رصدت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بعضاً من صور علاقة نبيل العربى بالإخوان بالإضافة إلى بعض العوائق التى قد تقف ضد ترشح الامين العام للجامعة العربية لرئاسة مصر رغم تصريحات نبيل العربى بأنه لن يترشح للرئاسة، لكن المحلل السياسى للصحيفة تسيفى بارئيل كتب أن نبيل العربى الذى انتهج طوال تاريخه خطا عدائيا ضد إسرائيل والذى يلقى تأييداً جارفاً من جماعة الاخوان المسلمين، ستواجهه عدد من المشكلات من شأنها أن تصعب موقفه فى الحصول على منصب الرئاسة. وأضاف بارئيل، أنه فور انتهاء الانتخابات البرلمانية التى انتهت بحصول الاخوان على 47% من المقاعد بدأت المعركة الحقيقية الخاصة بالترشح لانتخابات الرئاسة، فبعد أن أعلن الاخوان المسلمون عدم ترشح أحد أعضاء الجماعة لرئاسة الجمهورية، أعلن عبد المنعم أبو الفتوح عن نيته الترشح للرئاسة ، مما أحدث نوعا من الانقسام داخلها، إلا أن الإخوان قد وجدوا ضالتهم فى نبيل العربى المرشح الذى اتفق عليه جميع أفراد الجماعة. وذكر بارئيل، أن جميع التقارير التى وردت من داخل مصر أكدت أن العربى هو المرشح المثالى لجماعة الاخوان فى مصر، وتوقع تسفى بارئيل أن يكون القرار قد تم بالتنسيق مع المجلس العسكرى الذى رأى فيه مرشحا مناسبا من الممكن التعاون معه وسيضمن بذلك الحفاظ على وضع الجيش بعد الانتخابات فى حالة فوزه، وتطرق بارئيل إلى المرشحين الآخرين وذكر أن عمرو موسى المرشح الآخر ينتمى إلى حركة الاحتجاج العلمانية، بالإضافة إلى اثنين من المرشحين يمثلان التيار الدينى المعتدل نسبيا إضافة إلى مرشح آخر عن حزب النور السلفى. وأكد بارئيل أنه فى حالة إذا ما قرر الإخوان التمسك بتأييدهم لنبيل العربى، فهناك شك فى نجاح أى مرشح آخر يقف أمامه، وفى المقابل استعرض بارئيل الصعوبات التى ستواجه العربى فى طريقه نحو الرئاسة، مؤكدا أن عليه اجتياز أحد العوائق الشعبية المهمة حتى يصبح «رئيس كل المصريين» بعد أن نال موقفه المتهاود من الملف السورى انتقادات لاذعة داخل الحركات العلمانية المصرية ومنظمات حقوق الإنسان العربية، مضيفا أنه فور اندلاع التظاهرات ضد الرئيس السورى انتقد الأمين العام للجامعة العربية المقاومة السورية وتبنى وصف بشار الاسد للمقاومة بأنها مجموعة من العصابات المسلحة الراغبة فى زعزعة السلطة، كما أيد استمرار بشار الاسد فى السلطة وتباطأ كثيرا قبل إطلاق مبادرة الجامعة العربية بعد ضغوط مكثفة، بإرسال وفد من المراقبين العرب تحت قيادة جنرال سودانى معروف بقمعه للثوار السودانيين. وأضاف أن الانتقادات ضد نبيل العربى كانت ضد سياسته الخارجية لا الداخلية، وكلها تؤكد أهمية صورة مصر فى العالم العربى بشكل خاص وصورتها أمام العالم بشكل عام بالنسبة لمعارضيه وخاصة من الحركات العلمانية التى تريد من الرئيس الجديد إعادة وضع مصر القديم كدولة رائدة فى المنطقة، بينما فيما يختص بالوضع الداخلى فإنهم يؤمنون بأن وجود برلمان قوى له صلاحيات واسعة أكثر بكثير من البرلمانات السابقة سيكون قادرا على حل جميع الأزمات الداخلية. أما بالنسبة للإخوان المسلمين فيرى بارئيل أنه بعيد عن تأييدهم للعربى الذى سيجعله فى موقف المدين لهم، فإن مواقفه السياسية تبدو مناسبة للإخوان وخاصة فيما يخص عداءه ومواقفه السابقة من إسرائيل،التى لن تلزم الإخوان بأى تدخل من جانبهم، مضيفا أنه على الرغم من أن جماعة الاخوان قد أعلنت أمام الإدارة الامريكية تمسكها باتفاقية السلام واتفاقيات الغاز والنفط، إلا أن نبيل العربى الذى كان مستشارا للوفد المصرى فى اتفاقيات كامب ديفيد، والذى ترأس الوفد المصرى لمباحثات طابا، هو الذى أرسى مصطلح «إعادة النظر» فى الاتفاقيات المشتركة مع إسرائيل. وأشار بارئيل إلى أن العربى هو أيضا من تحدث عن إعادة العلاقات المصرية الإيرانية إلى ما كانت عليه، وأن إيران لا تعد دولة معادية، كما ألمح إلى دراسة إعادة تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك من جانب مصر فى حالة مهاجمة إسرائيل لغزة وهى الاتفاقية التى وقعتها الجامعة العربية عام 1950 استنادا على بند رقم 51 من ميثاق الاممالمتحدة الذى يتيح لمجموعة من الدول الدفاع عن أنفسها فى حالة حدوث هجوم خارجى على إحداها، واختتم بارئيل تصوره قائلا: «فيما يخص السياسة المصرية الخارجية فإن العربى يعتبر رئيسا مناسبا لحزب الأغلبية لكن المشكلة التى ستواجهه هو والبرلمان المصرى، اضطراره لمواجهة المشكلات الداخلية والمعقدة التى تعانى منها مصر وهناك شك كبير فى امتلاكه الخبرة اللازمة لمواجهة هذا الموقف. السنة الخامسة - العدد 343 - الاثنين - 27/02/2012