزك، لما بجد حسيت إني ضايعة وتايهة. وفي البيت، ما حدش بيقول لي إنتِ بتعملي إيه ولا ده ممنوع ولا ده مرفوض، وباكلم شباب على التليفون في حدود برضه لحد دلوقتي بس مجرد إني اتعرفت على الشاب ده، ومابقتش طبيعية؛ بقيت أمارس العادة السرية تقريبا 3 مرات في اليوم وكل يوم، وكل يوم أقول آخر يوم وآخر مرة بس ما فيش فايدة، ومش لاقية حاجة أعملها طول النهار فاضية وفراغ في حياتي مالهوش نهاية..!! محتاجة رأيكم بجد محتاجة مساعدة. maha تألمت كثيراً عندما قرأت رسالتكِ أوّل مرة، وأعدت القراءة وتضاعف شعوري بالألم ودعوت لكِ من كل قلبي بالقفز فوراً وللأبد خارج هذه الدائرة "المسمومة" قبل أن تلحق بكِ المزيد من الخسائر، حماكِ ربي ورزقك حياة أفضل تستحقينها، "وأتمنى" أن تسارعي بالبدء في الخطوات العملية قبل فوات الأوان.. ولابد أن تتذكري أنكِ اعتدتِ على أساليب معيّنة في التفكير تشعرين "بالارتياح" فيها؛ ليس لأنها صحيحة ولكن لمرور أوقات طويلة على تفكيرك بها، ولابد من تغييرها حتى تعيشي حياة أفضل.. وحتى تقتنعي بذلك، اسمحي لي أن أسالك: لقد ظللت لسنوات طوال "تفكرين" بأنك "تشعرين" بالوحدة، وأن أسرتك لا تهتم بكِ وقد "أوصلك" هذا التفكير إلى البحث عن الاهتمام خارج البيت، خاصة عبر الإنترنت ومع الشباب، وكنت أتمنى عندما حاول "أوّل" شاب الحديث معكِ في الأمور الجنسية "لسرقة" براءتك التوقف عن أي حديث معه عبر الشات أو الهاتف، وتذكري أن معظمهم -إن لم يكونوا جميعهم- يتعاملون مع من "ترحّب" بالحديث معهم، إما على أنها فتاة سيئة وإن تظاهرت بالأدب، أو ساذجة "فتستحق" الخداع.. وكنت أتمنّى ألا تثقي في أي شاب مطلقا، وألا تسمحي لأحد بالسيطرة عليكِ من خلال إظهار ضعفكِ وحاجتكِ للاهتمام حتى لا تعطي أحدا "السلاح" الذي يؤذيك به.. صدقيني أوجعتني رسالتك بأكثر مما تتخيلين، ولكن لا بد مِن توضيح الأسباب "الحقيقية" التي أوصلتكِ لهذه المعاناة حتى تتمكني -بمشيئة الرحمن بالطبع- من استجماع إرادتك للخروج منها. ولابد أيضا أن تغيّري تفكيركِ بأنكِ محدودة الجمال، فلا توجد فتاة بهذا الوصف المسيء فعلا والذي كرهت أن تطلقيه على نفسك "وأرجو" ألا تكررينه أبدا..!! والمؤكد وجود فتاة لا تثق بنفسها، ولا تعرف كيف "تحترم" جمالها، ولا تهتم بتنمية جمالها من خلال ارتداء الألوان المشرقة ووضع رتوش "ذكية" من مساحيق التجميل، والاهتمام بالأناقة، والأهم من ذلك كله "اليقين" بأنها جميلة مما يمنحها قدرا "هائلا" من الجاذبية.. ولابد أن تسارعي بحب نفسك من خلال حمايتها من الفراغ والضياع والحديث مع الشباب عبر الشات أو الهاتف، وتغيير نظرتك إلى أسرتك. وتذكري أن من "حق" كل إنسان أن "ينشغل" بأموره الخاصة، ومن الذكاء البحث عن أية أمور مشتركة -وإن قلّت- والفرح بها "واستغلالها" لبدء علاقة أفضل، مع "المبادرة" بتقديم الاهتمام إليهم تدريجيا وصنع علاقات أقوى؛ لأنك "تحتاجين" لذلك بشدة "لحماية" نفسك من المزيد من التورط في العلاقات المسيئة لك دينيا ودنيويا.. والأولى معروفة بالطبع، فالآية الكريمة: {لا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}. أي لا تقتربوا من مقدماته؛ لأن الخالق -عز وجل- يدرك برحمته الضعف البشري لذا يحمينا منه بمطالبنا بالابتعاد عن كل ما يؤذينا، لذا أرجو التوقف نهائيا عن التعامل مع أي حديث مع شاب عبر الشات والمحمول؛ لأنه "مقدمة" للفاحشة وليس بحثا عن الاهتمام كما "يزيّن" لك إبليس اللعين، وقد تعلّمت بالتجربة بأن لا أحد يمنح الاهتمام "مجاناً" وأنه مجرد "طعم" لالتقاط الضحية، وأثق في ذكائك الذي سيدفعك إلى "كراهية" أن تكوني ضحية بأي شكل من الأشكال.. ومن الخسائر الدنيوية لاستمرارك فيما تفعلين؛ تدهور ثقتكِ بنفسك ووقوعك في المزيد من الفاحشة -لا قدر الله بالطبع- وعندئذ سيفتضح أمرك وتسوء علاقتك بأهلك، فالخالق يمهل ولا يهمل، كما أن الذي يهددك حاليا إذا ابتعدت عنه سيطالبك بما هو أكثر بأقرب مما تتخيلين ولن يكتفي بالعلاقة عبر الهاتف.. وقد أسعدني كثيرا قولك إنك لا تحبينه وأنه "يقول" إنه يحبك، وهو ما يدل على ذكائك، وأؤكد لكِ أنه لا يحبك ولن يتزوجكِ أبدا، ولكنه سيحصل منك على "كل" ما يستطيع الحصول عليه ثم يتركك لغيرك، وهو ما أثق أنك تكرهين حدوثه ولن "تسمحين" به أبدا أليس كذلك؟ توقفي تماما عن التفكير في "التوسل" إليه ليتركك لشأنك، فهذا الأسلوب لن يزيده إلا زيادة في الابتزاز، وغيّري هاتفك المحمول وبريدك الإلكتروني دون إخباره؛ لمنعه من الوصول إليك لتهديدك وحتى لا تضعفي أيضا، وامتنعي نهائيا عن الحديث مع أي شباب لأنهم "يسرقون" منكِ حاضرك ومستقبلك. وابدئي حياة "أفضل" تستحقينها، واغتسلي بنية التوبة وصلي ركعتي التوبة وكرري ذلك وألحي على الرحمن بالدعاء؛ ليتقبل توبتك وليساعدك على النهوض بحياتك كما يليق بكِ.. وتعاملي مع هذه العلاقات كما تتعاملين مع أية مواد مسرطنة؛ لأنها كذلك بالفعل وإن كانت في أغلفة جذابة.. واشغلي حياتك بما يفيدك، وابحثي عن أي عمل ولو كان تطوعيا، واشتركي في أية دورات سواء لتعليم اللغات الأجنبية أو إتقان مهارات الأعمال الفنية؛ مثل التريكو ومارسي الرياضة البدنية أيضا لإفراغ شحنات التوتر أولا بأول. وحسني علاقتك بأهلك ولا تحولي مزاياهم إلى عيوب، فهم يثقون بك لذا يتركون لكِ الحرية في التعامل مع الإنترنت دون رقابة، ولا يمنعون عنك شيئا احتراما لحسن تقديرك للأمور وليس إهمالاً لكِ. وأصارحكِ بأنني أشعر بالخوف الشديد عليكِ لهذه العلاقات ولممارستك لهذه العادة التي تنمّي الإحساس بالاحتياج الجسدي وتضعفك أكثر، وتوقفت طويلا عند قولكِ إنه أخبرك أنه سيجعلك تحسين بنفسك وبدا معك تدريجيا، وأنك لا تحبينه ولا تدركين لما تفعلين ذلك معه!! وأصارحك بأنه "محترف"، وأنك تتجاوبين معه؛ لأنك تعاملت معه على أنه "الوحيد" الذي سيشعرك بأنوثتك ويبني لكِ ثقتك بنفسك، مع أنه يمتهن أنوثتك ويحطم حياتك.. ولا بد من تذكر ذلك ولا تنفردي بنفسك أبدا، واشغلي أوقات فراغك بما يفيدك دينيا ودنيويا. أما عن ندمك لأنك لم تقيمي علاقات أثناء الدراسة؛ لأنك لم تستخدمي المواصلات، فأؤكد لك أن هذا من حسن حظك فمثل هذه العلاقات تسرق السمعة والعمر وتؤذي الفتيات، وأكثري من الدعاء للرحمن بأن يرزقك بالزواج من إنسان محترم تسعدين معها كما أدعو لك. وأتمنى قراءة هذا الرد يوميا عدة مرات، وكلما شعرت بالضعف لتساعدي نفسك وتابعينا بأخبارك لنطمئن عليكِ، إن أردتِ بالطبع، وفقكِ ربي وحماكِ.