فى 18 يناير الماضى وفى هذه الزاوية تحت عنوان «.. لم يأت بعد» قلت إنه على الرغم من احترامى للمرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية، إلا أن «شيئاً فى داخلى يقول إن زعيم مصر القادم لم يأت بعد». لم أكن «أتنبأ» أو أدعى علماً لا يعلمه الآخرون، إنما كنت وقتها أعتقد أن شيئاً «توافقياً» يتم الترتيب له للخروج من «مأزق» التوافق على «منصب» الرئيس القادم بين المجلس العسكرى، الذى يدير شئون البلاد، وبين القوى السياسية التى نجحت فى اكتساح نتائج الانتخابات البرلمانية الشرعية، وأعنى طبعاً الإخوان المسلمين والسلفيين. و«التوافق» بين «العسكرى» والإخوان والسلفيين على دعم نبيل العربى كمرشح للرئاسة، تم تسريبه فى شكل معلومات، ونقلاً عن مصادر على طريقة «بالونات» الاختبار السياسية التقليدية لقياس ردود الفعل المختلفة، التى كان أولها اعتراض شباب جماعة الإخوان، وغضبهم من تسريب خبر الترشح، ويعود رفض شباب الإخوان لشخص نبيل العربى إلى ما يعتقدون أنه «موقف متخاذل» ذلك الذى اتخذه كأمين عام للجامعة العربية ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وما يحدث فى سوريا، إضافة إلى اتهامه بأنه كان جزءاً من نظام الرئيس المخلوع حسنى مبارك، ولم تُعرف عنه معارضته للنظام حينئذ، وهو بالمناسبة نفس الاتهام الموجه لعمرو موسى. ولكن الأمر مازال فى مرحلة «بالون الاختبار»، ولم يصدر شىء رسمى أو شبه رسمى من قيادات الإخوان، وإذا حدث ذلك، وهو غالباً سيحدث رسمياً بعد إغلاق باب الترشح للرئاسة، حينها سيسهل الدفاع عن نبيل العربى، و«إقناع» شباب الجماعة بضرورة الالتزام ب«السمع والطاعة» وحينها سيكون الخاسر الأكبر هو الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، المرشح الأقرب للحصول على دعم شباب الإخوان، وسيبقى موقف «السلفيين» من دعم المرشح القوى حازم صلاح أبو إسماعيل غامضاً لحين الوصول لقرار. ويعتمد نبيل العربى على عدة نقاط قوة تجعل التوافق عليه «سهلا» من بقية القوى السياسية إذا تأكد حصوله على دعم الإخوان والسلفيين وأهم هذه النقاط: 1 - موقفه الحاسم من إسرائيل التى تصنفه كسياسى معاد لها، وقوله إن جميع المعاهدات تخضع لإمكانية التعديل أو الإلغاء. -2 تاريخه المشرف كمستشار قانونى للوفد المصرى فى اتفاقيات كامب ديفيد. 3- أحد القضاة الصقور فى محكمة العدل الدولية، وشارك فى إصدار حكم إدانة إسرائيل لبنائها الجدار العازل عام 2004. 4- لا ينتمى أو يصنف تحت أى تيار سياسى أو دينى بعينه، مما يسهل التوافق عليه. وفى حالة وصوله لكرسى الرئاسة أعتقد أنه سيكون رئيسًا «انتقاليا» أيضًا.. فى انتظار «صعود» نجم رئيس «شاب» يأخذ بيد مصر إلى مستقبل تستحقه. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. حسام فتحى [email protected]