"استمرارا لسياسة القمع والعنف الدموي من النظام المصري، يتساقط الشهداء والجرحى المصريون يوما بعد يوم، ويعود ميدان التحرير إلى واجهة المشهد السياسي مرة أخرى، بعد مرور أكثر من عشرة أشهر كاملة على اندلاع الثورة المصرية". هكذا علّقت صحيفة هآرتس الإسرائيلية صباح اليوم (الأحد)، على الأحداث الدموية التي تشهدها مصر حاليا؛ خاصة ميدان التحرير بعد المناوشات بين الداخلية والمتظاهرين في الميدان، وسقوط اثنين من الشهداء وأكثر من 750 مصابا. وقال المحلل السياسي للصحيفة "تسيفي بارئيل": "بعد فترة طويلة من الهدوء والصمت المطبق في مصر، عاد ميدان التحرير إلى صدارة المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي في مصر مرة أخرى؛ حيث جدد الميدان دوره كمنصة أو شرفة للحوار المباشر والحي بين المتظاهرين وأصحاب المطالب وبين النظام السياسي في مصر، فقد تجددت المواجهات مرة أخرى، وكأن مشهد ثورة يناير يعود مرة ثانية، خاصة مع سقوط المئات من المتظاهرين مصابين نتيجة إسقاط قنابل مسيلة للدموع على رؤوسهم، فيما تظاهر المصريون مرة أخرى في محاولة بائسة لنقل السلطة من المجلس العسكري إلى الحكم المدني، كما استغلّ الإخوان المسلمون التظاهرات في الدعاية الانتخابية". وأفادت الصحيفة العبرية في تقرير المحلل السياسي لها أن مئات الآلاف من المتظاهرين المصريين نزلوا إلى ميدان التحرير للتظاهر ضد وثيقة المبادئ الدستورية الجديدة التي يرفضونها (وثيقة السلمي)؛ حيث تبيّن من تلك الوثيقة أنها ضد الديمقراطية والحرية اللتين يريدهما الشعب المصري، وأن المجلس العسكري هو المسئول الأول والأخير عن ميزانية الجيش السنوية، وهو ما دعا جماعة الإخوان المسلمين -التي كانت محظورة وخطر على الأمن القومي المصري- إلى التظاهر والخروج إلى الشارع المصري للتعبير عن رفض تلك الوثيقة، ولرفض بند آخر يقضي بأن مصر هي دولة مدنية ديمقراطية؛ وذلك على حد قول المحلل السياسي. بيد أن الصحيفة العبرية لم تكتفِ بالإشارة إلى التظاهرات التي خرجت بميدان التحرير وما جرى فيها من أحداث عنف وشغب كبيرين، ولكنها أوضحت أن حركة الإخوان المسلمين تحاول استغلال المليونيات والمتظاهرين؛ بغرض التأثير على سدة الحكم في القاهرة باستعراض قوتها، والتعريف بمدى تأثيرها على الشارع المصري، فضلا عن استغلال تلك المليونيات للدعاية الانتخابية لها؛ خاصة مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في الثامن والعشرين من الشهر الجاري.