أنا مش عارفة أنا صح ولا غلط، ولا أعمل إيه؟ أنا عندي 24 سنة، وأعيش في قرية ريفية، ومن أسرة متواضعة.. الولد فيها من حقه حاجات كتير، عكس البنت اللي كل حاجة محسوبة عليها. أنا البنت الثالثة في أخواتي، وهم شايفيني صغيرة ماباعرفش أعمل أي حاجة، كل اللي باعمله غلط من وجهة نظرهم، والكويس مش بيقولوا عليه أصلا حاجة، وعلى طول سخرية واستهزاء مني. أنا دراستي كانت في القاهرة، وماكانش حد بيسألني عن أي حاجة، وكان نفسي أعيش الحب زي كل أصحابي، واللي حصل إني حبيت واحد أكبر مني ب13 سنة، المهم ماكمّلناش وباندم على معرفته أوي، وبعد ما خلّصت دراسة رجعت لقريتي أبحث عن العمل، فتنقلت من عمل لآخر، وحاليا أعمل بالتسويق الإلكتروني. أمي كل اللي يهمها في الدنيا إني أتجوز وخلاص؛ علشان تخلص مني مش مهم هاتجوز مين.. وأبي مش فارقة معاه، هو من النوع اللي بيزعق على طول وعلى أتفه الأسباب، وده السبب الأساسي لعدم زواجي حتى الآن؛ وده لأننا طالعين لأبي في موضوع العصبية ده. إخوتي الكبار متجوزين وكل واحد فيهم عايش حياته؛ بس برضه بيتدخلوا في كل شيء في حياتي، وأنا مااتعودتش على ده، ودايما بيحسسوني إني كلي غلط في غلط؛ عشان كده باخبي عليهم كل حاجة، وماحدش يعرف عني حاجة خالص. حتى هم مش بيتكلموا معايا، ولو دخلت وهم بيتكلموا بيسكتوا لحد ما أخرج، المشكلة إني حاسة بالوحدة أوي في البيت؛ حتى اللي في الشغل مافيش أي تواصل بيني وبينهم، أنا ليّ أخطاء أكيد بس ليّ برضه حاجات كويسة. اكتشفت إنه بيتقدم لي ناس وأنا مافيش حد بيقول لي عليهم، بعضهم بيمشي بعد ما يعرف إن أبي على طول بيزعق، ولقيت نفسي كل شوية واحد ييجي يتفرج عليّ وبعدين مايرجعش تاني. المهم من فترة اتقدم لي واحد وكان تعليمه أقل مني، قلت مش مهم كان مستعجل على الجواز في شهرين علشان مسافر. الكل ضغط عليّ علشان أوافق، علشان مش من حقي الرفض، وكمان مش من حقي أفهم أي حاجة.. هاعيش إزاي، ولا فين، ولا مع مين؛ لأنه هيسافر بعد الجواز بأقل من شهر، وأنا مش فاهمة أي حاجة في أي حاجة، ولا من حقي أفهم.. ووافقت لكن ماحصلش نصيب؛ بسبب أبي برضه، بعد ما كانوا اتفقوا على كل حاجة.
مش عارفة أعمل إيه، ولا أتكلم مع مين؟!! لا ليّ أصحاب، ولا أهل، والصاحبة الوحيدة اللي باحكي لها كل حاجة مش بتفيدني بأي رأي؛ بالرغم من أنها أكبر مني، وكمان اكتشفت أنها بتقول كل أسراري عندها في البيت. آسفة إني طولت عليكم، بس بجد تعبانة جدا، ومش لاقية حد أتكلم معاه. walaa.export صديقتنا العزيزة.. أهلا بيكِ وبفضفضتك في أي وقت، ومشكلتك يا صديقتي بالرغم من أنك شايفاها في نظرة الناس ليكي، وبُعدهم عنك ووحدتك؛ فإنك يا صديقتي لديكِ مشكلة تانية واضحة جدا من رسالتك؛ وهي إنك ماعندكيش هدف في الحياة.
أنتِ تحولت لحائط صدّ بيستقبل كل الضربات والأفعال؛ ولكن مابيحاولش حتى إنه يعمل رد فعل أو يرد الضربة، وكل حاجة محسوبة عليكي، إزاي تخلي ليكي حساب عند الناس؟؟! صديقتي.. لازم الإنسان في حياته يكون فاعل، ويكون مؤثر، ويكون مصدر للعديد من الأشياء زي البهجة والعلم والمساعدة، وده اللي بيخلق قيمته في الحياة، فقيمة المرء فيما يحسنه كما قال الإمام علي رضي الله عنه، وأنت قيمتك يخلقها أنك تحسني عمل شيء، ويكون ليكي هدف وشيء غير انتظار الجواز، والتفكير في رأي الآخرين فيكِ. صديقتي.. اكتبي قائمة بأهدافك في الحياة، وأوجدي لنفسك اهتمامات وهوايات مفيدة، وتعلمي صنع شيء مناسب لكِ وللجو العام حولك، وأتقنيه، وابدئي في مساعدة الآخرين بعلمك وعملك.
وقتها سيتغير حالك تماما، وستتغير صورتك أمام نفسك، وستشعرين أنك إنسانة لها قيمة، ونفس النظرة ستنتقل إلى الآخرين وسيبدأون في تقدير ما تفعلينه، وسيلمسون التغيير في شخصيتك للأفضل. صديقتي.. بدلا من الجلوس والشكوى، هناك العديد من الأشياء يمكنك أن تقومي؛ بها أبحثي عن هواية، وعن أشياء تحبينها وقد تنفعك وتنفع غيرك، لي صديقة كانت لها نفس شكواك، وبدأت في تعلم صناعة الحلي البسيطة، وكانت البداية بأن أهدت بعضها لعائلتها وقريباتها، واستخدمتها كهدايا لصديقتها في مناسبات مختلفة، وبعد أن أتقنتها تحولت إلى مهنة تساعد منها أهلها ونفسها، ولا تشعر بأنها حمل على أحد، يمكنك أنت أيضا أن تغيري حياتك وأن تبدئي في التفكير في مشروع وهدف حقيقي يجعل لحياتك قيمة، ولذاتك قيمة أيضا لدى الآخرين، وربنا يوفقك.