تمكّن مؤخرا فريق طبي فرنسي بقيادة الطبيب "لوك دواي" من تحقيق إنجاز طبي فريد من نوعه يمكن أن يُحدث طفرة حقيقية في دنيا الطب؛ حيث قاموا -وبنجاح تام- بحقن متطوّع بشري بدم صناعي تمّ تخليقه في المعمل؛ اعتمادا على الخلايا الجذعية للمرة الأولى في تاريخ الطب، وهو ما يعني أن الحاجة لإيجاد متربعين بالدم؛ سواء أثناء الحوادث، أو الكوارث الطبيعية، أو حتى العمليات الجراحية قد لا يكون ضروريا بعد الآن. وقد أوضح الفريق الفرنسي -المنتمي لجامعة بيير وماري كوري في باريس- أنه اعتمد على خلايا جذعية مستخلصة من النخاع العظمي للمتطوّع البشري، وتمّت بعد ذلك رعاية تلك الخلايا الجذعية، وتحفيزها لإنتاج خلايا الدم الحمراء بالاستعانة بمجموعة متكاملة من عناصر النمو المختلفة، وبعد أن نمت خلايا الدم للمستويات المطلوبة قام الفريق بترقيمها ليسهل تعقبها، ثم تمّ حقن نفس المتبرع بنحو 10 مليارات خلية (2 ملليلتر من الدم)، وخضع بعد ذلك المتطوّع لعملية مراقبة دقيقة؛ للتعرف على دورة حياة تلك الخلايا الجديدة في جسده. النتائج بعد شهر كامل من المراقبة أظهرت نتائج متميّزة بصورة لم تكن متوقعة، فبعد نحو 5 أيام تمكّنت نسبة تتراوح بين 100 و 94% من الخلايا أن تعيش داخل الجسم البشري بصورة طبيعية، وبعد 27 يوما تمكّنت نسبة تتراوح بين 63 و 41% من الخلايا أن تظل حية وتعمل بصورة سليمة، وهي نسب قريبة للغاية من كرات الدم الحمراء الطبيعية، في دليل قوي على إمكانية استخدامها بصورة آمنة؛ خاصة أنها لم تتحوّل طوال فترة حياتها إلى خلايا خبيثة وضارة، كما أن ارتباطها بالأوكسجين تم بصورة طبيعية تماما.